المرأة في شمال شرق سوريا وإثبات الذات

نجلاء محمد –

عانى الشعب في شمال وشرق سوريا بشكل عام والمرأة بشكل خاص مأساة تبعات الحرب حيث كان هدف الأعداء كداعش وأخواتها وبتخطيط مسبق هو قمع المرأة وانحسار دورها. رقي أي مجتمع من المجتمعات يقاس بدرجة رقي  المرأة فيه، حاولت الجماعات التكفيرية المتوحشة وبتواطئ مع الدول المستعمرة لأرضنا أن ترجع المرأة إلى قرون الظلام وأن تكون مكبلة اليدين عاجزة عن التعبير عن ذاتها مهينة محشورة في إحدى الزوايا الضيقة تعيش على هامش الحياة كجثة هامدة، وطبعا كل ما يقال عن المرأة لا يمكن اختزاله في مقال واحد فهي نصف المجتمع وتربي النصف الآخر وهي رمز الإبداع والخلق، وإن كانت سقيمة الذهن والنفس فكيف لها أن تعطي لطفلها أو لبيتها أو لمجتمعها.

حيث حصرت المرأة  في غمار الحرب  ضمن حروب نفسية خدمية اقتصادية محاولة منهم لإخضاع إرادتها وثنيها عن المقاومة ولكن أبت المرأة عاشقة الحرية أن ترضخ لأهدافهم الخسيسة في إخضاعها لإرادتهم، بالتالي إخضاع شعب كامل لخططهم الخالية من كل ما يمت  للإنسانية بصلة، لقد بهرت المرأة الكردية العالم بإصرارها على العيش بكرامة على أرضها، وأثبتت نفسها في كافة مجالات الحياة، وفي ساحات القتال ضد المرتزقة التي أرعبت العالم الذي كان قد أصبح عاجزا أمامها، إلا أن المرأة الكردية قاتلت وببسالة في وجه هؤلاء الأشرار وكانت كوباني وانتصارها خير دليل على مدى شجاعة المرأة الكردية التي أمست هي وكوباني رمزان يرفع لهما الجبين.

 والمرأة دفعت أبنائها وفلذة أكبادها لحمل السلاح من أجل تحرير الأرض والإنسان من الظلام والتوحش، الذين حاولوا زرع عقائدهم السوداء في عقول الناس وغسل أدمغة الأطفال والشباب وإقناعهم بأن سفك دم الإنسان حلال واغتصاب المرأة شرعي، هذا بالرغم من أن المرأة ليس من طبيعتها حب الحرب، أما النساء فقد فرض عليهن الحروب والمؤامرات، بهدف سلب إرادتهن وبالتالي سلب إرادة شعب كامل.

المرأة هي خزينة ثقافية في ضمير الشعوب، حيث إنها أكثر كائن مرتبط بالأرض، لأنها كالأرض تعطي دون مقابل كم مدّتنا زغاريد أمهاتنا بشجاعة مضاعفة في القتال ضد أشرس الأعداء، وكم حثّت أمهاتنا أبنائهم على عدم ترك المعركة والثبات على القتال، ليس محبة منهن للحرب ولكن دفاعاً عن الإنسان والحق والحقوق، فالمرأة أكثر من تتألم في الحرب وأكثر من تصمد في الحرب، فلديها إصرار لا يتزحزح عن بلوغ الهدف. هكذا نجد بأن المرأة في شمال وشرق سوريا رغم معاناتها من الحروب والويلات، بقيت صامدة وتمسكت بأرضها وزرعت في روح أطفالها حب الوطن وحاربت إلى جانب الرجل في جميع ساحات القتال، وضحت بالغالي والنفيس خدمةً لأرضها وكرامتها ودافعت عن حقها وستكمل الطريق حتى النهاية.