سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الغلاء يحرم الأطفال بهجة العيد..

كوباني/ سلافا أحمد ـ 

عاد أحمد مصطفى خليل إلى منزله وملامح الحزن والأسى تكسو وجهه، حاملاً كيسين في يده لأطفاله من أجل احتفال رأس السنة. هرع ابنه الصغير محمد وابنته الصغيرة إيفا لاستقباله وملامح البهجة والفرح تبدو على وجهيهما مرددان: “أتى بابا أتى، وهو يجلب لنا الحلوى والفواكه للاحتفال برأس السنة الميلادية”، توقفا أمام والدهما وسألاه، ماذا جلبت لنا يا بابا؟”
دخل الأب إلى المنزل حزيناً كئيباً دون أن يجيب طفليه الصغيرين، ناول الكيسين الصغيرين إلى زوجته، وقال: “لقد جلبت لكم الدجاج والخضروات؛ لم أتمكن من شراء الطلبات الأخرى التي طلبها الصغار”.
وأخذت الزوجة الكيسين من زوجها دون أن تكلمه شيئاً، كانت تعلم مدى حزن زوجها لأنه لم يستطع شراء طلبات ابنيه من أجل احتفالية رأس السنة الميلادي. هذه صورة وحال عوائل كثيرة في المنطقة بسبب غلاء الأسعار بشكلٍ لا يصدق، فالعائلة أصبحت تكتفي بشراء طعامها، أما الفواكه والحلوى أصبحت ضيفاً لا يزور البيوت إلا نادراً.
تشهد أسواق شمال وشرق سوريا ارتفاعاً ملحوظاً بأسعار السلع والمواد بشكلٍ كبير في الآونة الأخيرة، نظراً لتدني قيمة الليرة السورية أمام الدولار، ما أثر على الوضع المعيشي للأهالي في مناطق شمال وشرق سوريا، والتأثير على حركة الأسواق والشراء في المقاطعة.
الدولار بـ 3000
تنهار الليرة السورية تدرجياً أمام العملات الأجنبية، ويرتفع سعر صرف الدولار في المنطقة منذ فترة بشكل غير طبيعي, نتيجة سوء الأوضاع الأمنية في المنطقة بشكلٍ عام؛ والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على الحكومة السورية “عقوبات قيصر”, إضافة للطلب المتزايد على عملة الدولار أكثر من أي عملة أخرى.
وتجاوز لأول مرة في تاريخ سوريا سعر الدولار الواحد أمام الليرة السورية لـ3000 ل.س، ما أثر على الوضع المعيشي في المنطقة.
كيف سنؤمن احتياجاتنا؟
أحمد خليل ذو 45 عاماً، أبٌ لستة أطفال أكبرهم يبلغ من العمر 16 عاماً وأصغرهم خمسة أعوام، يعمل على سيارة أجرة لإعالة عائلته. يقول أحمد خليل: “أجرتي الشهرية لا تتجاوز مئتي ألف ليرة سورية، لم يعد باستطاعتي تأمين مستلزمات عائلتي، الأسعار أصبحت تحلق في السماء”.
مضيفاً “لم تعد تكفني أجرة التكسي لتأمين حاجتنا اليومية في ظل غلاءٍ شديد بأسعار الخضروات والملابس والسلع، فهي باهظة جداً وأسعارها تقاس بالدولار، ولكن مردودنا بالليرة السورية وليس بالدولار؛ فكيف سنؤمن احتياجاتنا في ظل هذا الوضع الصعب؟ هذا هو السؤال الوحيد الذي يشغل بالنا”.
ويضيف خليل إلى حديثه والحزن يخيم ملامحه بقوله: “رأس السنة الميلادية باتت على الأبواب، أطفالي يطلبون مني قائمة مليئة بطلبات الاحتفال، من الأكلات والحلوى والزينة، ولكن لا أستطيع جلب شيءٍ لهم، إنني أتيت من السوق قبل قليل ولكني لم أستطع شراء طلباتهم، بالكاد استطيع تلبية مستلزماتهم الضرورية”.
واختتم حديثه بالقول وعلامات الحيرة تبدو على وجهه: “كيف سنتدبر أوضاعنا في ظل هذا الوضع لأعلم، لم يعد باستطاعتنا تأمين حاجتنا، إلى أين سيصل بنا الحال لا نعلم؟”