جهود مباركة في حماية الأراضي الزراعية تألقت بريادة المرأة..

تقرير/ نشتيمان ماردنلي –

روناهي/ قامشلو- خطت قوات الحماية المجتمعية بريادة المرأة إلى جانب فرق الإطفاء خطوات مباركة في حماية الأراضي الزراعية والمحاصيل من الحرائق التي نهبت معظم أرزاق الأهالي في العام الماضي, فكان لهم جميعاً الدور الأمثل في الحراسة والحماية من إشعال النيران في الأراضي خلال الفترة الموسمية من العام.

استطاعت قوات الحماية المجتمعية التي تأسست كقوة مدنية لحماية المدن والقرى في العام 2015 إثبات أهميتها من خلال الدور البارز في الحماية التي يقدمونها في التظاهرات والمناسبات الوطنية والفعاليات والاجتماعات والمراسيم كافةً في المنطقة, مناوبين على الحماية ليلاً ونهاراً لمواجهة أية حالة طارئة تهدد أمن الأهالي أو المنطقة، بالإضافة إلى دورهم البارز في حماية المحاصيل الزراعية.

تكثيف دوريات الحماية وتعدد نقاط الإطفاء

تصاعدت نسبة الحرائق المضرمة في المحاصيل الزراعية في مناطق شمال وشرق سوريا خلال العام الماضي، مما أدى إلى وقوع خسائر مادية كبيرة لدى الأهالي، حيث تم تعويضهم من قبل هيئة الاقتصاد في إقليم الجزيرة بتقديم البِذار لكل من تعرضت محاصيله للاحتراق.

وتفادياً لهذه الخسائر في العام الجاري قامت قوات الحماية المجتمعية إلى جانب فوج الإطفاء بحمل مهمة حماية مكتسبات الأهالي ومراقبة المحاصيل لإخماد أية حرائق محتملة ناتجة سهواً أو المفتعلة عمداً, من خلال تكثيف دوريات الحماية وتعدد نقاط الإطفاء في جميع المناطق.

وبهذا الخصوص أجرت صحيفتنا لقاءً مع الرئيس المشترك في لجنة البلديات في مقاطعة قامشلو مسعود يوسف، والذي أوضح كيفية طرق الحماية التي بُذلت من قبل القوات التي ساهمت في هذه المهمة قائلاً: “تشكلت لجنة الطوارئ على مستوى المقاطعة في العام 2018, حيث أن كل من قوات الحماية المجتمعية ولجان الحماية ولجنة الاقتصاد والزراعة ولجنة البلديات والهلال الأحمر الكردي والأسايش ساهموا في عمل اللجنة, وفي العام الجاري 2020 تم تفعيل عمل اللجان أكثر في كل من النواحي والبلدات أيضاً وعلى مستوى إقليم الجزيرة, وازداد عدد فوج الإطفاء من 12 إلى 23 من قبل لجنة البلديات, وافتتح قسم للإطفاء في كل ناحية، إضافةً إلى نقاط متحركة في كل من (تربه سبيه, كركي لكي, ديرك, سنجق سعدون, تل براك, تل كوجر, تل معروف, قامشلو, تل حميس, عامودا, كرباوي, مفرق حطين, مفرق الخزنة, مفرق الطويل, مفرق المعشوق, مفرق كيشكة, مفرق كريفاتي, هيمو) بالتنسيق والتعاون مع إطفائيات رميلان”.

نسبة الخسائر في العام الحالي لم تتجاوز 1%

ولأن أغلب الحرائق التي أُضرمت في الأراضي الزراعية خلال العام المنصرم تم التأكيد على أنها من قبل جهات تفتعل الحرائق عمداً, قامت قوات الحماية المجتمعية- (المرأة) بتفعيل وتنسيق وحداتها أكثر وبجهود أكبر استطعنَ تغطية أراضي المنطقة كافةً بحراستهن الأمنية لها.

وبهذا الشأن أضاف يوسف بالقول: “استطاعت قوات الحماية المجتمعية الوصول إلى هدفهم في الحماية ومنع احتراق الأراضي بجدارة, فقد تفعلت دوريات ثابتة للحماية في كل الطرق العامة التي كانت قد تسمح للمفتعلين بإشعال النيران, ومفترقات القرى كافةً, والطرق الفرعية, الشيء الذي منع من وقوع الخسائر”.

مؤكداً بأن نسبة النقاط التي تعرضت للاحتراق بشكل كامل في العام الماضي 450 نقطة تقديرياً, بينما في الموسم الحالي كانت نسبتها التقديرية 300 نقطة تمت المداخلة فيها بشكل فوري من قبل قوات الحماية وفوج الإطفاء وإخمادها في وقت لا يتجاوز العشرة دقائق، بحسب يوسف.

اختتم الرئيس المشترك في لجنة البلديات في مقاطعة قامشلو مسعود يوسف حديثه بالقول: “بفضل القوات التي ساهمت في الدفاع والحماية عن مكتسبات المنطقة كانت نسبة الخسائر في العام الحالي لا تتجاوز 1% مقارنةً مع العام السابق، لذلك نبارك جهودهم التي بذلت بكامل طاقاتهم ليلاً ونهاراً لتعميم الأمن والأمان على المنطقة”.

“الحماية عمل وهدف وواجب”

في ذات السياق تحدثت العضوة في قوات الحماية المجتمعية ـ المرأة التي ساهمت في الحراسة ضمن دوريات الحماية نجاة موسى حيث قالت: “مع بدء موسم الحصاد انتشرت قوات حماية المجتمعية (القوة الجوهرية) بهدف حماية المحاصيل الزراعية العائدة للأهالي لتقليل نسبة الحرائق وعدم تسجيل مساحات كبيرة قدر المستطاع, فحملنا على عاتقنا واجب الحماية إلى جانب التزاماتنا العائلية, لأن حماية أرضنا ومكتسباتها كان على قدر الأهمية في حماية العائلة والمجتمع, لذلك تشكلت مجموعات الحماية على طول الطرق العامة والفرعية والمجموعة الواحدة تألفت من  15 امرأة مناوبين على الحراسة من الساعة الثامنة صباحاً إلى السادسة مساءً بالتناوب والتبديل بين المجموعات في النهار والليل”.

واختتمت العضوة في قوات الحماية المجتمعية نجاة موسى حديثها مناشدةً كافة الأهالي بالوقوف والانضمام إلى جانب جميع القوات التي تحمي وتسعى إلى الاستقرار والسلام.

إلى جانبها أيضاً أكدت العضوة في قوات الحماية المجتمعية أمينة عبد الله على أن حملات الحماية ستكون مستمرة في كل وقت وحين وفي وجه كل ما يهدد أو يزعزع أمن واستقرار المنطقة، وقالت: “رغم الصعوبات التي تواجهنا سواءً من ناحية الواجبات المنزلية والعائلة أو غيرها, نبقى متيقنين بأننا نستطيع إتمام عملنا في الحماية على كافة المحاور، لأننا لم نتخذ واجب الحماية عملاً فقط إنما الحماية عملنا وهدفنا وواجبنا لتكمل المرأة بدورها عمل كافة الجهات والقوات والوحدات التي تضحي وتعمل لتعميم السلام في كافة مناطق شمال وشرق سوريا”.

والجدير بالذكر أن قوات الحماية المجتمعية تقوم بمهامها بشكل طوعي في تقديم الخدمات الإنسانية في المجتمع, لذلك مؤخراً قامت اللجنة التنفيذية في إقليم الجزيرة بتكريم كافة عضوات قوات الحماية المجتمعية (القوة الجوهرية)، وذلك في صالة “سيران” بعامودا ليباركوا من خلالها جهودهم التي أثمرت عنها تعزيز الأمان في المنطقة.