سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

حالات العنف ضدّ المرأة في تصاعد

هيفيدار خالد –

تزايدتْ حالاتُ العنفِ ضدَّ المرأةِ وبشكل خاص مع انتشار فيروس كورونا المستجد، وفرض إجراءات الحجر الصحي والمنزل والإعلانِ رسمياً عن الفيروس الذي انتشرَ في جميعِ أنحاءِ العالم، في الحادي عشر من آذار لهذا العام. تركيا أيضاً كانت من ضمن الدول التي فرضت فيها السلطات إجراءات الحجر المنزلي.
على الرغم من أن العديد من المسؤولين الأتراك خرجوا وتحدثوا عبر وسائل الإعلام بأن العنف ضد المرأة في تركيا قد انخفض لأدنى الدرجات خلال فترة انتشار فيروس كورونا، إلا أن المنظمات النسائية المختصة بشأن المرأة وقضاياها وبخاصة التي ترصد الانتهاكات التي ترتكب بحقها، أكدت عكس ذلك تماماً، حيث خرجت المنظمات النسائية في تركيا بإحصائيات رسمية وقالت بأن العنف الممارس بحق المرأة بشكل ممنهج تزايد بصورة كبيرة جداً.
إن النضال ضد العنف تقلص كثيراً في الفترة الأخيرة مع تفشي الفيروس؛ وذلك من خلال تقارير إعلامية وبيانات رسمية صادرة عن المؤسسات الخاصة بقضايا العنف الأسري المدافعة عن حقوق المرأة.
البيانات الرسمية تتحدث عن أعداد وأرقام كبيرة لضحايا العنف المنزلي من القتل والاغتصاب والاعتداء والعنف النفسي والاجتماعي. بالطبع العديد من النساء قُتلن على أيدي أزواجهن والكثير منهن طُرِدن من مكان عملهن ومن منازلهن خلال هذه الفترة.
العنف الأسري الذي يُمارس بحق المرأة في تركيا. معاناة لا تنتهي، حتى نستطيع القول بأن الكثير من هؤلاء النساء يتعرضن بصورة روتينية للتعذيب وسوء المعاملة وكثيراً من المرات يصل الأمر إلى الاعتداء الجنسي.
وبعض من النساء اللواتي يحاولن مواجهة هذه الانتهاكات والنضال ضدها ويسعين بكل ما لديهن التحدث عن تجاوزات النظام التركي ويتعرضن للتهديد والتخويف والاضطهاد والسجن المؤبد في بعض الأحيان، وفي عرض مستمر؛ لا تزال النساء المدافعات عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة من الصحفيات وغيرهن من الناشطات، يواجهن تحديات سافرة من قبل هذا النظام حتى بات الكثير منهن في السجون التركية.
وعلى الرغم من وجود بعض القوانين التي من المفترض أن توفر الحماية للمرأة وتحمي حقوقها، إلا أن سياسة النظام التركي ورئيسه أردوغان يحول دول ذلك ويحصل العكس تماماً. تزداد الجرائم ضد النساء ويتعرض لعمليات الاضطهاد الممنهجة والقتل والضرب، بالإضافة إلى التحرش والاعتداء الجنسي والتهميش، وبخاصةً المدافعات عن حقوق الإنسان.
لا يمكن تحاشي العنف الممارس بحق المرأة والتمييز ضدها، إلا إذا طبقت الجهات المعينة إجراءاتها وتطبيق قوانين صارمة لحمايتها من كل ما تتعرض له وأمام انظار نظام أردوغان الذي يعتبر عدو المرأة، وقتلها وتعذيبها أصبح أمراً طبيعياً بالنسبة له.
النساء في تركيا بحاجة للتكاتف معاً والقضاء على كافة أشكال العنف الممارس بحقهن، ووضع حد لسياسات النظام التركي الذي يستهدف المرأة، والذي اتخذ “اقتلوا المرأة” شعاراً له أولاً والانتفاض ضده في كل مكان وزمان.