نساء ديرك يعتبرن صناعة الجبن مهنة ومصدر رزق لغالبية أهالي المنطقة..

يعدن العديد من أنواع الأجبان في المنزل كمؤونة شتوية, بالإضافة إلى أنهن يعتمدن عليها في تأمين قوت عوائلهن، هذا لسان حال أغلب النساء في قرى ديرك.

تعمل النساء خلال موسم التحضير للمؤونة الشتوية على إعداد وتحضير العديد من المؤون من أجل فصل الشتاء ومنها “المكدوس, المخلل, الملوخية, دبس البندورة, الجبنة وغيرها الكثير من المؤون”, وتشتهر مدينة ديرك بصناعة الأجبان ومشتقاتها التي تعتبر مهنة ومصدر رزق لغالبية أهالي المنطقة.

صناعة الأجبان تُعد من الصناعات التقليدية

وحول صناعة الأجبان والألبان أجرت مراسلة وكالة أنباء المرأة الحرة JIN NEWS لقاءً مع رسمية حسين وهي إحدى نساء منطقة ديرك لتتحدث عن كيفية تموين وصناعة الأجبان.

أوضحت رسمية حسين أن صناعة الأجبان تُعد من الصناعات التقليدية والمهمة في المنطقة, وقالت: “تعتبر هذه الصناعة مصدر رزق للعديد من أهالي المنطقة وخاصةً في الأرياف نظراً لوفرة المراعي والاهتمام بتربية المواشي”.

وأضافت بأنه لا يخلو أي منزل من المنازل في القرى من صناعة جميع أنواع الأجبان ومشتقاتها والتي تعتبر نوع من المؤونة الشتوية, إذ تعمل المرأة الريفية خلال فترة موسم المؤونة على تخزينه، بحسب رسمية.

كيفية صناعة الجبن في المنزل؟

وأردفت رسمية حول كيفية صناعة الجبن قائلةً: “يُعد الجبن بعدة طرق ونصنعه بأيدينا, ففي البداية نقوم بجلب الحليب ثم نصفيه بالمصفاة للتخلص من الشوائب، ومن ثم نضيف مادة الخمير الخاص بالجبن ونتركه مدة ساعتين، ليتماسك الجبن وتصبح على شكل قوالب، بعد تصفيتها عبر قماش أبيض والتي تسمى باللغة الكردية (بارزون)”.

وتابعت رسمية بأن عملية التصفية تتم خلال اليوم ثلاث مرات للتخلص من الماء الزائد، وبعدها تضع عليه أوزاناً ثقيلة لتتخلص نهائياً من الماء الموجود فيه، وتتركه لمدة عشر ساعات لتصبح الجبنة متماسكة، بعدها تقطعه إلى مكعبات صغيرة وترش عليه مادة الملح لحمايته من التلف والتعفن.

وأشارت رسمية إلى أن هنالك نوع آخر من الأجبان تصنع في المنطقة وهي الجبنة التي تصنع على شكل جدايل “penîrê kezî”، وتختلف طريقة تحضيرها عن الجبنة العادية كون الجبنة المشللة يتم غليها وتحريكها لفترة للتخلص من الدهون، ومن ثم يصنع على شكل جدايل ويُرش بالملح، على حد تعبيرها.

اشتهار ديرك بصناعة “Sîrik”

وأضافت رسمية بأن منطقة ديرك تشتهر بصناعة Sîrik التي تتميز بنكهتها وطريقة تحضيرها، وخاصةً بعد تحضير الجبن المقطع والمملح وتفتيتها عبر الأيدي, وإضافة الثوم الأخضر ونبات بري المعروف “çûnig”, التي تنمو على ضفاف الأنهار والينابيع، وبعد أن تزهر هذه النبتة تتوجه النساء إلى قطفها لخلطها مع الجبن، وبعد تخليط النبات البري والثوم الأخضر والجبن يتم إضافة اللبن المجفف، للحفاظ على رطوبتها وعدم تعفنها.

مبينةً بأنه بعد الانتهاء من خلط المواد، يتم تعبئتها في جرة أو عبوات بعد عملية الضغط لعدم سحبها للهواء التي سيؤدي إلى تلفها، وبعد هذه العلمية يتم وضعها تحت الأرض لتخميرها للحفاظ على رطوبتها.

ونوهت رسمية بأن النساء يستفدن من الماء الزائد عند تصفية الجبنة، حيث يصنع منها أكلة “şijik” التي تحضر بطريقة غلي مع إضافة الخس أو الخبيزة حسب الرغبة حتى تصبح على شكل فقاعات وبعد الغليان يتم تصفيتها عبر المصفاة القماشية حتى تتماسك وتصبح جاهزة للأكل.

واختتمت رسمية حسين حديثها بالقول: “المنطقة مشهورة بصناعة الأجبان ومشتقاتها والتي تعتبر مهنة ومصدر رزق لغالبية أهالي المنطقة”.