تقرير/ هايستان أحمد –
روناهي/ قامشلو: بلطفٍ ورقة داعب تاريخ نضال ومسيرة المثقف والمفكر الكردي أوصمان صبري خيال وأذهان المجتمع، كما كل سنة في ذكرى رحيله، ورغماً عن أنف الظروف الصحية التي تمر على العالم بأسره لم يتوقف المهرجان لاستذكار فكره وفتح الطريق أمام الكتاب ليكون مشعل نورٍ يمضي على ضوئه الأجيال القادمة من الأدباء
المناضل والمفكر الكردي الذي قضى حياته بين تخبطات قرارات الأنظمة الظالمة والتي كانت تسعى إلى طمس فكر وقلم كل كردي بزجه في سجونٍ مختلفة ونفيه إلى مدغشقر، الشخصية الكردية التي عُرفت بغزارة عطائها، الكاتب “أوصمان صبري”، دافع عن القضية الكردية منذ شبابه حتى شيخوخته، قاوم كل من وقف بوجه الشعب الكردي بإرادة قوية وعزمٍ صارم، وفرضت عليه الملاحقة الشوفينية والضغوط والظروف القاسية أن ينتقل ما بين تركيا والعراق وسوريا ولبنان، معانياً من الغربة والفقر في مسيرته النضالية الطويلة المريرة.
ولد أوصمان صبري عام 1905م في قرية نارنجه في منطقة كخته بولاية أدي يمان في باكور كردستان، وبعد ثمانية وثمانين عاماً من النضال الدؤوب في حياة زاخرة بالصلابة والمقاومة العنيدة في سبيل الدفاع عن القضية الكردية العادلة، رحل العم أوصمان صبري وترك إرثاً نضالياً وثقافياً خالداً يكفي لتخليده كعَلم من أعلام النضال الكردي التحرري. ودُفن في قرية بركفري التابعة لناحية الدرباسية في 11/10/1993م.
واستذكاراً ليوم وفاة المفكر أوصمان صبري وللمرة الرابعة على التوالي تم تنظيم مهرجان الأب على اسمه للأدب في مدينة قامشلو برعاية مديرية الثقافة والفن في إقليم الجزيرة ولجنة الأدبيات في روج آفا في مدينة قامشلو، ولكن كانت فعاليات المهرجان هذه السنة مختلفة عن سابقاتها تحسباً لمنع انتشار وباء كورونا، وقد اقتصرت الفعاليات على إقامة مسابقة للأدب بكافة أشكاله تحت شعار “بالأدب نرتقي”، وفي يوم الأحد المصادف 11/ 10/ 2020م، في مركز محمد شيخو للثقافة والفن بمدينة قامشلو وابتداءً بصالة المركز المزينة بصورٍ مختلفة لأوصمان صبري في مختلف فترات حياته؛ اتجه الحضور ليبدأ المهرجان في تمام الساعة الرابعة، وقد تأخر موعد فعاليات المهرجان ساعة لذهاب وفدٍ من هيئة الثقافة في إقليم الجزيرة لزيارة ضريح الكاتب الكردي أوصمان صبري ووضع أكاليل الورد عليه.
بالأدب نرتقي.. مهرجان أوصمان صبري الرابع عبق الثقافة
بحضور العشرات من المثقفين وأعضاء هيئة الثقافة والمشاركين بالمسابقة بدأ المهرجان بالوقوف دقيقة صمتٍ على أرواح الشهداء، ومن ثم تم إلقاء كلمة باسم هيئة الثقافة في شمال وشرق سوريا ألقتها نائبة الهيئة “روناهي حسن”، رحبت بها بالحضور، وأشارت إلى أهمية المهرجان وأبدت فخرها به لغنى المهرجان بالكتاب والأدباء وأعمالهم القيّمة، واختتمت حديثها قائلة: “بالفكر والأدب والثقافة سننتصر والمثقفون والشعراء هم من يعطون القوة للمقاتلين، فبهذه الثورة الفكرية والأدبية التي بها نحافظ على تراث وقيم وأصالة شعوب المنطقة”.