جرائم الاحتلال التركيّ بحق عفرين لم تبدأ مع إعلان احتلال المدينة، بل إنّ كل طلقة جريمة، وبذلك راكمت أنقرة من الجرائم حجماً تنوء به السجلات والوثائق، وما حدث بعد الاحتلال هو استباحة المنطقة، بتسليط شذّاذ الآفاق عليها، الذين لا يكتفون بجرائم القتل فيختطفون من يتقدم بشكوى حول القتل ولذلك بقيت كثير من الجرائم طي الكتمان، وأُغلِق التحقيق فيها ضد مجهول
خطف وتعذيب وقتل وحرق
تمّ الكشفُ مؤخراً عن جريمةِ قتلٍ راح ضحيتها الشابُ الكرديّ عكيد محمد شيخ حسن والدته كلثوم (24 عاماً) من أهالي قرية افراز بناحية معبطلي في 16/1/2019. وأوردت صفحة منظمة حقوق الإنسان – عفرين بعض تفاصيل الجريمة.
في البداية اُختطف الشهيد عكيد من أمام محكمة عفرين التابعة للاحتلال التركيّ من قبل مجموعة مسلحة بإيعاز من الاستخبارات التركية واقتادوه إلى أحد حقولِ الزيتون المحيطة بقريته، وتمَّ تعذيبه على نحو متواصلٍ بطريقة وحشية، وقُطع ذراعه اليسرى لوجود عبارة Şehîd namirin “الشهداء خالدون” باللغة الكرديّة، فقد أرادوا إخفاءها نهائيّاً، ثم مزقوا جسده، وأحرقوا جسده بطريقة قاسية.
بعد ثلاثةِ أيام كُشفت الجريمةُ، اتهمت ما تُسمّى الشرطة الحرة أفراد من عائلة عكيد بالجريمة، في مسعى لتضييعِ الحقيقةِ وتحويل الأنظار عن الفاعلِ الحقيقيّ.
اُختطف شقيق عكيد واسمه مظلوم محمد شيخ حسن (40 عاماً) أكثر من أربع مرات، بعد دخول قوات الاحتلال التركيّة والفصائل السورية الموالية لها. وكان آخرها بتاريخ 28/5/2020 واستمر اختطافه لغاية 19/6/2020 حيث أُطلق سراحه بعد دفع مبلغ فدية ماليّة مقدارها مليون ل.س. علماً أنه في كلّ اختطاف كان يتعرضُ للضربِ المبرح والتعذيب المتنوع وأفادت مصادر محليّة بأنّه تعرض في المرة الأخيرة للتعذيب الشديد باستخدام الصعقِ الكهربائيّ ما أفقده القدرةَ على النطق الطبيعيّ مع اضطراباتٍ نفسيّة وعقليّة.
وتمَّ اختطافُ والد عكيد محمد واسمه محمد منان شيخ حسن (60 عاماً) أيضاً لأكثر من أربع مرات، وفي كلِّ مرة يتمُّ تعذيبه بطريقة وحشيّة، ثم يُطلقُ سراحه لقاءَ فديةٍ ماليّةٍ، والتهمةُ المعتادة هي التعاملُ مع الإدارة الذاتيّة سابقاً.
قتل الراعي الكُردي طاهر حبش
ذكر موقع عفرين بوست تفاصيل جريمة قتل الراعي الكُردي طاهر حبش “المعاق ذهنياً” على يدِ مرتزقة “فيلق الشام”، وقال الموقع: لا زال القتلةُ طلقاء يتحكمون بمصائرِ من تبقى من السكان الأصليين في قرية ديكيه بناحية بلبلة دون محاكمةٍ أو حسابٍ.
وفي التفاصيل أنّ الشاب الكُردي طاهر محمد حبش (39عاماً) رفض الخروج من قريته كما العديد من أهالي القرى، وبينما كان يسرح بقطيعه من المواشي بأواخر شهر آذار 2018، في الأحراش “جبل هاوار” قرب مفرق قرية “شيخ” إلى جانب رُعاة آخرين، وصل مرتزقة من فيلق الشام إلى المنطقة، وأطلقوا الرصاص بغزارة في الهواء، ما أثار الذعر في نفوس الرُعاة، وحاول طاهر الذي كان يعاني من إعاقة ذهنيّة الهروب، فأطلق مسلح النار عليه مباشرة من مسافة قريبة، ليستشهد على الفور. وتقدم أشقاؤه (فريد وصلاح) بشكوى لدى نقطة عسكريّة تابعة لجيش الاحتلال التركيّ في قرية جيه/جبلية، إلا أنَّ جنود الاحتلال لم يحركوا ساكناً.
وبعدها بفترة وجيزة، أقدمت دورية من مرتزقة “فيلق الشام” قادمة من قرية “ميدان أكبس/ راجو” على اختطاف فريد حبش وشقيقه صلاح حبش، وسيقا إلى سجن في “راجو” وقضيا فيه نحو شهر ونصف، لاقا خلالها شتّى أنواعِ التعذيب النفسي والجسدي، بسبب الشكوى ضد المرتزقة لدى المركز التركيّ. وخلال فترة الاختطاف أقدم المرتزقة على اقتحام منزل المواطن فريد حبش وسرقة كامل محتوياته والاستيلاء على شاحنة من نوع “هونداي” من أمام المنزل في القرية. وتمّ الإفراج عن الشقيقين (فريد وصلاح) بعد إلزامهما بدفع مبلغ 500 ألف ل.س، والتعهد بعدم فتح ملف جريمة قتل شقيقهما “طاهر”.
قتل الشاب كمال محمد علي
ومن الجرائم المفجعة التي تكشفت خيوطها مؤخراً، جريمة تصفية الشاب الكرُدي كمال محمد علي (17 عاماً) من أهالي قرية غزاوية بناحية شيراوا. وكان مقيماً مع عائلته في قرية “برج عبدالو” القريبة، بسبب وجود أملاك للعائلة فيها، ونشرت منظمة حقوق الإنسان –عفرين في 9/6/2020 خبراً مفاده أنّه تعرض للخطف في 27/05/2018 وتم ضربه بأدوات صلبة وأخمص البنادق في أنحاء جسمه، وثم رُبط على جذع شجرة، إلى أن أطلق مرتزق رصاصة الرحمة على رأسه، إذ عجّل بموته، وفق ما أفاد به أمام إحدى العوائل بالقرية، كما روت مصادر أخرى أنّه مع شخصٍ من أهالي سراقب، كانا يعملان بري البساتين ليلاً فتعرضا للضرب من قبل مسلحين مجهولين وجرى تعذيبه وقتله عمداً.
ولم يُنشرُ الخبرُ على وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعيّ في حينه، خشية أن تتعرّضَ العائلة للمضايقات، وطُويت جريمة القتل كما هي الحال مع كثير من الجرائم المرتكبة.
وفي التفاصيل أنّ الشاب الكُردي طاهر محمد حبش (39عاماً) رفض الخروج من قريته كما العديد من أهالي القرى، وبينما كان يسرح بقطيعه من المواشي بأواخر شهر آذار 2018، في الأحراش “جبل هاوار” قرب مفرق قرية “شيخ” إلى جانب رُعاة آخرين، وصل مرتزقة من فيلق الشام إلى المنطقة، وأطلقوا الرصاص بغزارة في الهواء، ما أثار الذعر في نفوس الرُعاة، وحاول طاهر الذي كان يعاني من إعاقة ذهنيّة الهروب، فأطلق مسلح النار عليه مباشرة من مسافة قريبة، ليستشهد على الفور. وتقدم أشقاؤه (فريد وصلاح) بشكوى لدى نقطة عسكريّة تابعة لجيش الاحتلال التركيّ في قرية جيه/جبلية، إلا أنَّ جنود الاحتلال لم يحركوا ساكناً.
ومن الجرائم المفجعة التي تكشفت خيوطها مؤخراً، جريمة تصفية الشاب الكرُدي كمال محمد علي (17 عاماً) من أهالي قرية غزاوية بناحية شيراوا. وكان مقيماً مع عائلته في قرية “برج عبدالو” القريبة، بسبب وجود أملاك للعائلة فيها، ونشرت منظمة حقوق الإنسان –عفرين في 9/6/2020 خبراً مفاده أنّه تعرض للخطف في 27/05/2018 وتم ضربه بأدوات صلبة وأخمص البنادق في أنحاء جسمه، وثم رُبط على جذع شجرة، إلى أن أطلق مرتزق رصاصة الرحمة على رأسه، إذ عجّل بموته، وفق ما أفاد به أمام إحدى العوائل بالقرية، كما روت مصادر أخرى أنّه مع شخصٍ من أهالي سراقب، كانا يعملان بري البساتين ليلاً فتعرضا للضرب من قبل مسلحين مجهولين وجرى تعذيبه وقتله عمداً.
