إعداد/ صلاح إيبو
كشفت مديرة الآثار في إقليم عفرين عن تخريب الاحتلال التركي لمواقع أثريّة جديدة في عفرين، بهدف تدمير حضارة المنطقة الممتدة لآلاف السنين، وقالت المديرة عبر نشرة لها أن تل دير صوان الواقع على مقربة من الحدود السورية التركية في ناحية شران، تعرّض للحفر التخريبي بواسطة آليات حفر كبيرة بحثاً عن اللقى والقطع الأثرية.
ويقع التل شمالي مدينة عفرين على بعد حوالي 30 كم قرب الحدود التركية السورية ضمن أملاك أهالي قرية دير صوان التابعة لناحية شران، وهو من التلال التي لم يُجرى فيها أية تحريات أثرية قبل الاحتلال التركي للمنطقة.
وحصلت مديرية الآثار في عفرين بتاريخ 1 /10 /2020 على صورة فضائية يعود تاريخها 21 / 8 / 2019، حيث تُثبت الصورة بشكل واضح تعرض التل الأثري “دير صوان” لعمليات حفر كبيرة على سطحه وفي أجزاء من السهل المحيط به.
وتبين الصورة الفضائية أن أعمال الحفر التخريبية هذه تم تنفيذها بالآليات الهندسية الثقيلة (بلدوزر)، التي دمرت الطبقات الأثرية بما تحويها من القطع واللقى الأثرية كانت ستغني تاريخ المنطقة في يومٍ ما، وتقدر المساحات التي تم حفرها وتخريبها بالاعتماد على قائس المساحات المتوفر على “غوغل إيرث” حتى تاريخ الصورة الفضائية (21\8 \ 2019)، والتي قدرتها مديرية الآثار بالشكل التالي: (سفح التل 4000) م2 – المنحدر الجنوبي للتل (1500) م2 – شمالي التل في السهل المحيط ( 4200 م2).
إضافة لما سبق تعرضت عدة مواضع في السهل شرقي التل للحفر، ولم تحدد المديرية تماماً المساحات التي طالتها الحفريات بعد تاريخ الصورة الفضائية ومدى الضرر الحاصل نتيجة هذه الحفريات التخريبية والهمجية، كما لا تملك المديرية معلومات عن القطع واللقى الأثرية التي تم استخراجها من التل ومصيرها.
ويجدر بالذكر المديرية حصلت عل مقاطع فيديو وصور فوتوغرافية من أرض الواقع تثبت حدوث واقعة التعدي، إلا أن المسافة البعيدة بين مكان التقاط الفيديو والصور يجعل أمر تحليل الفيديو والصور صعباً للغاية، حيث يعتبر تصوير وتوثيق حالات الانتهاك والتعدي هذه من الجرائم الكبرى في المناطق الواقعة تحت سيطرة الاحتلال التركي ومواليه.
ويتعرض الناشطون في مجال توثيق الانتهاكات إلى عقوبات شديدة وغرامات كبيرة، وهذا دليل واضح على حرص سلطة الاحتلال على هذا الجانب، وتوفير الأسباب الموجبة لسد الطريق أمام دخول بعثات الإعلام والبعثات العلمية التابعة للمؤسسات الإقليمية والمحلية والدولية (اليونسكو) والمؤسسات الحقوقية الدولية التابعة للأمم المتحدة، وجاء في البند الأول من التقرير الأخير للجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بسوريا الصادر بتاريخ (14 ايلول 2020) في الصفحة الثانية (ولا تزال تحريات اللجنة يقيدها رفض السماح بدخول البلد والشواغل المتعلقة بحماية الأشخاص .. إلخ).
وأشارت مديرة الآثار على لسان الخبير الأثري صلاح سينو إلى إن ما يحدث في منطقة عفرين السوريّة له تأثير كبير على تاريخ المنطقة ككل، ويحرم الأجيال القادمة من التعرف على تاريخهم بالشكل المطلوب، ما يجعل من ظاهرة الاحتلال التركي لأجزاء من الجغرافيا السوريّة عائقاً أمام تدوين تاريخ المنطقة والبشرية بشكلٍ عام؛ من خلال تدمير الإرث الحضاري المتراكم عبر الزمن لسكان المنطقة والحضارات المتعاقبة”.
هذا وتعرضت قلعة “كالوتة” الأثرية في قرية برج القاص لقصف مدفعي تركي يوم الاثنين 5/ 10/ 2020، مما تسبب بأضرار في بعض جدران القلعة، وبحسب سكان محلياً تعرضت القلعة لأكثر من 40 قذيفة مدفعية، وهوما يُشير إلى سعي تركيا القضاء على الآثار في المنطقة سواء الواقعة ضمن المنطقة المحتلة من قبلها أو المواقع الأثرية الأخرى.
