No Result
View All Result
المشاهدات 1
جوان محمد-
الكثير من معشر الفيسبوكيين ينتظرون بشكلٍ يومي خطأً من هنا أو هناك؛ لكي يصبح حديثهم لأيام السخرية وطرح نكت وتعليقات جارحة تصل لحد السب والشتم بعض الأحيان، كدلالة واضحة لقلة الوعي لديهم، وهذه مصيبة كبيرة تنتشر بين الكثير من أبناء شعبنا، وهي استغلال الوسائل المتاحة لهم بغير مكانها.
الإنسان يحتاج الترفيه وهو ضرورة، ولكن ليس على حساب مشاعر الآخرين، والمبرر من قبلهم يكون: “ما حد جبرهم يقولوا شعر” ولكن من يقول ذلك يرى في نفسه كأنه ملاك منزل من السماء ولا يقع في الأخطاء. إن تداول مقطع “خوهي” سابقاً لامرأة كردية وقبل أيام قصيدة بوخم لرجل كردي، أثار ضجة كبيرة وحتى أصبحت كلمة “خوهي” دارجة بكثرة بين الفتيات والشباب بمجتمعنا، ويبدو قصيدة بوخم ستكون على نفس المنوال، إن انتقاء تلك الوسائل لنشر هذه “القصائد” إن كان بمقدورنا تسميتها بهذه الصفة تدل على عدم دراسة المواد التي تُعرض لدى “شاشات التلفزة والإذاعات وبعض المواقع”، ولسنا بصدد تقييم أي وسيلة إعلامية بقدر ما نلاحظه على شعبنا من حالة التنمر التي تتملك روحه وعقله، ولا يقبل الكثير من الظواهر التي يرونها عجيبة وغريبة رغم أنها عادية، وسبقتنا إليها الكثير من الدول ومنها ممارسة الفتاة للعبة كرة القدم.
والمصيبة الأكبر أنك لو ناقشت من يتنمرون فجوابهم أنهم أناس منفتحون ومتعلمون وأصحاب شهادات! ولكن ماذا نستفيد من تلك الشهادة؛ والتنمر ينخر في عقلك والرجعية وعدم تقبل الآخر.
إن عالم الفيسبوك جميل ويجب على المرء استغلاله بطرح أفكار مفيدة لمجتمعه، وعدم بناء صفحاته الشخصية والعامة على حساب مشاعر الآخرين، وطرح فيديوهات تهدف فقط لجلب بعض اللايكات. فتخيل لو أدرجت صفحات مقاطع لأقرباء لك كيف سيكون شعورك؟
الترفيه والضحك يحتاجهما الإنسان بكل تأكيد، وخاصةً لمرورنا بظروف الحرب والكورونا في روج آفا وسوريا، ولكن كما ذكرت لا يجوز أن يكون هذا الأمر على حساب مشاعر وأحاسيس الآخرين، فكلنا معرضون للوقوع بالخطأ، وليبدأ كل شخص من نفسه، لنبتعد عن هذا التنمر القاتم القاتل القائم بين أفراد مجتمعنا، فحتى ذلك الشخص المصاب بمتلازمة دوان أصبح موضع سخرية لا موضع تشجيع والمساعدة في الرفع من معنوياته، وفي المحصلة تنمرك يقتلك قبل قتل الآخرين.
No Result
View All Result