الكونفرانس السادس لمجلس عوائل الشهداء «السير على نهج الشهداء ضمان تحرير عفرين»

عُقد الكونفرانس السادس لمجلس عوائل الشهداء في إقليم عفرين بحضور 400 عضو وعضوة من عوائل الشهداء من مقاطعتي عفرين والشهباء ومدينة حلب وعدد من الضيوف وانطلاق أعمال الكونفرانس بدقيقة صمت على أروح الشهداء.

وحمل الكونفرانس الذي عقد في يوم الخامس عشر من آب والذي يمثل يوم انطلاق الكفاح المسلح ضد الذهنية الفاشية للحكومة التركية عام 1984م شعار «السير على خطا الشهداء ضمان تحرير عفرين».
وافتتح الكونفرانس بكلمة ترحيب من اللجنة التحضيرية للحضور، وتم عرض جدول أعمال الكونفرانس الذي ناقش الأمور التنظيمية وانتخاب مجلس جديد لعوائل الشهداء واتخاذ جملة من القرارات بعد مناقشة تعديلات النظام الداخلي وفق أراء الحضور.
وعقد مجلس عوائل الشهداء على مدرا الأسابيع الماضية عدد من الاجتماعات العامة لعوائل الشهداء في ناحية شيراوا ومقاطعة الشهباء، وتم انتخاب مجالس جديد للنواحي واقتراح آلية عمل تضمن المزيد من التنظيم في عمل المجلس ولا سيما بعد احتلال عفرين وتنظيم المجلس نفسه في مقاطعة الشهباء.
واستهل الكونفرانس بعرض سينفزيون عن أحاديث قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان حول مفهوم الشهادة والشهيد وقيمهم بالنسبة لحركة التحرر الكردستانية وضرورة الالتزام بنهجهم في سبيل دمقرطة الشرق الأوسط.

قوة الشعب هو الضامن الوحيد للانتصار
وفي الوضع السياسي، بارك عضو اللجنة التنفيذية في حركة المجتمع الديمقراطي حسن كوجر الكونفرانس على عوائل الشهداء وقال: «الوضع السياسي اليوم متأزم في الشرق الأوسط، لكن رغم هذه الظروف نملك القوة ونستطيع إيجاد توازن معين في علاقتنا مع الدول، ويجب على شعبنا أن يعلم أنَّنا لا نتَّكل على القوى العالمية مثل روسيا وأمريكا لحماية مناطقتنا أو تحرير عفرين، بل نقول: إنَّ الشعب هو الأساس والتفافه حولنا هو الضامن الوحيد والأوحد»، وتابع كوجر: «إن عوائل شهدائنا هم قادتنا وأصحاب الثورة الحقيقين وعليهم أن ينظموا أنفسهم لكي نرفع وتيرة ثورتنا ونحرر عفرين، وهم بذلوا دماء أبنائهم في سبيل هذا الوطن، ويقع على عاتقنا أنْ نقف يداً بيدٍ بجانب قواتنا وحدات حماية الشعب والمرأة لتحرير مناطقنا من رجس المرتزقة».
وتطرَّق كوجر إلى أهمية تحرير عفرين، وأنَّ قرارَ التحرير اتُخذ خِلال كونفرانس تحرير عفرين، واليوم يستمر العمل لتنفيذ هذا القرار على الصُّعد كافة، وقال» «عفرين لنا وستتحرَّر»، وربط كوجر تحرير عفرين بالعزلة المشددة التي تفرض على قائد الشعوب الكردستانية عبد الله أوجلان وقال: «استطاع القائد عبر فكره على توحيد الشعوب، والعدو يرد من خلال العزلة أن يبعد فسلفة القائد عن الشعب، ومقابل ذلك سنُصعِّد من فعاليتنا لرفع العزلة عن قائدنا، ونعاهد شعبنا على أنْ نُحرِّر عفرين».
في حين تطرَّقت عضوة المجلس التنفيذي لفيدرالية شمال سوريا روجهلا عارف خلال مناقشة الوضع السياسي للحوار الجاري بين مجلس سوريا الديمقراطية والنظام السوري، فقالت: «إنَّ هذا الحوار لم يرتقِ بعد إلى مستوى الحوار الذي يمكن أن نبني عليه الآمال، لكنَّ نضالنا في هذا المنحى مستمر وهو أن مبادئنا من اليوم الأول مبنية على فكرة الحوار البناء والشفاف في سبيل دمقرطة سورية لا مركزية».

التأكيد على تحرير عفرين مجدداً
وتلقى الكونفرانس السادس لمجلس عوائل الشهداء برقيات تهنئة عدة، من بينها برقية باسم وحدات حماية الشعب والمرأة الذي بارك انعقاد هذا الكونفرانس في مثل هذا اليوم المبارك على الشهداء وعوائلهم وأبناء شعوب الشمال السوري كافة.
وأكدت البرقية على ان كل ما قامت به وحدات حماية الشعب والمرأة في الفترة الماضية يهدف إلى تحرير عفرين وحماية قائد الشعوب الكردستانية عبد الله أوجلان، وأشارت البرقية إلى الانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال التركي في عفرين، وقال: «نحن الآن في المرحلة الثانية من مقاومة العصر، وهناك ازدياد ملحوظ في مستوى النضال ضد العدو، وهذا النضال يتم استمداده من شهداء مقاومة العصر؛ لأن شهداءَنا بذلوا الكثير من دمائهم دفاعاً عن ترابهم، ونحن نكرر عهدنا على أنْ نسير على نهج شهدائنا حتى نحرِّر عفرين من الاحتلال».
كما وأكدت أن الخطوة الأولى لوحدات حماية الشعب والمرأة هي تحرير عفرين، وتابعت: «لأن ثورتنا ثورة الشهداء، نعاهد شعبنا وعوائل شهدائنا، على جعل أرضنا مقبرة لمن يود أن يمد يده إليها».
كما وقُرئت برقياتُ تهنئةٍ أخرى من مجلس عوائل الشهداء العام، ورسالة من منظمات شرق كردستان؛ عبَّرت عن أهمية الشهادة والشهداء وأنَّ الارتباط بنهجهم هو السبيل الوحيد لإحقاق الحرية والديمقراطية في الشرق الأوسط.

روجهلات كردستان يبارك الكونفرانس
وجاءت في برقية منظمات روجهلات كردستان التي رحبت بانعقاد الكونفرانس بروح مقاومة العصر: «في شخص شهداء مقاومة العصر نستذكر آلاف شهداء الحرية، ونتمنَّى النجاح لهذا الكونفرانس الذي يعقد في يوم تاريخي بالنسبة لشعوب الشرق الأوسط وفي نقطة سياسية حسَّاسة في المنطقة النجاح».
وتطرَّقت برقية منظمات روجهلات كردستان إلى الأوضاع الصعبة التي يعانيها شعب عفرين النازح في الشهباء وأكد على استمرار المقاومة، ونوهت البرقية إلى أن روجهلات كردستان وعفرين تمازج فيها دماء الشهداء فهناك عشرات المقاتلين من عفرين استشهدوا في روجهلات عبر نضالهم ضد الاستبداد وكذلك استشهد العشرات من روجهلات في عفرين وهذا يدل على أنَّ النضال في هذا المسار سيضمن تحرير كردستان وعفرين.
وأشارت برقية مجلس عوائل الشهداء في مخيم رستم جودي بباشور كردستان، إلى أن الاحتلال ليس بجديد في كردستان وسيستمر لأنَّ فكر القائد الذي يهدف لإنشاء فرد ومجتمع حر يجابه الاستبداد/ والاحتلال في تزايد، لذا ستستمر المخططات الاحتلالية، نضال الشعوب ستحد منها.
وتابعت البرقية» «بعد كل العصور المظلمة هناك فسحة ضوء ستخرج بالنضال والمقاومة. مكتسبات روج آفا جاءت بدماء الشهداء. لذا؛ يجب المحافظة عليها، وعفرين أفرزت نوابغ عدة وأعطت الشهداء بسخاءٍ وبسالة واليوم حركة الحرية تستمر في النضال. لذا؛ نساند هذا النضال وننظر إلى عقد هذا الكونفرانس في هذا الوقت كأمل بالانتصار ويجب أن يتم التنظيم في المجالات كافة؛ لأنَّ التنظيم سيبيد الاحتلال».

دعونا لا ندفن الشهيد مرتين
في كلمة باسم الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم عفرين، قالت الرئيسة المشتركة لمقاطعة عفرين هيفي مصطفى: «إن هذا اليوم هو يوم الانبعاث والنضال، ونتمنى أن تصدر نتائج تليق بهذه المقاومة وأن نعمل بروح قفزة 15 آب لتحقيق المشروع الديمقراطي في الشمال السوري»، وتابعت: «خلال ثورة الحرية امتزجت دماء الشعوب معاً، دماء العرب والكرد والتركمان والآشوريين وغيرهم من المكونات. في مقاومة العصر بعفرين كان الفضل الأكبر لآلاف الشهداء وتكاتف عائلاتهم في التصدي لآلة العدوان، واليوم يعمل الاحتلال التركي على استهداف مقابر الشهداء، ويعجز الكلام عن وصف الشهيد، لذا يجب علينا أن ننقل كلمات وأفكار ونضال الشهيد، وإن لم نفعل فهذا يعني أننا دفنا الشهيد مرتين مرة عند استشهاده والمرة الثاني عند عدم الالتزام بنهجه».
وأكدت كلمة مؤتمر ستار الذي ألقته العضوة الإدارية هيفي سليمان على أهمية الكونفرانس واستمرار النضال على نهج الشهداء.

قرارات هامة وانتخاب  مجلس جديد
ومن المقرر أنْ يستمر الكونفرانس على مدار يومٍ كامل ويتم انتخاب مجلس جديد، وقال عضو اللجنة التحضيرية خليل أحمد: إنَّ هذا الكونفرانس يحمل في طياته دلالاتٍ عدة، بداية تزامنه مع هذا اليوم، يوم 15 آب يوم الانبعاث، إضافة لضرورة تنظيم عوائل الشهداء والمجتمع وفق مقررات كونفرانس تحرير عفرين وحشد الطاقات كافة لتحرير عفرين، ومن هنا تم عقد عدة اجتماعات تمهيدية لهذا الكونفرانس في النواحي والقرى التي يقطنها مهجرو عفرين، وسيتم انتخاب مجلس جديد خلال هذا الكونفرانس وكذلك التطرُّق للأخطاء والثغرات السابقة ومحاولة تجنُّبها مستقبلاً، إضافة لاتخاذ جملة من القرارات على الصُعُد التنظيمية والاجتماعية.