تقرير/ صالح العيسى –
روناهي/ الرقة- يتعرض الموقع الأثري “قلعة جعبر” للتصدع وبات على وشك الانهيار إلا أن المساعي من أجل إنقاذها تستمر
تنسب قلعة جعبر إلى بن سابق القشيري الملقب سابق الدين، الذي يعود للقرن الحادي عشر الميلادي ولا يعرف عنه شيء سوى أن أولاده كانوا من قطاع الطرق، ويذكر البعض مثل “ابن خلكان” أن هذه القلعة كانت تعرف قبل نسبتها إلى جعبر بالدوسرية نسبة إلى دوسر غلام النعمان بن منذر وأن تاريخها يرجع إلى ما قبل الإسلام، والتي حولتها مرتزقة داعش لمعسكر تدريب لعناصرها مما ساهم في تخريبها أكثر.
إلا أن التاريخ الواضح لهذه القلعة يبدأ من استيلاء السلطان السلجوقي ملك شاه بن ألب أرسلان عليها سنة 1086م، وهو في طريقه من أصفهان إلى حلب للاستيلاء عليها، حيث حاصر القلعة يوماً وليلة ثم فتحها وقتل من بها من بني قشير.
هيكل القلعة
وتتربع القلعة فوق هضبة كلسية هشة يصل ارتفاع قمتها إلى 347 متراً فوق سطح البحر، لهذه القلعة شكل متطاول يبلغ طوله من الشمال إلى الجنوب 320 متراً، ومن الشرق إلى الغرب 170 متراً، ويحيط بها سوران ضخمان أحدهما داخلي والآخر خارجي ولا يفصل بينهما سوى بضعة أمتار.
وتضم القلعة عدداً كبيراً من الأبراج الدفاعية التي يزيد عددها عن خمسة وثلاثين برجاً، بعضها مربع وآخر نصف مسدس ونصف مثمن وهناك نصف الدائري.
البرج الغريب على وشك الانهيار
ونتيجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة في الأعوام الماضية وانقطاع عمليات الترميم تهدمت العديد من أجزاء القلعة وتعرض البرج المعروف باسم البرج الغريب للتصدع وهو على وشك الانهيار هو وبرج آخر من أبراج المراقبة إن لم يتم التدخل بشكل سريع وترميم أجزاء هذه الأبراج.
وسمي البرج الغريب بهذا الاسم نسبة لشكله الذي يتصف بالغرابة عن باقي الأبراج سمي بذلك لأنه الوحيد بين جميع الأبراج، الذي بنيت قاعدته من الطوب حتى مسافة من جسمها، ليستكمل بناؤه بالحجر الكلسي الثقيل الوزن، في وسط القلعة مسجد لا تزال مئذنته شامخة في أعلى نقطة مطلة على كل ما يحيط بها، كما أنشئت مبانٍ في الزاوية الجنوبية الغربية غاية في الأهمية لعلها كانت بيوت أصحاب القلعة وأمرائها.
ونتيجةً لتوقف البعثات الخارجية عن القدوم لترميم المواقع الأثرية تعرضت العديد من أجزاء المواقع الأثرية للانهيار كما أن التصدعات في القلعة بدأت تحصل في عام 2018 في فصل الشتاء لأن الأمطار هطلت في هذا العام بشكل كبير مما أدى إلى تشققات في أجزاء عديدة في القلعة ومنها الأبراج الدفاعية والأسوار في القلعة.
عمليات إسعافية لإنقاذ القلعة
أجرى القائمون على المواقع الأثرية دراسات للأبراج المتصدعة في قلعة جعبر حيث يقومون بالعمل عليها كعمليات إسعافية لأن هذا التوقيت ليس مناسباً لعمليات الترميم فعمليات الترميم عادة تجري في فصل الصيف لكن ورشات الصيانة مجبرة الآن لتعمل بشكل إسعافي وتقوم بحقن هذه التشققات بالجص للمحافظة عليها وحمايتها من الانهيار.
هذا وبحسب الرئيس المشترك للجنة الثقافة والفن في منطقة الطبقة علي علاية فإنهم يسعون لحماية الآثار: “نحن نعمل على حماية الآثار منذ تحرير المنطقة ونحن لا نستطيع تغيير أي جزء بالقلعة لأنها من المواقع الأثرية المهمة وأي تغيير في جزئها سيفقدها قيمتها الأثرية وسيؤدي إلى حذفها من قائمة المواقع الأثرية”.
