تقرير/ صلاح إيبو
تحت شعار “زهرة بمفردها لا تشكل حديقة للمهرجان”، ينطلق المهرجان السينمائي الدولي الأول “الذي يحمل اسم “ليلون” ضمن مخيم يضم مُهجري عفرين اليوم الأحد، المخيم هو مكان التحضير والعرض والعمل، مخيم يجسد النزوح وآلامه وفيه مئات القصص المأساوية عن مجريات الغزو التركي لعفرين واحتلالها، من هنا يبدأ “ليلون” مسيرته التي يرمز شعارها لدمج الثقافات والتعايش السلمي معاً لا ثقافة القتل التي ينتهجها o عفرين.
رسائل المهرجان الدولي الذي استقبل الأفلام من أكثر من 150 دولة، تُشير إلى سعي القائمين عليه لإبراز قضية عفرين والقضية الكردية، وإمكانية إحلال السلام محل الحرب، ويقول المخرج السينمائي جانكين نوري عبدو أن فكرة إقامة مهرجان دولي كهذا، جاءت كضرورة تحتم على الفنان والسينمائي في طرح قضية عفرين على العام ونتيجة التكتم الإعلامي عن قضية عفرين وبدأ الاحتلال التركي والفصائل الموالية له بعملية التغير الديموغرافي وسرق وتدمير المعالم الأثرية في المنطقة، كان لابد من إنتاج مهرجان دولي يمكنه تخطي حدود الجغرافية الحالية المحاصرة اصلاً.
58
فلماً ضمن برنامج العرض
واستقبلت اللجنة التحضيرية للمهرجان ٢٢٠٠ فلم من 150 دولة عربية وأجنبية، وتم اختيار 58 فلماً فقط، بعد إغلاق باب المشاركة منتصف الشهر المنصرم، واعتمد هذا الرقم بناء على أيام المقاومة في عفرين ضد الاحتلال التركي.
وخلال هذه الفترة تم تجهيز مسرح دائري ضمن مخيم سردام الذي يعيش فيه “3000” عائلة من مهجري عفرين، وترجمة الأفلام إلى اللغة العربية والكردية وتحضير أغنية خاصة بالمهرجان بثلاث لغات ( كردية – عربية – إنكليزية)”، وتتم هذه الأعمال تحت سقف كومين سينما عفرين وهي مؤسسة تعنى بالإنتاج السينمائي وله عدة أفلام.
وتكمن أهمية هذا المهرجان بحسب اللجنتين الإدارية والتحضيرية في أنه “بوابة للتواصل الثقافي بين شعوب العالم، وهو حوار بصري بين الأمم من خلال العاملين في الحقل السينمائي، وفرصة مهمة لتلاقي المخرجين والكتاب وتلاقح الأفكار والرؤى، وفرصة للتلاقي الفني الذي يجتاز الحدود لبناء العلاقات وتعزيز التبادل الثقافي لتشكل أرضية مهمة لخلق العلاقات على مختلف الأصعدة (الثقافية، الفنيّة، الدبلوماسيّة، السياسيّة، الاجتماعيّة) بين الشعوب والدول، كما يعتبر جسرًا ثقافيًا مهمًا وخطوة نحو إيصال ثقافة البلد المستضيف إلى شعوب العالم”.
من قلب الحرب رسائل محبة وسلام
من هنا جاءت أهمية اختيار المخيم مكاناً للمهرجان، “رغم الحصار والحرب الشرسة، لا بدّ من إطلاق هكذا نوع من المشاريع الثقافية الفنية، فالحرب في بنيتها ثقافية بأدوات تدميرية تسعى لمحو ثقافات لتحل محلها ثقافات لا تمت للجغرافية” هذه الكلمات جاءت ضمن بيان اللجنة قبيل الافتتاح بمدة، وتابع “المغايرة هو أن مدينتك محتلة ومنهوبة ومسروقة (في إشارة إلى عفرين) وانت تفكر في أن تجعل العالم واحدًا ينطق بلسان واحد وقلب واحد وأن تدعو العالم إلى الحوار من أجل الحب وأن تجتمع المصالح في مصلحة واحدة وهي التآخي والحب والاحترام المتبادل بين شعوب العالم”.
واعتمدت لجنة اختيار الأفلام على معاير تتعلق بالفكرة المطروحة والاحترافية في التصوير والرؤية الاخراجية الصحيحة، وتنوعت الأفلام المقدمة بين افلام انيميشن -طويلة، قصير، وثائقية.
وتنوعت الأفلام من حيث المضمون حيث أيضاً (افلام تتكلم عن المرأة وأخرى عن التكنولوجيا وأضرارها على المجتمع، إضافة لأفلام تاريخية وأخرى تسرد معاناة الإنسان والهجرة والأطفال المشردين تشرد الاطفال والخيال العلمي).
وستعرض الأفلام بعد يوم من الافتتاح، وستحدد الأفلام الفائزة من قبل لجنة التحكيم المؤلفة من سبعة اشخاص، وهم “باروج اكراي وحسين حسن من باشور كردستان، اريكا من مكسيك، علي بدر خان من مصر، بندتا من ايطاليا، توراج اصلاني من ايران، ابو بازلي من تركيا” وستوزع ثلاث جوائز للأفلام وأخرى للجنة التحكيم.
ونتيجة ظروف الحصار وانتشار مرض كورونا كان الاتصال عبر اللجنة التحضرية والتحكيم افتراضياً، وسيتم اتخاذ تدابير صحية خلال فترة عرض الأفلام.
ويختم جانكين حديثه مع روناهي: “نحن من الآن نشعر بتغيرات تخص ملف عفرين، حيث تواصل معنا عدد كبير من المخرجين الأجانب والعرب وكانوا مستغربين من إقامة مهرجان سينمائي دولي من داخل المخيمات، كونه الأول من نوعه في العالم
