عيد إيزي: “منبر للسلام ومد جسور الخير بين كافة الشعوب”

روناهي/ آلان محمد – تتميز مناطق شمال وشرق سوريا بوجود نسيج متنوع وخليط غني من الديانات والعقائد المتعددة؛ التي حافظت عبر الزمن على وجودها وعاداتها وطقوسها، رغم كل الظروف الصعبة التي مرت بها المنطقة.

عيد إيزي عيد الصيام

يصادف عيد “إيزي” الجمعة الأولى من شهر كانون الأول بالتقويم الشرقي لدى الإيزيديين, تهنأ بدايةً صحيفتنا (روناهي) المجتمع الإيزيدي بهذا اليوم، ونتمنى دخول الفرحة إلى كل بيت، حيث يمر الشعب الإيزيدي في هذه المرحلة بظروف حساسة خلقتها السياسات المتآمرة على هذا الشعب؛ التي وضعت يدها بيد المحتل التركي صاحب المجازر والإبادات بحق الشعوب, للقضاء عليها والسيطرة على أرضها وخيراتها, كما كان الحال في شنكال وكل ما عاناه الإيزيديون على يد مرتزقة داعش هناك والمرتزقة المدعومين من قبل الاحتلال التركي”أردوغان”, حيث التقينا بهذه المناسبة السعيدة بعضو مجلس البيت الإيزيدي “سليمان درويش حمو” والذي تحدث عن هذا اليوم قائلاً: نبارك للجميع في هذا العيد و الذي  يسمى أيضاً بعيد الصيام لأنه قد سُبِق بصيام ثلاثة أيام للخالق واليوم الرابع هو العيد, كما تتشارك معظم الأديان في مناطق شمال وشرق سوريا بالصيام على خلاف المدة ولكن يتشابه بالقواعد أي من الفجر حتى المساء.

تتشابه الأعياد في المنطقة إلى حدٍ كبير

حيث أضاف حمو بحديثة عن هذا العيد: “يمتاز هذا العيد ببعض العادات التي يقوم بها الإيزديون ويحرصون عليها, حيث تقام المصالحات إذا وجِدت خلافات بين أبناء الديانة الإيزيدية في الأيام التي تسبق العيد وهي أيام الصيام, حتى تقام الزيارات والأفراح بيوم العيد بشكل رسمي, في هذا اليوم يتم استقبال جميع الطوائف والديانات الأخرى وكل من يرغب مشاركتنا هذا اليوم, وهو أمر معتاد من الأخوة المسلمين والمسيحيين وباقي الديانات, وهناك عيد صغير يسبق عيد إيزي حيث يستطيع الجميع المعايدة أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس تحضيراً للعيد الكبير وهو عيد إيزي”. أما عن التحضيرات لهذا العيد أوضح سليمان حمو أنها تتشابه مع التحضيرات لكل الأعياد في المنطقة “فعاداتنا تتشابه بشكل كبير من شراء الثياب والسكاكر وكل ما يلزم, من العادات المتبعة أيضاً الاستيقاظ مبكراً وارتداء الملابس الجديدة والتجوال بين المنازل لتقديم التهاني والتبريكات من الصغار والكبار”.

إلى ماذا يرمز الطاووس في الديانة الإيزيدية؟

 تحدث عضو البيت الإيزيدي سليمان حمو مضيفاً عن بعض الرموز التي قد تكون غير معروفة من قبل الشعوب الأخرى قائلاً:” تتميز الديانة الإيزيدية بعدة شعائر ورموز ومنها رسم طائر الطاووس الجميل والذي يكون بصورة فتح ذيله والذي يصبح على شكل نصف دائرة, حيث يرمز بذلك عند الإيزيديين للشمس والتي هي قبلة الإيزيديين, حيث يوضع في جميع المزارات لديهم”.

واختتم حمو حديثه متوجهاً للصمت الدولي بإعادة النظر بموقفه حيال الانتهاكات التي حصلت وما زالت بحق أبناء الشعب الإيزيدي, ووضع حد للممارسات التركية غير الإنسانية والإبادات المستمرة لمحو الدين والثقافة الإيزيدية, آملين بأن يكون هذا العيد منبراً للسلام ومد جسور الخير بين كافة الشعوب, مناشدين المجتمع الدولي بوضع قوانين تنص على حماية الشعوب في شتى أنحاء العالم, والرحمة للشهداء والنصر لمقاومتنا.