No Result
View All Result
المشاهدات 1
فرناز عطية / دكتورة علوم سياسية –
لقد عاودت ظاهرة الحرائق التي تندلع بين الحين والآخر في سوريا إلى الاشتعال من جديد، والانتشار في مساحات شاسعة من الأراضي السورية، آكلةً الأخضر واليابس، وسط تساؤلات حول أسباب اندلاعها وتكرارها، وفي هذا الإطار تابع المرصد السوري لحقوق الإنسان اندلاع حرائق الغابات خلال ثلاثة أشهر متتالية من العام الجاري في المناطق التابعة لنفوذ النظام السوري، والتي شملت الغابات الحراجية في مدن حماة وطرطوس وحمص وريف اللاذقية.
ففي 30 /8/ 2020، وثق المرصد نشوب حرائق في الغابات والمناطق الحراجية بريفي اللاذقية وحماة، حيث شب أحدها قرب قرية سلمية وبيت لوحو في ريف اللاذقية، وامتد إلى جوار المنازل السكنية، ما أدى إلى إلحاق ضرر كبير في الممتلكات، كذلك نشب حريق كبير في الأراضي الزراعية في قرية أبو كليفون وامتد إلى المنطقة الحراجية التابعة لمنطقة عين الكروم بسهل الغاب شمال غرب حماة، ويأتي ذلك بعد أيام من إخماد حريق في المنطقة ذاتها، كما نشب حريق في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي جراء قصف قوات النظام. وفي أوائل شهر أيلول 2020 اشتعلت الحرائق من جديد في عدة مواقع على امتداد الغابات الحراجية في جبال الساحل، محولة آلاف الأشجار الحراجية والمثمرة إلى رماد، كما اندلع حريق كبير في المنطقة الحراجية بالقرب من قرية بيرة الجرد التابعة لناحية وادي العيون بريف مصياف في محافظة حماة، وقد ساعد على امتداده وعورة تضاريس الأرض التي حالت دون الوصول لأماكن الحريق وإخمادها، كذلك نشب 14 حريقاً في مناطق متفرقة بريف اللاذقية، كما نشبت حرائق متوسطة في كل من جب حسن والمارونيات والقطرية، وكان المرصد السوري قد رصد في 3/9/2020 اندلاع حريق كبير في جبال منطقة البسيط في ريف اللاذقية، حيث التهمت النيران غابات الصنوبر التي تعد مناطق اصطياف.
وللمرة الثالثة على التوالي تعاود الحرائق التهام عشرات الكيلو مترات من المساحات الزراعية والمناطق الحراجية في مواقع متفرقة من أرياف اللاذقية وطرطوس وحمص، ففي أواسط شهر تشرين الأول 2020 وتابع المرصد اندلاع الحرائق في مناطق متفرقة من جبال “القرداحة” مسقط رأس رئيس النظام السوري ومنطقة “الحفة” بريف اللاذقية، ومناطق متفرقة من أحراج وبساتين “مشتى الحلو” في ريف طرطوس وصولاً إلى جبال وأحراج منطقة “عيون الوادي” في ريف حمص.
وأدى تكرار اندلاع النيران في تلك المناطق إلى خسارة مساحات شاسعة من المسطحات الزراعية والغابات التي ستؤدي إلى عديد من الأضرار البيئية في المستقبل القريب، إلى جانب الخسائر الاقتصادية المتمثلة في فقدان كميات كبيرة من المحاصيل الزراعية والموارد المستخرجة من الغابات التي تدخل ضمن الاقتصاد السوري، وفي سياق متصل علم المرصد في 10/10/2020 بتمدد الحرائق في مدينة “القرداحة” واحتراق مستودعات دائرة التخزين التابعة للمؤسسة العامة للتبغ في المدينة.
خلّف اندلاع الحرائق على مساحات شاسعة من المدن السورية وكذلك تكرارها عدداً من الكوارث الإنسانية التي زادت من معاناة السوريين، وتمثلت في وقوع خسائر بشرية وخسائر مادية، حيث وثق المرصد في 10/10/2020 ارتفاع حصيلة حالات الوفاة إلى أربع وفيات بالإضافة إلى تسجيل أكثر من 80 حالة اختناق، جراء استمرار الحرائق في سلسلة جبال الساحل السوري، كما أخلت سلطات النظام مشفى “الباسل” بمدينة “القرداحة” بسبب اقتراب النيران منها، وتم نقل جميع المرضى إلى مشفى مدينة “جبلة”، هذا بجانب تدمير الحرائق لنحو 150 قرية وبلدة في ريف اللاذقية، شملت مناطق في جبلة والقرداحة والحفة واللاذقية، وتشريد أهلها، حيث نزح آلاف السكان إلى مناطق أكثر أمناً بسبب الدخان الكثيف وتمدد النيران
No Result
View All Result