صفحات منسية… “قتيبة الشهابي”

إعداد/ مريم الخوري –

“أنا مؤرخ يلهو بالطب.. لا تتذكرون المبدع إلا حين يموت. الكاميرا لا تخطئ والكتاب ليس محايداً”.

ولد قتيبة الشهابي في دمشق الفيحاء سنة 1934م. ودرس في مدرسة (دوحة الأدب) ثم تخرج من جامعة دمشق طبيباً للأسنان. أكمل دراساته العليا في لندن وعاد إلى الشام حاملاً شهادة الدكتوراه. درّس في كلية طب الأسنان بجامعة دمشق أكثر من ثلاثين عاماً 1963م – 1994م.

أُولع الشهابي بالتصوير والكاميرا مذ كان صغيراً، بدأت رحلته البحثية في التراث التاريخي سنة 1958م، واعتمد على الكاميرا في توثيق المعالم الدمشقية وربطها بعبق التاريخ وأصالة الماضي العتيد. كان لا يثق كثيراً بالمراجع التاريخية لأنه يعتقد أن الكاميرا أصدق من الكتاب.. “فالكاميرا لا تخطئ والكتاب ليس محايداً”.

تخصص في لندن بالتصوير الضوئي “الفوتوغرافي” العلمي والمجهري والفني.. فكان الطبيب المؤرخ أو المؤرخ الطبيب.

شغلَ الشهابي منصب “مستشار وزير السياحة” بين عامي 2000م – 2003م وعمل أستاذاً للتشريح الفني في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، وكان عضواً في اتحاد الفنانين التشكيليين العرب وعضواً في نقابة الفنون الجميلة.

أصيب بمرض السرطان وعانى منه لمدة طويلة، كان لا يأبه بالمرض الخبيث ويحاربه بالعمل والجِدِّ والنشاط اليومي العلمي والفني.. حتى أن زوجته كانت تلقبه بـ”سوبر مان”.

ختم حياته بكلماتٍ ملؤها الحب والوفاء لبلده وموطنه قائلاً: “شكراً دمشق، صديقتي الأثيرة التي جعلت لحياتي معنى سامياً، وطعماً أرقّ وأعذب”.

مات الفنان المؤرخ الطبيب العالم قتيبة الشهابي دون أن يدري به أحد، أو تحتفل به بلاده لمّا كان حياً، مات دون أن ترفع بلاده اسمه عالياً في ميادين العلم والإبداع، في حين أننا نرى أن كل أمة تفاخر بعلمائها وفنانيها ومثقفيها.

توفي قتيبة الشهابي سنة 2008م وقد خلّف وراءه عِلماً ثَرَّاً لا ينضب معينه وأوابد علمية وفنية نفاخر بها الدنيا. أصدر تسعة وعشرين مؤلفاً، سبعة عشر منها موجود في مكتبة الكونغرس الأمريكي.

بعض آثاره ونتاجاته:

ـ دمشق تاريخ وصور.

ـ هنا بدأت الحضارة (سورية تاريخ وصور)

ـ أسواق دمشق القديمة ومشيداتها التاريخية.

ـ مآذن دمشق تاريخ وطراز.

ـ معجم ألقاب أرباب السلطان في الدول الإسلامية.

ـ مشيدات دمشق ذوات الأضرحة وعناصرها الجمالية.

ـ معالم دمشق التاريخية.

ـ أبواب دمشق وأحداثها التاريخية.

ـ زخارف العمارة الإسلامية في دمشق.

ـ النقوش الكتابية في أوابد دمشق.

ـ دمشق الشام في نصوص الرحالين والجغرافيين والبلدانيين العرب والمسلمين.

ـ طريف النداء في دمشق الفيحاء.

ـ صمود دمشق أمام الحملات الصليبية.

ـ أديرة وكنائس دمشق وريفها.

ـ معجم دمشق التاريخي (ثلاثة أجزاء).

ـ الطيران ورواده في التاريخ الإسلامي.

ـ نقود الشام.

ـ عباقرة وأباطرة من بلاد الشام.