No Result
View All Result
المشاهدات 2
يوقظ الكاتب الأردني زياد محافظة في روايته الأخيرة “سيدة أيلول”، الصادرة عن دار فضاءات للنشر بعمّان، الحزن الأنثوي من غفوته العميقة، ويضيء مساحاته الشاسعة، داعياً القارئ ليتذوق مع بطلة الرواية من طبق المرارة والخيبات، ويشاركها تفاصيل يومياتها المعقّدة والمتشابكة، ويرافقها في هروبها المتواصل وهي تتوارى عن أنظار الحياة التي تترصدها وتفتح لها في كل مرة جرحاً جديداً، دون أن تتيح لها الوقت الكافي لتخيط جراحها التي نزفت على امتداد السرد.
وتمتد الرواية التي تقدح شرارة السرد فيها مع اندلاع أحداث أيلول عام 1970 في مدينة الزرقاء، لتغطي تفاصيل وأحداث على امتداد أكثر من نصف قرن، حيث يمتزج فيها الواقعي بالمتخيل بطريقة عصية على التمييز.
تفاصيل يوميات امرأة
تتسيد المرأة النص في عالم يغدو فيه الأدب وجهاً للسياسة والسياسة مرآة للأدب، إذ تقتفي الرواية أثر فتاة تقرر في لحظة فارقة من حياتها، الهروب من قريتها، والقدوم للزرقاء في ذروة أحداث أيلول، لترتبط برجل تحبه وتبدأ معه فصلاً جديداً من قصتها، فتشيح المدينة المشغولة بعراك أبنائها ولملمة جراحها، وجهها عنها، وتمضي لترسم لها مساراً مغايراً تماماً لذاك الذي كانت تراهن عليه، فتتشابك تفاصيل الحياة أمامها وتتعقد، وتأخذها إلى عالم مليء بالوجع الإنساني، والحزن والمتاهة.
ورغم الوجع الإنساني المنصهر في ثناياً الرواية، وألم الفقد والخوف والانكسار، تعاود البطلة النهوض في كل مرة، وتمضي غير عابئة بالانهيارات التي ألمّت بها، على أمل أن تتخلى الحياة يوما عن قسوتها وبشاعتها فتتركها تكمل ما تبقّى من حياتها براحة وهدوء.
وتمثل الأنثى التي تسرج عربة السرد في الرواية، صورة المدينة والحكاية والحلم، والرهان على غد أفضل، في أزمنة وأمكنة تسيدت فيها الحروب والحرائق والأوجاع وملأت المشهد برمته.
ووفقا لمحافظة، فإن الرسالة التي يحملها الروائي، لا بد أن تكون “واضحة، وجارحة أيضاً”، وأن الترميز “لم يعد يجدي إذا أردنا الوقوف في وجه العبث الذي نعشيه”.
الأنثى التي تسرج عربة السرد كبطلة للرواية تمثل صورة المدينة والحكاية والحلم والرهان على غد أفضل، ويؤكد أن خيال الروائي مهما جنح نحو الغرائبية أو الأفكار المجنونة، سيجد أن الواقع المغلوب على أمره قد تفوق عليه، وسبقه بأشواط كثيرة.
No Result
View All Result