No Result
View All Result
المشاهدات 0
دجوار أحمد آغا/ كاتب-
تتصاعد موجة الإرهاب في عدد من الدول الأوروبية وبشكل خاص في فرنسا والنمسا وألمانيا حيث يتصاعد هذا التطرف الإرهابي في إطار أفكار الإسلام السياسي المتطرف المدعوم من سلطات أردوغان.
ربما يتوجب على سلطات كلٍّ من فرنسا والنمسا وكذلك ألمانيا مراجعة ذاتها قليلاً في خضم الأحداث التي تعصف بهذه الدول على وجه الخصوص, فإلى جانب جائحة كورونا التي تجتاح أوروبا مثل غيمة سوداء وكأنها الموت القادم من الشرق (الصين) نرى بأن الإرهاب المنظم القادم أيضاً من الشرق (تركيا) يغزو القارة العجوز ويهدد الأمن والأمان والسلم الاجتماعي في هذه البلدان. عندما نقول بأنه يجب على سلطات هذه الدول تحديداً العودة إلى الذات قليلاً فإننا لا نتحدث من فراغ, فهذه الدول شهدت أراضيها لا بل عواصمها جرائم بحق الشعب الكردي وتم اغتيال شخصيات مناضلة من أجل القيم والمبادئ الإنسانية وفي ظل “الديمقراطية” التي كانت موجودة في هذه الدول ولكن وللأسف الشديد لم تقم سلطات هذه الدول بواجبها في حماية هؤلاء المناضلين الذين التجؤوا إليها ليكملوا مسيرة نضالهم التحرري بالأطر السياسية والدبلوماسية. نذكر هنا (اغتيال ساكنة جانسيز – ليلى شايلمز – فيدان دوغان في 9/1/2013 في باريس – اغتيال الدكتور عبد الرحمن قاسملو في 13/7/1989 في فيينا – اغتيال الدكتور صادق شرف كندي في 17/9/ 1994 في برلين) نموذجاً.
هذه الحوادث الثلاثة التي جرت في العواصم الأوروبية العريقة والتي تتعرض الآن لموجة من الإرهاب المنظم والمدعوم من جانب سلطات أردوغان ليست وليدة الصدفة فهي تمثل اختراقاً فاضحاً وواضحاً للأجهزة الأمنية والاستخباراتية لهذه الدول لا بل حتى القضائية منها حيث تبين بعد التحقيقات المستفيضة تورط أجهزة الاستخبارات التركية والإيرانية في عمليات الاغتيال هذه, ورغم ذلك لم توجه التهمة رسمياً لهذه الأجهزة وهذه الأنظمة الغاصبة والمحتلة لكردستان. الآن نرى بأن السحر انقلب على الساحر ففرنسا التي احتضنت الخميني إبان حكم الشاه، ومنها انطلق عام 1979 إلى طهران معلناً ثورته الإسلامية المستمرة؛ تتعرض الآن للإرهاب المزدوج، سواء من خلال الاعمال الإرهابية التي تتم على أراضيها وآخرها العملية التي جرت في مدينة نيس أو من خلال الهجمات الإعلامية المركزة على شخص الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من خلال تصريحه حول حرية الرأي والتعبير فيما يخص الرسوم التي ظهرت في إحدى الصحف الفرنسية والتي تسيء إلى النبي محمد (ص) ورغم أن ماكرون قد أوضح بأنه ضد الإساءة إلى المعتقدات والأديان بشكل عام, إلا إن السلطات التركية ورئيسها أردوغان على وجه الخصوص قام بحملة شعواء ضد فرنسا ودعا إلى مقاطعة البضائع والمنتجات الفرنسية وبشكل ممنهج كما أنه دعا إلى القيام بمظاهرات ضد فرنسا وعلى الأراضي الفرنسية.
كذلك فإن السلطات النمساوية لم تحرك ساكناً ولم ترفع حتى دعوى قضائية دولية بحق هذا نظام الملالي المجرم في طهران الذي أثبتت التحقيقات وبشكل واضح تورطه بعملية اغتيال الدكتور قاسملو ورفيقه. أما السلطات الألمانية والتي تُعتبر الأب الروحي لنظام أردوغان من خلال دعمها المباشر واللامحدود لهذا النظام ومعارضة أي قرار أوروبي بفرض عقوبات عليه, والسبب يعود إلى العلاقات الوثيقة التي تربط بينهم، سواء من خلال انضمام تركيا إلى جبهة ألمانيا في حربين عالميتين وكذلك وجود أكبر جالية تركية خارج تركيا في ألمانيا. لا بد لهذه الدول من مراجعة نفسها وسياساتها الخارجية وكذلك الداخلية تجاه قضايا الشعوب المناضلة من أجل حريتها وبناء الديمقراطية في أوطانها بعيداً عن سياسة الحزب الواحد والنمط الواحد واللون الواحد الذي لا زال يسعى نظام أردوغان من أجل فرضه على شعوب المنطقة من خلال تدخلاته المستمرة وخلقه للأزمات بين أبناء الشعب الواحد، سواء في سوريا أو العراق أو ليبيا وحتى بين الأرمن والأذريين, إلى جانب محاولاته المستمرة من أجل إعادة بناء إمبراطورية أجداده العثمانيين. لذا لا بد من قيام الدول الأوروبية وفي مقدمتها فرنسا والنمسا وألمانيا بتشديد إجراءاتها الأمنية خاصة بحق المنظمات التركية العاملة على أراضيها والتي تستفيد من القوانين المدنية التي تمنح حقوقاً للاجئين توازي حقوق المواطنين, بالإضافة إلى كبح جماح المتطرفين الذين يتكاثرون في تلك الدول من خلال الدعم المباشر من جانب أردوغان وتحريضه المستمر لهم ضد سلطات تلك الدول. على المجتمع الأوروبي أيضاً أن يقول كلمته وبشكل مسموع لكي تعلم السلطات الأوروبية من الذي يحرض على الإرهاب ويقدم الدعم والتسهيلات لهذه الجماعات المتطرفة, لا بد للرأي العام الأوروبي وكذلك العالمي من إعلاء صوته بشكل واضح وصريح بشأن الانتهاكات التركية المستمرة والمتواصلة بحق هذه المجتمعات من خلال تغذيته لعوامل التحريض وجعل المساجد ـ التي هي في جوهرها دور للعبادة والتأمل بين الخالق والمخلوق – مراكز للتدريب والتأهيل على القيام بأعمال إرهابية متطرفة بعيدة كل البعد عن جوهر الإسلام الذي هو مثله مثل كل الديانات السماوية يدعو إلى المحبة والتسامح والعيش المشترك وهي جوهر الإسلام الحقيقي الديمقراطي.
No Result
View All Result