عفرينيّة مُهجّرة تُشارِك زوجها بحملِ العبءِ الاقتصادي

عفرينية تساند زوجها بعملها في المطعم لتأمين احتياجات العائلة، وتقول عن عملها بأن المرأة إذا امتلكت إرادة حرة باستطاعتها النجاح في جميع المجالات.

المرأة العفرينية كغيرها من نساء شمال وشرق سوريا تأثرت بالثورة وسارت بخطوات ناجحة نحو التقدم فأصبح لها مكانة مرموقة في المجتمع الذي همّشها وأبعدها عن سوق العمل في الكثير من الأعمال، العفرينية نهيدة حسن من سكان قرية قيبار التابعة لناحية شران بمقاطعة عفرين سارت على درب الكثير من النساء الذين أبدعوا بمقاومتهم لمصاعب الحياة.

عملت نهيدة بعد تهجيرها قسراً من عفرين بفعل تركيا ومرتزقتها إلى مدينة حلب مع زوجها في المطعم.

قبل أن تشن تركيا هجوماً على مقاطعة عفرين كانت حياة نهيدة وعائلتها كغيرها من العوائل العفرينية مستقرة وكانوا يعيشون بسلام وأمان إلا أنَّ تركيا ومرتزقتها هاجمت أهالي عفرين بوحشيّة وهجّروا سكانها الأصليين ونهيدة أيضاً هاجرت مع عائلتها إلى حلب، الوضع مأساوي هناك كما وصفته نهيدة في إشارة منها إلى حلب حيث لا يوجد فرص عمل كما عفرين.

ومن أجل تأمين احتياجات المنزل وتقوية الاقتصاد ارتأت نهيدة مع زوجها لفتح مطعم ليكونا متشاركين في العمل والجهد ليخففوا العبء عن بعضهما البعض، فالتعاون مهم بحسب قولها ويضفي على العمل نكهة أخرى فالروح التشاركية تزيد الترابط والتلاحم ويتم إنجاز العمل بكل سهولة.

في الصباح الباكر تفتح نهيدة وزوجها المطعم ويؤمنون مستلزمات المطعم ليبدؤوا بإعداد الطعام وبيعه للزبائن.

نظافة المطعم هي من أولوياتهم فعند جلب الخضار إلى المطعم يعقمونه ويغسلونه حفاظاً على سلامة الزبائن وهذا ما يزيد من الإقبال على المطعم الذي تتشارك فيها نهيدة مع زوجها، وما قالته لوكالة JINNEWS بخصوص عمل المرأة هو: ” المكان الذي تتواجد فيه المرأة يكون جميلاً وخاصة عند قدوم المرأة إلى المطعم تكون سعيدة”.

بالنسبة للمأكولات التي يعدونها فأنها تتضمن الوجبات السريعة إضافة إلى اللحم المشوي والمقلي وغيرها من الأطعمة المستحبة لدى أهالي المنطقة.

ونوهت نهيدة إلى أنه يجب على المرأة إثبات  ذاتها في كافة المجالات “علينا أن نقوي إرادتنا والعمل بشكل حثيث لتحقيق الكثير من الإنجازات, وتطوير أنفسنا للرقي بالمجتمع, فالمرأة قبل الثورة كانت محرومة من أبسط حقوقها تحت مسميات عدة, لكن المرأة لدى معرفتها للفكر الحر استطاعت مواجهة الأنظمة السلطوية والرأسمالية, ولعبت دوراً في قيادة المجتمع وحققت المساواة والعدالة فيه”.

وذكرت أيضاً بأن النساء بعد تهجيرهن من عفرين قسراً ازددنَ إصراراً على المقاومة، عكس ما كان الاحتلال التركي يبغيه في إضعافهن والنيل من قوتهن وتنظيمهن, لذا اعتمدن التنظيم والعمل لمواجهة الاحتلال ورفعن وتيرة نضالهن من أجل تحرير عفرين والوصول إلى حرية المرأة والمجتمع.

واختتمت العفرينية المناضلة نهيدة حسن حديثها قائلة: “نحن نعيش في مرحلة جديدة والنساء في وقتنا الراهن لسن كما في السابق, لذا عليهن معرفة ذواتهن والانخراط في العمل ليكون لهن دور في المجتمع, ويثبتنَ جدارتهن بكل إرادة, فيكون لهن بصمة مميزة في مواجهة الذهنية السلطوية “.