الثروة الحيوانية في مقاطعة الحسكة, تُزوّد مربيي المواشي باللقاحات

تقرير/ آلان محمد-

روناهي/ الحسكة ـ تُشكّل الثروة الحيوانية دافعاً أساسياً للتنمية المستدامة في القطاع الزراعي, وتساهم في تحقيق الأمن الغذائي والتخفيف من وطأة الفقر, وتقوية النمو الاقتصادي, وباستطاعة هذا القطاع الحد من التأثيرات السلبية للحصار المفروض على مناطق شمال وشرق سوريا, ومكافحة الغلاء, والنهوض ببيئة سليمة, وزيادة استخدام الموارد الطبيعية بكفاءة عالية.

نمو الطلب على المنتجات الحيوانية

يتسارع نمو الطلب على المنتجات الحيوانية, على مستوى شمال وشرق سوريا, بفعل النمو السكاني والتدفق الهائل للنازحين من شتى مناطق الصراع والنزاع في سوريا, ومع ارتفاع الدخل والمتغيرات التي شهدتها أساليب العيش من غلاءٍ في الأسعار, تغيرت الأنماط الغذائية كنتيجةٍ طبيعية لهذا الغلاء, وبات ملحوظاً بشكلٍ كبير تأثر نُظم الثروة الحيوانية في البيئة المحيطة, وبما أنهُ يتعيّن على أرباب المواشي بكافة أصنافها, إيجاد الطرق الصحية والسليمة لتنمية هذا القطاع مع الصعوبة البالغة في تأمينها, لا زالت الإدارة الذاتية الديمقراطية مستمرة في تقديم الدعم, ومتابعة قطاع الثروة الحيوانية, لتطوير هذا القطاع بشكلٍ مستمر ودائم, من أجل ضمان عدم نضوب الموارد الطبيعية, كالعلف والدواء للموشي والدواجن, لجعلها أكثر استدامة وإنتاجية وقدرة على الصمود.

وفي هذا الصدد التقت صحيفتنا “روناهي” مع رئيس قسم الثروة الحيوانية في مقاطعة الحسكة بإقليم الحسكة مالك محمد ليحدثنا عن واقع العمل الذي يقوم به قسم الثروة الحيوانية في مقاطعة الحسكة, وعن أهمية دور الثروة الحيوانية في بناء الاقتصاد والبيئة, حيث قال: “منذ بداية النشأة للإدارة الذاتية, ونحن نقوم كقسم الثروة الحيوانية بمتابعة كل متعلقات هذه الثروة, وكانت في البداية ضمن إمكانات ضعيفة ومتواضعة جداً, وكان العمل يتقدم ويتطور عاماً بعد عام ولا زال, ولدينا الكثير من الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها”.

توزيع اللقاحات على الوحدات الإرشاديّة

وفي سياقٍ متصل عن الثروة الحيوانية وخصوصاً المواشي منها, قال مالك محمد: “نسعى دائماً للحفاظ على صحة وسلامة الماشية, ونحن نقوم بمتابعة لجان الوحدات الإرشادية بعدة مناطق مثل الشدادي, ومخروم, وصفيا, ورد شقرا, ومناطق أخرى عديدة لمتابعة أصحاب القطعان من الأغنام والماعز والأبقار, وحتى الإبل مع قلة عددها؛ وذلك لننمي ونكثّف عدد المواشي, ووفقاً للمعايير الصحية, حيث قمنا مؤخراً بتوزيع اللقاحات على المناطق المذكورة آنفاً, بعدد لقاحات تجاوز الثماني والستين ألفاً لمرض الجدري وفق إحصائيات دقيقة, وعدد سبعة وثلاثين ألف لقاح دميّة سيتم تلقيحهم في الأيام القليلة القادمة, وقبل موعد اللقاح بأيام تقوم الوحدات الإرشادية بتوزيع بروشورات على أرباب المواشي, وتعليق إعلانات لإعلام كافة المربين, وهذا ما يعادل نسبته  ثلاثون بالمئة من عدد المواشي في مقاطعة الحسكة فقط, وعلى صعيد  التطوير في العمل يعتبر هذا الإنجاز تقدماً كبيراً بالنسبة للسنوات المنصرمة, التي لم تتجاوز تغطيتنا للقاحات لا تتخطى الخمسة بالمئة, وهو ما يتماشى مع خططنا في الحفاظ على الثروة الحيوانية”.

أما بالنسبة للدواجن؛ فقال محمد: “سنقوم قريباً بتفعيل مؤسسة الأعلاف التي من شأنها خدمة المربين وتأمين المواد العلفية المناسبة وتوفيرها على الدوام, وحتى فقاسات البيض هي ضمن الخطة وستساهم في تخفيف حدة أسعار الفروج للنصف تقريباً, وهذا سيساعد الإنتاج محلياً, والابتعاد عن الاستيراد الذي زاد من قيمة الأسعار بشكلٍ كبير”.

التصدير وفق شروط محددة, ومكافحة تهريب المواشي

وبخصوص التصدير الخاص بالمواشي لخارج مناطق الإدارة الذاتية قال رئيس قسم الثروة الحيوانية في مقاطعة الحسكة بإقليم الجزيرة مالك محمد: “إن تصدير المواشي وخصوصاً الأغنام لخارج مناطق الإدارة الذاتية, يتم وفق شروط محددة وصارمة, فمثلاً مديرية الثروة الحيوانية, تسمح بتصدير الأغنام الذكور فقط, وممنوع منعاً باتاً تصدير الإناث, وهذا يندرج تحت خطة المحافظة على الماشية وزيادة أعدادها, أما بالنسبة للتهريب فتحصل بعض الخروقات بين الحين والآخر, وذلك عبر المناطق القريبة من الحدود”.

وفي ختام حديثه قال رئيس قسم الثروة الحيوانية في مقاطعة الحسكة بإقليم الجزيرة مالك محمد: “سنعمل جاهدين على توفير اللقاحات والأدوية للمربين مجاناً لتحفيزهم على الاهتمام بتكثيف الأعداد, وبالتالي تحسين الجودة”.