علاء الدين خالد: هدفنا المضي في الحل السياسي الوطني الشامل

في حوار خاص لوكالة فرات للأنباء تحدّث المحامي علاء الدين خالد أحد الأعضاء المشاركين في المؤتمر الثالث لمجلس سوريا الديمقراطيّة ممثلاً عن مناطق الشهباء، عن حيثيات المؤتمر وأعماله وأهم البنود التي خرج بها والنتائج التي توصّل إليها. وفيما يلي نصّ الحوار:

-بدايةً هل بالإمكان إعطاءنا فكرة عن المؤتمر بشكل عام، وما أهمية انعقاده في الوقت الراهن وفي ظلِّ المتغيرات السياسيّة والعسكريّة التي تشهدها المنطقة وسوريا بشكل خاص؟

عُقد المؤتمر في مدينه الطبقة بتاريخ 16 تموز الماضي وحضره أكثر من 200 عضو وعضوة، حيث كانت هناك دعوات لكلّ الأحزاب الموجودة في شمال وشرق سوريا وفي الداخل السوريّ أيضاً، بالإضافة إلى دعواتٍ لشخصيات مستقلة وطنيّة من المحافظات السوريّة كافة. وانعقد المؤتمر تحت شعار نحو بناء سوريا تعدديّة ديمقراطيّة لا مركزيّة، وهذه الأهداف هي من مبادئ مجلس سوريا الديمقراطيّة منذ نشأته وتأسيسه حيث كان يعمل على بناء سوريا ديمقراطيّة تعدديّة لامركزيّة.
خلال المؤتمر تمَّ تبادل إلقاء الكلمات من قبل المدعوين وممثلين عن الإدارات والمقاطعات والمحافظات السوريّة، باعتبار مجلس سوريا الديمقراطيّ ليس محصوراً أو حكراً على شمال وشرق سوريا فقط، وإنّما يعمل وينشط على جميع الجغرافيا السورية بغضّ النظر عن العرق والدين. وهو مجلس لكلّ السوريين وليس لفئةٍ معينةٍ أو عرقٍ معيّنٍ حيث أعطى المؤتمر الأولوية لإعطاء رونق سياسيّ ولإظهار لوحة جميلة تمثّل كل مكونات الشارع السوريّ بكل أطيافه وأعراقه وطوائفه من خلال مشاركة كلّ المحافظات السوريّة.

-ذكرتم في بداية حديثكم أنّ المؤتمر انعقد في مدينه الطبقة، ما هو سبب اختياركم لهذه المدينة؟
في الحقيقةِ ليست هناك أسباب مباشرة لعقد المؤتمر في مدينة الطبقة، لكن ربما جاء تحقيقاً لمبادئ وأهداف المجلس من أنّه مجلس لكلِّ السوريين، وجاء اختيار مدينة الطبقة ردّاً على كلّ الادعاءات والأجندات الخارجيّة التي روّجت لادعاءات مفادها أنّ المجلس محصورٌ بشمال سوريا، بينما هو في الحقيقة لكلِّ السوريين ويشمل كلّ الجغرافيا السوريّة، ولا يهمّنا المكان بقدر ما تهمّنا النتائج والأهداف التي تحقّقت من هذا المؤتمر.

-تمّت خلال المؤتمر إعادة هيكلة المجلس تنظيميّاً، ما هي دواعي هذه العملية؟
الهدف من إعادة الهيكلة التنظيميّة هو إعطاء القوة التنظيميّة لإدارة مجلس سوريا الديمقراطيّة ومشاركة أكبر عدد ممكن من الكتل والأحزاب السياسيّة والشخصيات الوطنيّة فيها، الهيكلة الجديدة ستعطي القوة لمجلس سوريا

الديمقراطيّة من ناحية الهرم والتسلسل التنظيميّين أي الهيئة السياسيّة سابقاً، والتي أصبحت حالياً المجلس الرئاسيّ والهيئة التنفيذيّة التي كانت تنبثق منها الرئاسة المشتركة. والتي أصبحت هيئه مستقلة بحدِّ ذاتها ويترأسها رئيس واحد فقط وليس فيها رئاسة مشتركة، ومن ثم يأتي دور الرئاسة المشتركة ولها ثلاثة نوابٍ وهي: رئاسة مشتركة، نواب الرئاسة المشتركة، الهيئة التنفيذيّة لمجلس سوريا الديمقراطيّة، المجلس الرئاسيّ لمجلس سوريا الديمقراطيّة بحيث يُشارك فيها كلّ الكتل والأحزاب والمؤسسات والشخصيات الوطنيّة.

-ماهي أهم البنود التي تمَّت مناقشتها والاتفاق عليها من خلال المؤتمر؟
من أساسيات ومبادئ مجلس سوريا الديمقراطيّة هو المضي في الحل السياسيّ السلميّ الوطنيّ الشامل وطاولة الحوار والمفاوضات ومحاربة الإرهاب، والحفاظ على وحدة الأراضي السوريّة وشعبها وبناء سوريا تعدديّة ديمقراطيّة لامركزيّة، وكلّ هذه الأمور تمّت مناقشتها وتمّ إقرارها وهي تعتبر من مبادئ وأهداف مجلس سوريا الديمقراطيّة منذ تأسيسه حتى يومنا هذا.

-هل تمّت مناقشة قرارات كونفرانس تحرير عفرين المحتلة والذي عقد في الشهباء وهل تم تبني تلك القرارات؟
نعم تمّت مناقشة القرارات التي نجمت عن الكونفرانس الذي عُقد بشأن عفرين، وتمّ تبنيها وكذلك تبنّي القرارات التي خرجت عنه، وبخاصة تحرير عفرين الذي اُعتبر من أولويات جدول أعمال المجلس التي تمّت مناقشتها وكانت الآراء واضحة في هذا الاتجاه.

-من ضمن البنود التي تمّ اقرارها الدعوة لعقد مؤتمر وطنيّ سوريّ شامل وموحّد، هل تمَّ إقرار موعد هذا المؤتمر وهل تمّت مناقشة أسماء المدعوين؟
طبعاً، كانت إحدى مقررات المؤتمر الدعوة لعقد مؤتمر وطنيّ سوريّ سوريّ، بحيث يجتمع فيه كلُّ السوريين على طاولة الحوار ويطرحون رؤيا مشتركة للحلّ السوريّ، على أن تتمَّ الدعوة للجميع ولكلِّ الأطياف ومكوّنات الشعب السوريّ، إلا أنّه لم يُحدّد تاريخُ انعقاد هذا المؤتمر، فالدعوةُ قائمة والمشروع قائمٌ وسيتمُّ العمل عليه مستقبلاً في سبيل تحقيق هذه اللقاءات والحوارات التي لا بدّ أن تؤدّي إلى نتائج إيجابيّة.
-شخصيات سوريّة عدّة شاركت في هذا المؤتمر، برأيك ما سبب هذا الالتفاف حول هذا المؤتمر بشكلٍ خاصٍ وحول مجلس سوريا الديمقراطيّة بشكل عام؟
طبعاً هذا هو نتاج المشروع الشفاف والواضح لمجلس سوريا الديمقراطيّة ومنذ بداية التأسيس، والمجلس يتبنّى الحوار والجلوس إلى طاولة الحوار لإقرار الحلّ السياسيّ السلميّ، وبناء سوريا تعدّديّة ديمقراطيّة لامركزيّة، هذا المشروع الشامل المتكامل والشفاف أدّى لتبنّي كلّ مواطن سوريّ لهذا المشروع، ما أثمر عن تكاتف الشعب السوريّ وتضامنه وحضوره وتلبيته للدعوة لحضور هذا المؤتمر.
-كانت هناك زيارة لوفد من مجلس سوريا الديمقراطيّة إلى دمشق للتفاوض مع النظام السوريّ، ما هي الأهداف وراء هذه الزيارة وهل هنالك مبدئياً نتائج لتلك الزيارة؟
الزيارة ضمّت عدداً من أعضاء مجلس سوريا الديمقراطيّة برئاسة إلهام أحمد رئيسة الهيئة التنفيذيّة لمجلس سوريا الديمقراطيّة، أما بخصوص هذه المفاوضات والمباحثات فهي لم تكن وليدة اليوم وإنّما كانت نتيجة تبنّي منهج الحوار ومبدأ الحلّ السياسيّ للأزمة السوريّة، حيث تشكّل هذا الوفد لإجراء مباحثات مباشرة مع دمشق انطلاقاً من إيمان مجلس سوريا الديمقراطيّة بأنّ طاولة الحوار أولاً والحلّ السياسيّ السلميّ ثانياً هما سبيل الحلّ. وقد وُضعت اللبنة الأولى للمفاوضات والمباحثات، وبتصوري فإنّ المفاوضات والحوار سيستمرُّ في الأيام القادمة، وستُشكلُ لجان تخصصيّة ضمن المجالات كافة من شمال وشرق سوريا ومن قِبل النظام في دمشق على مستوى الخبراء واللجان التخصصية لمناقشة جميع المسائل العالقة.