روناهي/ قامشلو: بجوٍ ثقافيٍ مُفعم بالهدوء ألتفَّ الكتّاب والشعراء حول بعضهم وتبادلوا الآراء والأحاديث بينهم، فكانت أجواء المهرجان الخامس والعشرين للشعر الكردي في سوريا اليوم في قامشلو جميلة بعيدة عن التكتلات السياسية.
يعتبر الشعر من أقدم أبناء الأدب؛ فهو موجود منذ عصر الجاهلية؛ حيث نُظمت منذ ذلك الوقت المُعلقات والقصائد عن جمال المحبوبة والخيل والحزن، فكان الشعر مرافقاً للإنسان وصاحبه الودود الذي من خلاله استطاع أن يُعبّر عما يجول في خوالجه، والشعر الكردي غني وزاخر بأجمل الأعمال لمختلف الكتّاب والشعراء الكرد، عبّروا من خلال كتاباتهم عن ما يشعرون به بحرية وطلاقة، واليوم وفي مقهى “القلعة” الذي افتُتِح أمس تم تنظيم مهرجان “الشعر الكردي في سوريا” الخامس والعشرين، في قامشلو، وحضر المهرجان نُخبة من الكتّاب والمثقفين ومُحبي الشعر الكردي.
نهضة ثقافية
وبدأت فعاليات المهرجان منذ العاشرة صباحاً ومن المقرر أن تستمر للساعة الرابعة، وشارك في المهرجان ستون شاعراً كردياً من مختلف مناطق روج آفا، ومنهم من شارك من أوروبا بعملٍ له في المهرجان، وسيتم تكريم “إبراهيم الخليل وعبد الصمد”، وهما كاتبان جليلان قدّما الكثير للأدب الكردي، وفي هذا الصدد التقينا بجان إبراهيم إعلامي اللجنة التحضيرية للمهرجان، فتحدث عن المهرجان قائلاً: “كظروف كورونا جعلتنا نؤجل المهرجان لليوم؛ حيث كان من المقرر أن يتم في يوم استذكار الشاعر الكردي الكبير جكر خوين ولكننا أُجبرنا أن نؤخره، واليوم هذه الفعاليات تُعتبر مثل النهضة الثقافية تنعش الأدب الكردي”.
وهذا المهرجان كان كالملتقى الثقافي الملم بالمجتمع الكردي على اختلاف ميولهم الحزبية والسياسية، فقد تناقش الكتّاب الموجودين وكان الجو ودوداً حاملاً الكثير من الدفء والثقافة الحوارية الجميلة، والجدير بالذكر أن أعمال المشاركين ستُقرأ جميعها خلال المهرجان ومنها تلك التي أرسلت من أوروبا، حيث سيتم التواصل معهم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، والبث المباشر سينقل كل الأحداث من قامشلو إلى الجميع.