الذكرى الأولى للاحتلال …إصرار وأمل بالعودة للديار

روناهي/ الحسكة: بتاريخ التاسع من الشهر العاشر من عام 2019م قام الاحتلال التركي الغاشم بشن حربهِ الهمجية, على مناطق كري سبي, وسري كانيه, ومع اقتراب موعد هذه الذكرى الأليمة, نظمت هيئة الثقافة في إقليم الجزيرة, وحركة مزوبوتاميا للثقافة والفن, فعالية ثقافية تخللها عدة أنشطة, استذكاراً لمقاومة الكرامة, ووحشية جيش الاحتلال التركي, في هجومه على تلك المناطق

وتحت شعار (بروح مقاومة الكرامة, وحملة الحرية, سننهي الاحتلال), أُقيمت الفعالية في مخيم واشو كاني, وقد حضر الفعالية وشارك فيها عددٌ كبير من المؤسسات المدنية والعسكرية, وممثلون عن الأحزاب السياسية, وحشدٌ غفير من أهالي مدينة سري كانيه المحتلة المقيمين في مخيم واشو كاني للمهجرين, وتم الافتتاح بالوقوف دقيقة صمت, إجلالاً للشهداء, وقد تضمنت الفعالية, افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية والتشكيلية, وغناء بعض الفرق الموسيقية, خصوصاً فرقة سري كانيه, وتم أيضاً إلقاء العديد من الكلمات المنددة بالاحتلال التركي ونظامه الحاكم, ودعماً لمقاومة الكرامة والحرية.

في الذكرى الأولى, الأمل أقوى من الألم

كانت الفعالية التي أقيمت في مخيم واشو كاني, مفعمةً بالأمل والعزيمة, حيث غنت فرقة سري كانيه الموسيقية الكثير من الأغاني الوطنية, التي أثارت الحماسة في نفوسِ أهالي سري كانيه والحضور, وهذا ما عبرتْ عنهُ عضوة مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD  “زهرة سمعو”، والتي أكدت من خلال صحيفتنا “روناهي” عبر لقاءٍ معها, بقولها: “نحن كأهالي مدينة سري كانيه, أصحاب أرض وهوية, ولن يثنينا أحدٌ في العالم أجمع عن العودة لأرضنا, ولم نفقد الإرادة والعزيمة والأمل يوماً بدءاً من تاريخ الاحتلال التركي الفاشي لمدينتي سري كانيه وكري سبي ومن قبلهم عفرين, لتاريخ اليوم”، وأكدت أنهم واثقون بأنها مسألة وقتٍ لا أكثر, وسيستعيدون ويحررون أرضهم وكافة الأراضي المغتصبة من قِبَل عصبة المرتزقة التركية, ولكن أكثر ما يحرك مشاعرهم في هذه الذكرى الأليمة, هو الهجوم الوحشي واللاإنساني الذي قام به جيش الاحتلال التركي, على الأهالي العُزّل والآمنين, واستخدامه لأبشع الأساليب العسكريّة ضد المواطنين في شمال وشرق وسوريا, فقط من أجل تقطيع أوصال المشروع الديمقراطي, والذي يثير الغضب هو الصمت الدولي على وحشية الممارسات التي قام بها جيش الاحتلال التركي وأدواته الإرهابية, وتهجيرهم للمواطنين ونهب ممتلكاتهم, وتدمير منازلهم”.

رغمَ مآسي الغزو, تعاظمت وحدتنا

مع الإحصائيات الهائلة لحجم المعاناة والدمار، التي خلفها جيش الاحتلال التركي ومرتزقته على مدينة سري كانيه, إلا أن التعايش الذي اعتادوه, كان واضحاً وجلياً بتعاظم وحدتهم, وتمسكهم بحب الأرض, ودعمهم اللامحدود لمقاومة الكرامة, وفي كلمةٍ ألقاها الرئيس المشترك لحزب سوريا المستقبل “أنور مسلم” أمام الحضور, قال فيها: “لم يزدنا إرهاب أردوغان ومرتزقتهِ, إلا حباً لأرضنا وشعبنا, والإرهاب الذي يمارسه أردوغان يحظى بدعمٍ وتأييد من بعض الدول الكبيرة, وباتَ عابراً للقارات, وأنا أعجبُ لصمت المجتمع الدولي, ومنظمة الأمم المتحدة, ومجلس حقوق الإنسان, ضد شخص يمارس العربدة السياسية والعسكرية في أكثر من بلدٍ وأكثر من قارة, ولكن مهما نال من دعمٍ وصمت من بعض هذه الدول سنبقى على العهد, سنقاوم دبلوماسياً, من خلال الضغط على المجتمع الدولي, والأمم المتحدة, وسندعم مقاومتنا الشرعية في مجابهة هذا المعتدي, حتى يتم دحرهُ ونحرر كل شبرٍ من أراضينا المغتصبة”.

وقد اختتمت الفعالية بترديد الكثير من الشعارات المنددة بالمحتل التركي, والمطالبة بفك العزلة عن القائد عبد الله أوجلان, الذي يعتبر احتجازه أكبر دليلٍ, على معادة النظام الأردوغاني, للشعوب الحرة والديمقراطية.

تقرير/ آلان محمد