مشاريع شبابية حيوية في إقليم الجزيرة

روناهي/ قامشلو – تجهد هيئة الشباب والرياضة في إقليم الجزيرة لاحتواء الفئات الشبابية المختلفة، ودمجها ضمن المجتمع بهدف الاستفادة من طاقتهم وإبعادهم عن التأثير والانجرار وراء الحرب الخاصة التي تمارسها الكثير من الدول الرأسمالية عليهم من خلال الكثير من المجالات ناهيك عن دولة الاحتلال التركي، التي تستهدف الشبيبة بكل الوسائل والسبل.
ومن باب إعادة الشباب للريادة وجعلهم النواة الأساسية في المجتمع، والعمل على وضعهم تحت مظلة تنظيمية تتيح لهم معرفة العدو والسلبيات والأخطاء وتوجيه بوصلتهم نحو الطريق الصحيح وإلى ما فيه فائدة لهم ولعائلتهم ومجتمعهم بشكلٍ عام، تنشط هيئة الشباب والرياضة في الجزيرة لفتح مراكز وإقامة مشاريع تستطيع الشبيبة من خلالها الاستفادة منها وتنظيم نفسها في الوقت نفسه، ولمعرفة روزنامة أعمال الهيئة من مشاريع بهذا الخصوص؛ حدثنا نائب هيئة الشباب والرياضة شيرزاد حسين قائلاً: «خطونا خطوات كبيرة وجدية منذ عام 2015م، والذي شهد أول مشروع لنا وكان افتتاح مركز تنمية الشباب بقامشلو، واليوم نرى افتتاح أحد عشر مركزاً في مختلف مدن الإقليم وهناك مركزان قيد الافتتاح والتأسيس وهما في تربه سبيه، ومركز جديد في عامودا رغم وجود مركز سابقاً هناك، ولكنه جاء افتتاحه بناءً على طلب من الشبيبة بعامودا، حيث أنَّه يختلف عن المراكز الأخرى بشكلٍ عام، والاختلاف يكمن في نسبة الأعمار المقبولة، لن نقبل من أعمار 16 سنة إلى 26 سنة، ولكن بسبب الدعوات برفع العمر المقبول ارتئينا العمل على فتحه، وبالتعاون مع منظمة (بين)، والأعمار التي سوف نقبلها هي من 24 إلى 35 سنة، وهدفنا في الفترة القادمة افتتاح مراكز في المناطق التالية (الشدادي، والهول) وبعدها نتطلع إلى المناطق المحررة كافة في الشمال السوري، والهدف منها تأمين المهن والحرف المناسبة للشباب الذين أصبحوا خارج الحياة الدراسية ومن غير الممكن العودة للمدارس، ولذلك تعلمهم حرفة معينة أفضل من تشردهم في الشوارع والمجتمع واصطيادهم من قبل ضعاف النفوس وتشغليهم ضد المجتمع نفسه، ويتخرج لدينا وبيده مهنة قادر عن طريقها على إدارة نفسه وعائلته، ويصبح عضواً فعالاً وصاحب شأن في المجتمع».

هدفنا دعم الطاقات الشبابية ورفدها لفائدة المجتمع

وتابع شيرزاد حسين حديثه قائلاً: «إن اختيار المهن في المراكز يعتمد على ثلاثة أساس وهي: مسح سوقي يتركز على السوق وبأنه بحاجة لأي صنعة، والكتلة الشبابية إلى ماذا تميل، وآراء ما يفيد الشبيبة وما هي متطلباته، وبحسب الأغلبية نبادر للاعتماد للمهن ضمن مراكزنا»، وأضاف: «لكل مركز آلية معينة والبعض منها لدينا فيها شراكة مع منظمات عالمية وهي تختلف بدعمها فمنها تمنح المتدرب المتخرج من الدورات المهنية والصناعية في مراكز التنمية العدة الكاملة لعمله، حتى رأس مال يخوله للبدء بفتح مشروع خاص به، ومثالٌ على ذلك مراكز تل حميس وديرك وتل كوجر التابعين لمقاطعة قامشلو»، وأوضح حسين أيضاً أن شهادات التخرج التي تمنح من الهيئة هم يناقشوها بشكلٍ دائم مع هيئات ودوائر الإدارة الذاتية في الجزيرة وذكر قائلاً: «استطعنا تأمين العمل والشواغر لـ 46 متخرجاً ضمن الستة أشهر الأولى من هذا العام، ووضعنا مطلع هذا العام صوب أعيننا تأسيس وتأهيل مراكز للشبيبة فأوضاعهم مزرية وتتطلب الرعاية والاهتمام، ونجحنا في فتح خمسة مراكز خاصة بهم، وهي في (الدرباسية، عامودا، تربه سبيه، كركي لكي، وتل تمر)، وسنقوم بفتح مراكز مثلها في المدن والبلدات في الجزيرة كافة، لأنها أصبحت ضرورةً مرحلية وبخاصةٍ بعد تشكيل لجان شبابية بحسب النظام الفيدرالي»، وأشار إلى أن المشروع العام على مستوى إقليم الجزيرة هو مشروع مدينة الشباب بقامشلو، والعمل بدأ منذ خمسة أشهر، وداخله سيشهد أقسام متعددة مثلاً مطعم لعامة الناس، بالإضافة لكافيتريا ويهدف لجمع الشبيبة فيه وإفساح المجال أمامهم لأخذ الراحة بعيداً عن ضغوطات الحياة اليومية، والأهم من كل ذلك وضع مكتبة للكتب والمعاجم والمراجع المختلفة، وهي ستكون محطة عودة للجميع، وليس للفئة الشبابية فقط ونجهد على جمع الكتب والمراجع المنوعة وبمختلف اللغات، ومضافة ومنامة للوفود الشبابية الزائرة لروج آفا من الخارج، وكذلك للقادمين من مدن خارج إقليم الجزيرة في سوريا، وإقامة معرض لعرض إبداعات الشبيبة المختلفة، وقاعة للكونفرانسات خاصة فقط بالشباب، وبالإضافة لمسبح يستوعب محبي هذه الرياضة، وهو جاهز ودخل مجال الخدمة منذ الأول من الشهر السادس، ومنتزه يشرف عليه المرأة الشابة، ووضع شاشات كبيرة تعرض أغاني ومسرحيات ومواد تعبر عن جمالية مناطقنا وشعوبنا في الشمال السوري، أما المشروع بأكمله فسيكون جاهزاً بعد ثلاثة أشهر من الآن، والهدف الرئيس بالطبع هو إثبات إرادة الشبيبة فيه».

مشاريع حيوية للشبيبة رغم المعوقات والصعوبات

وأضاف حسين: «طبعاً المشاريع الرياضية بمجملها تقع تحت مظلمة هيئة الشباب والرياضة مثل وضع إنارة ليلية لملعب الشهيد هيثم كجو بقامشلو، وضمن صالة الاتحاد الرياضي الكائن بحي الصناعة العمل جاري لفتح كافتيريا لاستقبال طلاب المعاهد القريبة وجامعة روج آفا و والزائرين للاتحاد، وهدفنا في المحصلة لمّ الشبيبة وتفعيل طاقاتهم في المجتمع وحمايتها من الحرب الخاصة التي تمارس ضدهم، ونتطلع في المستقبل القريب لفتح مركز قيادة الحاسوب ومنح شهاداتICDL ، ولكن لم نبدأ به بسبب المكان، فقضية المكان هامة جداً لأننا نودُّ استمرار ديمومة العمل فلو قمنا باستئجار مبنى وخرجنا منه بعد سنة سوف يؤثر جداً لذلك تروينا لنجد المكان المناسب لهذا المشروع».
وفي الختام أوصلنا مطالب الشبيبة بافتتاح مركز تنمية آخر بقامشلو باستثناء المركز الموجود بحي الصناعة وحول ذلك قال: «في الحسكة هناك مركزين إحداهما مخصصاً للمرأة الشابة وسيفتح مركز ثالث بالتنسيق مع منظمة دولية، وفي قامشلو نأمل في افتتاح مركز بالناحية الغربية للمدينة». وعن ذوي الاحتياجات الخاصة ذكر: «لدينا ما يسمى (إدارة حالة)، وهي من نظام المنظمات والتنسيق فيما بيننا موجود بخصوص ذلك، نحن لا نساعد فقط من هم ذوي الاحتياجات الخاصة، حتى لو كان فرداً من عائلته، وضمن مركز التنمية بعامودا وأيضاً بالدرباسية وجدت حالات فقدان سمع وإعاقة في النطق تم إدراجهم في تعليم مهنة صيانة الموبايل، وتطابقت الرؤى مع المنظمات التي تنسق معنا في حال وجوب فتح محال لهم، يتم تقديم العدة اللازمة لإدارة مشاريعهم، ولا نخفيكم ضمن مخططاتنا يوجد مشروع خاص بهم ولكن يلزمها إمكانيات كبيرة، وقد نشهد شيء من هذا القبيل في المستقبل في حال قدموا بعض الهيئات ضمن الإدارة يد التعاون لنا».
واختتم نائب هيئة الشباب والرياضة شيرزاد حسين حديثه بالقول: «ندرس المشروع وهو قيد الطرح ويخص المرأة الشابة بفتح مركزٍ خاص لها يضم أجهزة لياقة بدنية ورياضية والتدريب الفكري والأيديولوجي، وافتتاح مكتبة كبيرة ضمن جامعة روج آفا وهو من اقتراح هيئتنا وبالتعاون مع هيئات أخرى، ومهما كان يجب أن تبصر هذه الخطوة النور؛ لما فيها من فائدة عامة للجميع».