واقع مزرٍ .. رغم كثرة المنظمات في مخيم الهول

عبَّر لاجئون عراقيون ونازحون سوريون في مخيم الهول عن استيائهم من تقاعس المنظمات الإغاثية عن تقديم العون والمساعدة لهم لتخفيف تبعات لجوئهم و نزوحهم، شاكرين الإدارة الذاتية على تقديم المساعدات لهم حسب إمكانياتهم. افتتح مخيم الهول، في 9 آذار عام 2016م، بالقرب من الحدود السياسية المرسومة بين سوريا والعراق، من قبل مكتب شؤون النازحين التابع لهيئة العمل والشؤون الاجتماعية، ويقع المخيم 20كم شرق مدينة الحسكة، وحوالي 1كم جنوب بلدة الهول. وأتى افتتاح المخيم بعد موجة النزوح واللجوء الكبيرة من مدينة الموصل العراقية بعد السيطرة عليها من قبل مرتزقة داعش، وإغلاق سلطات باشور كردستان أبوابها أمام النازحين من تلك المنطقة، كما تزايدت أعداد النازحين بعد إعلان كل من القوات العراقية والكردية حملة تحرير المدينة من مرتزقة داعش، بالإضافة إلى نزوح عدد كبير من أبناء المدن السورية نتيجة ممارسات النظام التعسفية وارتكاب المجازر من قبل مرتزقة داعش ومرتزقة جبهة النصرة بحقهم، حيث رأَوا في مناطق الإدارة الذاتية الأمن والأمان. ويوجد في المخيم ألف خيمة وحوالي220 بيتاً، وهذه البيوت بنيت في عام 1991م، حيث يقطن المخيم الآن 23 ألف لاجئ عراقي و10 آلاف نازح سوري، ويعاني هؤلاء النازحون واللاجئون من نقص تقديم المساعدات الغذائية والصحيَّة رغم وجود العديد من المنظمات التي تدَّعي تقديم المساعدات لهم. والنازحون واللاجئون، بيّنوا، أن تلك المنظمات الإغاثية تخلَّت عنهم ما جعلهم وعائلاتهم يعيشون حياة مأساوية وصعبة جراء عدم تمكُّنهم من توفير متطلبات الحياة الأساسية. ولفت النازحون واللاجئون، إلى أنه رغم الحرارة المرتفعة التي يتعرضون لها داخل المخيم في فصل الصيف والتي تسبب بدورها الكثير من الأمراض إلا أنَّ المخيم يفتقر للمراوح وحافظات المياه رغم وجود العديد من المنظمات تعمل داخل المخيم ولكنها لم تفكر قط بمثل هذه المساعدات. وفي لقاء لوكالة أنباء هاوار مع النازحة صباح عبد الله، من أهالي مدينة دير الزور، قالت: «المنظمات لا تفعل شيئاً لنا ولا تمد يد العون، المواد الغذائية لا تكفي أبداً وتكون فاسدة، المنظمات تستغل اللاجئين من النواحي كافة تحت اسم منظمة حقوق اللاجئين». وطالبت صباح، المنظمات كافة بأن يضعوا أيديهم على ضمائرهم ويُقدِّموا المساعدات العاجلة لهم في ظل هذه الحرارة المرتفعة. ومن جانبه؛ قال علي حسين، وهو من محافظة الأنبار العراقية: «نطالب المنظمات الاهتمام بأهالي المخيم صحياً وتوفير كوارد الصحة، إذ يوجد كثير من الأمراض في المخيم من دون رعاية والمنظمات تعتبر نفسها لا ترى». وكانت منظمة روج آفا للإغاثة والتنمية قد حملت تلبية احتياجات المخيم على عاتقها بالتنسيق مع مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية، بالإضافة إلى التنسيق مع عدد من المنظمات منها “IRD، IRC و NRD” التابعة للأمم المتحدة، حيث لم تقم هذه المنظمات بعملها بالشكل المتوقع منها، وبقي حمل تلبية متطلبات النازحين واللاجئين على عاتق الإدارة الذاتية ومنظمة روج آفا للإغاثة والتنمية.