غريب حسو: “على شعوب المنطقة التصدي للأطماع التركية وإفشالها”

ناشد الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي غريب حسو حلف الناتو بتوضيح موقفه من المجازر التي ترتكبها عضوته تركيا بحق الكُرد وشعوب المنطقة، ولفت إلى أن دولة الاحتلال التركي مستمرة بارتكاب المجازر بحق شعوب المنطقة، وشدد على ضرورة تكاتف شعوب المنطقة للتصدي للمخططات التركية وإفشالها.

تتعرض مناطق متفرقة من باشور كردستان، منذ الخامس عشر من حزيران الجاري، لهجوم جوي وبري من قبل جيش الاحتلال التركي، شمال قضاء شنكال الذي يقطنه الكرد الإيزيديون، ومخيم مخمور “الشهيد رستم جودي” الذي يضم لاجئين سبق أن فروا من المجازر التركية، ومناطق الدفاع المشروع. الهجمات التركية، جوبهت بتنديد من الحكومة والبرلمان العراقي، واستنكار واسع من قبل أهالي المنطقة والشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة، والجالية الكردية في أوروبا، وسط صمت من حكومة باشور كردستان والأمم المتحدة والمؤسسات المعنية.

 تركيا دولة المجازر والسيفو دليل دامغ

حول ذلك تحدث الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي غريب حسو لوكالة هاوار حول ما شهدته المنطقة، واستهداف القصف لمناطق آمنة في باشور كردستان، بالتزامن مع الذكرى السنوية لمجازر السيفو التي ارتكبتها الدولة العثمانية بحق السريان الآشور الكلدان عام 1915 وقال: “تركيا عبر سياستها وهجماتها دائماً تهدف إلى إبادة الكرد، وما يحدث ليس بجديد، فهذه الهجمات استمرار لسياستها الممنهجة حيال الشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة وشعوب المنطقة، كما إنه استهداف لشعوب شمال وشرق سوريا وشعوب تركيا أيضاً”.

وأكد حسو بقوله: “تركيا عبر هجماتها على المناطق الكردية؛ تقوّض الأمن والاستقرار والسلم الأهلي الذي ينشئه الكرد فيها، وتريد من ورائها إعادة إنعاش داعش في المنطقة بأكملها، والوقوف في وجه الوحدة الكردية، وإفشال الحوار بين شعوب المنطقة بشكل عام. والهجوم الأخير على أراضي باشور كردستان وبالأخص شنكال ومخيم مخمور، ومناطق الدفاع المشروع؛ جاء بعد ظهور بوادر تواصل أهالي قضاء شنكال مع الحكومة العراقية، والعمل معاً على إدارة المنطقة، وكذلك في وقت شهد فيه القضاء والمناطق الكردية الأخرى نوعاً من الاستقرار بعد أن قام الشعب الإيزيدي بتحرير مناطقه من داعش وأداروها بشكل جيد”.

وأشار حسو إلى أن دولة الاحتلال التركي تستغل الأزمة والفوضى في الشرق الأوسط، وانشغال معظم القوى بتحقيق مصالحها، وتعمل بشكل مستمر على تعميق الأزمة؛ لأنها المستفيدة منها، لتحقيق أطماعها في المنطقة، وهدفها إبادة الكرد والقضاء على مشروعهم الديمقراطي في المنطقة، في مسعى منها إلى إخفاء إخفاقها السياسي والاقتصادي في الداخل التركي، وعلى رهانها الخاسر في التدخل الخارجي، لذا تعمل بشتى الوسائل على ضرب الأمن والاستقرار في الدول التي تجاورها وبخاصة العراق وسوريا.

 على حلف الناتو توضيح موقفه من الهجمات

وأوضح حسو بالقول: “إن اختيار تركيا يوم 15 حزيران لشن الهجوم على باشور كردستان ليست صدفة لأنه اليوم الذي حدثت فيه المجازر العثمانية بحق الشعب السرياني الآشوري، والمعروفة بمجازر السيفو عام 1915، الدولة التركية لا تعمل وفق الصدف، بل تعمل بشكل مخطط ومنظم، ولديها فِرق للعمل على التخطيط لأي عمل قد تقدِم عليه، إن رسالة تركيا من خلال القصف والهجوم على باشور في هذا التوقيت هو تأكيد منها على استمرار سياستها في المجازر التي ارتكبتها بحق الشعوب، وإصرارها على ارتكاب المجازر مجدداً كما حدث في مجازر السيفو”.

وانتقد حسو صمت حكومة باشور كردستان فقال: “نناشد دائماً حكومة العراق وهولير لتحديد موقفهما مما تشهده مناطق سيادتهما من هجمات تركية تستهدف المدنيين، وعلى حلف الناتو توضيح موقفه من الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها عضوتها تركيا بحق المدنيين، والتي تعمد إلى تحويل المجتمع التركي من مجتمع مدني إلى مجتمع عسكري استخباراتي”.

ودعا حسو إلى وحدة صفوف شعوب المنطقة، والاتفاق على بناء مجتمع ديمقراطي، لإدارة أنفسهم ذاتياً كما تجربة مناطق شمال وشرق سوريا، قائلاً: “لا بد من زيادة التكاتف بين الكرد والعرب وبقية شعوب المنطقة، والعمل معاً على الحد من الهجمات التي تتعرض لها شعوب المنطقة على الصعيد السياسي والعسكري وإفشالها”.

وفي ختام حديثه؛ طالب الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي غريب حسو مؤسسات المجتمع المدني بإبداء مواقف واضحة حيال ما يتعرض له أهالي باشور كردستان وشمال وشرق سوريا، وقال: “لأن في وحدة الصفوف تأثير واضح في الموقف الدولي والرأي العالمي ولأن إرادة الشعوب هي مصدر القوة وهي صاحبة القرار، فعلى الجميع رص الصفوف والوقوف وقفة واحدة في وجه المطامع التركية وهجماتها”.