علي أبو الخير
من الأخبار المشرقة فيما يخص الشأن الكردي بتاريخ 26 نيسان 2025 عُقد مؤتمر الوحدة الكردية تحت شعار “كونفرانس وحدة الصف والموقف الكردي في روجآفاي كردستان” وذلك في مدينة قامشلو، بهدف توحيد موقف القوى السياسية الكردية في سوريا، ومعهم كرد تركيا والعراق، ولقد ساعدت عوامل داخلية وخارجية في نجاح انعقاد المؤتمر، وأهمها وجود الرغبة الكردية في العراق وسوريا وتركيا لتوحيد الصف الكردي من أجل وجود قوة ضغط حقيقية على الأنظمة المختلفة لتحقيق حق تقرير المصير.
وهو ما يمهد إلى الحوار مع دمشق كخيار سلمي لضمان حلّ القضية الكردية في سوريا كما جاء في تقرير من إعداد أنس شواخ في موقع jusoor.co تحت عنوان وحدة الصف الكردي: المضامين والمآل
فعاليات المؤتمر
مع انطلاق المؤتمر تمّ انتخاب لجنة رئاسية له، متفَق عليها مسبقاً بين حزب الاتحاد الديمقراطي PYD وقيادة المجلس الوطني الكردي ENKS بواقع 2:1، وتمّت تسميتها بـ “ديوان المؤتمر”، وتضمّ كلاً من الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي بروين يوسف والقيادية في حزب الاتحاد الديمقراطي والرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية إلهام أحمد ورئيس المجلس الوطني الكردي في سوريا محمد إسماعيل.
حضر المؤتمر حوالَيْ 400 شخصية من قادة وممثلي الأحزاب والقوى السياسية الكردية السوريّة وعلى رأسها أحزاب الوحدة الوطني الكردية PYNK التي يرأسها حزب الاتحاد الديمقراطي PYD وأحزاب المجلس الوطني الكردي ENKS، وعدد من مسؤولي قوات سوريا الديمقراطية قسد ومؤسسات الإدارة الذاتية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية والدينية من المقيمين في شمال وشرق سوريا، ومن محافظات دمشق وحلب وحماة واللاذقية، إضافةً لموفدين ومبعوثين عن أهم الأحزاب السياسية الكردية في شمال وجنوب كردستان: منظومة المجتمع الكردستاني KCK التي أسسها حزب العمال الكردستاني، والمؤتمر الوطني الكردستاني KNK، وحزب الأقاليم الديمقراطية BDP، وحزب المساواة وديمقراطية الشعوب DEM، والحزب الديمقراطي الكردستاني KDP، وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني PUK.
ولقد جرى خلال المؤتمر المصادقة والتوقيع على وثيقة “الرؤية السياسية الكردية المشتركة” التي لم يتم نشر بنودها بشكل رسمي، وهي أيضاً تمّ الاتفاق عليها مسبقاً بعد جولة اجتماعات مكثفة بين حزب الاتحاد الديمقراطي وقيادة المجلس الوطني الكردي، ومن القُوى السياسية الرئيسية في إقليم كردستان العراق، وتضع الوثيقة أُسس الرؤية والحلّ السياسي للقضية الكردية في سوريا من منظور القُوى الكردية المشارِكة في المؤتمر، وتضم الوثيقة 26 بنداً؛ منها قبل كل شيء ضمان تمثيل الكرد في مؤسسات الدولة السورية، ووضع نصوص قانونية لتقدير وضمان حقوق شهداء الثورة السورية وقسد والقُوى الأمنية والمعتقلين الذين قضوا في السجون وخلال مقاومة تنظيم داعش، وإلغاء السياسات والقوانين التي طُبقت بحق الكرد كمشروع “الحزام العربي” وتعويض المتضررين من هذه السياسات وإلغاء نتائجها، وتأمين العودة الآمنة للنازحين واللاجئين، وإعادة الجنسية السورية للمواطنين الكرد المجردين منها، وتفعيل مبادرة “نداء السلام” في إشارة للدعوة التي أطلقها القائد عبد الله أوجلان في 27 شباط 2025 لحلّ حزب العمال وإلقاء سلاحه، وهو ما يزيد العبء على كل الكرد، ونداء السلام كان يمكن أن يكون عنواناً للمؤتمر، وكان من المفترض أن يعتبر من حضر المؤتمر المطالبة بحرية القائد الرمز من ضرورات نجاح المؤتمر، ليضيف نجاحاً إلى نجاح.
ماذا بعد نجاح المؤتمر؟
انتهى المؤتمر بقراءة بيان ختامي تضمّن: التأكيد على نجاحه في صياغة رؤية سياسية كردية مشتركة تعبّر عن إرادة جماعية ومشروع واقعي لحل القضية الكردية في سوريا كدولة لامركزية، والدعوة لاعتبار هذه الرؤية أساساً للحوار الوطني سواء بين القُوى السياسية الكردية ذاتها أم مع السلطة الجديدة في دمشق وسائر القُوى الوطنية السورية، والتأكيد بأنّه سيتم تشكيل وفد كردي مشترك في أقرب وقت للعمل على ترجمة هذه الرؤية إلى واقع سياسي من أجل التواصل والحوار مع الأطراف المعنية. وتضمّنت الوثيقة السياسية مطالب أهمها توحيد القُوى السياسية الكردية؛ كما نرجو أن يتم اعتماد القرارات التي تم توقيعها بين دمشق وقسد في 10 آذار 2025
وهو أمر حميد إن تكون الحكومة السورية الجديدة على علم ووفاق مع أهداف المؤتمر وهو أمر لو يعلمون جيد ونبيل، وفّق الله كل الكرد وحفظ سوريا….