No Result
View All Result
المشاهدات 0
غاندي اسكندر –
إن ما تعيشه تركيا اليوم من هستيريا، وتخبط يمنة، ويسرى على كافة الصعد هو خوفها من مآلات التغيير الديمقراطي الذي قد يؤدي إلى تغير وضعها الداخلي الهش والصعب، فقتالها المحموم على كافة الجبهات في سوريا، وليبيا، واليمن، والعراق، والبحر المتوسط، ما هو إلا محاولة لاسترجاع ما خسرته في الحرب العالمية الأولى، وخوفها من تبعات الحراك الشعبي الديمقراطي في المنطقة، ولاسيما التجربة الوليدة في شمال وشرق سوريا والمتمثلة في الإدارة الذاتية الديمقراطية لشعوب المنطقة. لهذا السبب تهاجم، وتواجه بالعنف، والإرهاب أي توجه يخدم التعايش السلمي بين الكرد والعرب، والسريان، والأرمن، والتركمان، والآشور وغيرهم من شعوب المنطقة، فناهيك عن الجرائم والانتهاكات المستمرة في عفرين، وكري سبي، وسري كانيه، والتغيير الديمغرافي الحاصل، فهي تسعى بدأب إلى حرب جديدة، وإرهاب من نوع جديد تتمثل في حرب المياه من خلال اتباع سياسة التعطيش، ففي الوقت الذي تواجه فيه كافة البشرية أزمة صحية مستفحلة “كوفيد 19 ” تعمد تركيا بين الفينة والأخرى مع مرتزقتها الموالية لها من المجموعات الإرهابية المسلحة السورية المحتلة لسري كانيه إلى إغلاق محطة مياه علوك المزود الرئيسي لسكان الحسكة وتل تمر بالمياه العذبة.
وهو إجراء مخالف لجميع الوثائق، والقوانين، والنظم الدولية، والإنسانية القاضية بحق حصول كل إنسان على حاجته من مياه الشرب على غرار الحق في الحياة والحق في السكن والحق في التعليم إلخ، لكن سياسة التعطيش وتجفيف الأراضي الزراعية الممنهجة التي تقوم بها تركيا قائمة على مصادرة هذا الحق، واستخدامه لأغراض سياسية تتجلى في معاقبة السكان، والشعوب الذين يديرون أنفسهم بأنفسهم. وعلى الرغم من إذعان أردوغان على مضض لمطالب المنظمات الدولية، والحملة الإعلامية الواسعة ضده، والتي أدت إلى إيقاف العمل على إغلاق المحطة، والسماح بتمرير المياه إلى المدينة وريفها ستبقى قضية المياه ورقة بيد أردوغان يلوح بها لمعاقبة الشعوب الحرة الغير منصاعة لإرادته، فمنذ التاسع من تشرين الأول من العام الفائت عمد الموالون للطاغية أردوغان من إرهابيي جبهة النصرة، وداعش المنضوين تحت مسمى الجيش الوطني السوري إلى إغلاق محطة مياه علوك عشرات المرات تحت ذرائع وحجج واهية لا أساس لها، فتركيا منذ تدخلها على خط الأزمة السورية واحتلالها فيما بعد لمعظم مدنها الشمالية، ومن أجل العودة إلى زمن الرجل العثماني المريض وتحقيق حلم السلطنة البائدة التي لفظتها الشعوب منذ أكثر من مئة عام تقوم بكل فعل مشين، فالتعطيش والتجويع والتجفيف لا يختلف عن القتل والاغتصاب وقطع الرؤوس ومصادرة الأملاك، ولاشك أن سياسة العبث بالاتفاقيات الدولية هي لعبة يجيدها أردوغان في ظل صمت المنظمات المعنية، وفي ظل رضا القوى العالمية التي تدفع بأردوغان أن يروي ظمأه بتعطيش الشعوب المناوئة له والرافضة لمشروعه الإخواني السلفي.
No Result
View All Result