نيلوفر كوج: “تحقيق الوحدة الوطنية الكردية مطلب أساسي للجماهير الكردية”

أكدت الرئيسة المشتركة للمؤتمر الوطني الكردستاني نيلوفر كوج أنّ السياسة التركية الآن تقوم بافتعال التناقضات بين الأطراف الكردية لوضع الكرد في مجابهة بعضهم البعض؛ بهدف تهيئة الأرضية لاحتلال المنطقة. وأشارت إلى أنّ الكرد دخلوا مرحلة بات بإمكانهم بناء كيانهم الخاص بهم، وأن هذه المرحلة حساسة جداً؛ تتطلب تحقيق الوحدة الوطنية.

اتحد 25 حزباً وحركة سياسية كردية في روج آفا تحت مظلة واحدة أطلقوا عليها اسم “أحزاب الوحدة الوطنية الكردية” وذلك في إطار الجهود المبذولة لتحقيق وحدة الصف الكردي، لكن في المقابل تحاول الدولة التركية المحتلة كما العادة عرقلة هذه الجهود عبر خططها القذرة لضرب مشروع الوحدة الوطنية الكردية.

 تمارس سياسة الإبادة بحق الكرد

وحول هذا الموضوع، التقت وكالة أنباء هاوار بالرئيسة المشتركة للمؤتمر الوطني الكردستاني نيلوفر كوج. وحول الهجمات التركية التي تستهدف الكرد في كل مكان تحدثت بقولها: “في باكور كردستان ترتكب تركيا مجازر سياسية وثقافية وتمارس عمليات التصفية ضد القوى الطليعية المقاومة كرؤساء البلديات والأحزاب السياسية، كما أن نشر فيروس كورونا في السجون وعدم الإفراج عن السجناء المصابين يعتبر مجزرة. الآن الحرب ليست فقط ضد الكرد، إنما تمارس ضد القبور الكردية أيضاً”.

وأضافت: “جميع المحاولات التركية تصبّ حالياً في إنهاء المكتسبات بباشور كردستان، تركيا الآن تحاول إعادة تطبيق مخططات أعوام التسعينات في باشور كردستان، إضافة إلى وجود 25 قاعدة عسكرية تركية هناك، بإمكاننا القول إن مراكز الاستخبارات موجودة في كل المدن تقريباً. السياسة التركية الآن تقوم بافتعال التناقضات بين الأطراف الكردية وبشكل خاص في “زينه ورتي” لوضع الكرد في مجابهة بعضهم البعض والهدف هو تهيئة الأرضية لاحتلال المنطقة. وفي روج آفا وبعد القضاء على داعش، تنتهج تركيا سياسة التفرقة والاحتلال، وبدأ ذلك مع احتلال عفرين واستمر مع احتلال كري سبي (تل أبيض) وسري كانيه (رأس العين)”.

وأشارت نيلوفر كوج إلى أن الكرد لديهم مكتسبات على الأرض لذا باستطاعتهم أن يكونوا جهة تتم مخاطبتها، وأكدت: “تركيا ترى أن الكرد أصحاب صوت في التغيير الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط ووجودهم أصبح واضحاً، فالحرب ضد داعش وبناء نموذج إدارة ديمقراطي لفت انتباه العالم أجمع، والآن فإن النظرة تجاه الكرد عالمياً إيجابية، أما الدولة التركية المحتلة إلى الآن تقول إن الكرد يريدون تغيير الوضع الحالي للحدود. لكن؛ الحلول التي أوجدها الكرد في روج آفا وباشور كردستان من خلال مشروع الفيدرالية أوضح أن الادعاءات التركية غير صحيحة. الوجود الكردي الواضح كما هو الآن يمثل مشكلة بالنسبة لتركيا حسبما تدّعي؛ وذلك لأن الكرد الآن باتوا أصحاب قوة، فالنموذج في روج آفا يخيف تركيا، والآن كل الذين لهم علاقة بالأزمة السورية عليهم التواصل مع شمال وشرق سوريا لأن الحل غير ممكن من غير الكرد”.

 مسألة تحرير المدن المحتلة من الأساسيات

وعن التوسط الدولي بين القوى الكردية في روج آفا من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الكردية؛ تحدثت نيلوفر كوج قائلة: “إن تواصل بعض هذه القوى مع الكرد بشكل مباشر يمهد من الناحية الدبلوماسية إلى إيجاد قاعدة علاقات رسمية، وهذا هام وعلينا تقويته، والظاهر أن هذه الدول وفي القرن الواحد العشرين لا تستطيع فعل ما قاموا به في أعوام التسعينات بباشور كردستان في روج آفا، وفي الوقت نفسه، لا يريدون منا أن نتحدث عن مطالبنا كثيراً. لكنني واثقة من أن موضوع مناطق عفرين وسريه كانيه وكري سبي المحتلة موجودة في لقاءات الوحدة الوطنية، والذين تعاونوا مع تركيا في احتلال هذه المناطق الآن يقومون بالوساطة، وهذا ما يوضح ملامح طبيعة سياسة القرن الواحد والعشرين الذي نشهد فيه أحياناً معارك وأحياناً اتفاقاً بين الأطراف، هذه الدول تستخدم الدولة التركية كسيف في سبيل الضغط على الكرد لتقديم التنازلات، ومحاولات الوساطة هذه جاءت لأن الكرد حققوا انتصارات تاريخية على المرتزقة والإرهاب، وهذه الدول الآن بحاجة إلى الكرد لتحقيق الأمن والاستقرار في العالم”.

 وبخصوص مساعي تحقيق الوحدة الوطنية واللقاءات المنعقدة في هذا الإطار وأهميتها البالغة؛ تحدثت نيلوفر كوج وقالت: “بعد باشور كردستان، الآن الجزء الثاني روج آفا يدخل مرحلة بناء كيان خاص به، وهذه المرحلة حساسة جداً، وعلينا أن نعلم أن الدولة التركية في هذا الوضع ستزيد من هجماتها، والقوة القادرة على إيقاف تركيا هي تقوية الدبلوماسية الدولية. ولكن؛ قبل ذلك؛ فإن القوة الأساسية هي تحقيق الوحدة بين الكرد، القوى التي تشارك في النقاشات تغير من وضعياتها وهذه من مواضيع التباحث والجميع له مكان فيها. والمجلس الوطني مجبر على تغيير وضعه والدخول في مرحلة جديدة، ومن المحتمل حصول تناقضات فيما بينها. هناك دول مثل أمريكا وروسيا وفرنسا يخاطبون الكرد لما لهم دور كبير في المنطقة، الكرد دخلوا مرحلة تحقيق الكيان، فالأمة التي كان يتم إنكارها في القرن العشرين؛ الآن وصلت إلى مرحلة يتم فيها قبولها سياسياً، محلياً وعالمياً، والوحدة الوطنية الكردية ستكون أيضاً نصراً للكرد أولاً ولجميع الشعوب الأخرى، شعوب العالم تطالب بنظام الأمة الديمقراطية والكرد الآن موجودون في طليعة هذا المشروع في الشرق الأوسط، الآن للعالم مصالح مختلفة مع الكرد، مهما أصرت الدول في سياسة التقسيم والإدارة؛ فإن ذلك لن يتحقق بسهولة؛ لأن الكرد الآن أصحاب قوة على الأرض ومن الصعوبة تجاهلهم. تحاول الدولة التركية الآن وضع القوى الكردية في مجابهة بعضها البعض لخلق الفتن. ما حصل في زينه ورتي يقع في هذا السياق وعلى الكرد التنبه من هذه المخططات التركية”.

 الأجزاء الكردستانية الأخرى معنيّة بالوحدة الوطنية

وأضافت نيلوفر كوج قائلة: “للنقاشات الجارية في روج آفا بصدد الوحدة علاقة مع الأجزاء الكردستانية الأخرى، فالانتصار في روج آفا سيخفف من عبء الأجزاء الأخرى، وهذا الانتصار سيفتح الطريق أمام انتعاش السياسة في باكور كردستان أيضاً، تحقيق الوحدة سيخرج باشور كردستان من تحت الضغط التركي، وهو رسالة لإيران، وبعد أن دخلت الأزمة السورية المرحلة السياسية، فإن أمريكا تستعد في العراق لمهاجمة إيران، لذلك تسمح أمريكا لتركيا بقصف باشور كردستان. فالحرب الأمريكية ضد إيران ستكون مركزها العراق. لذلك؛ فإن أمريكا ستلعب دوراً أكبر في مساعي تحقيق الوحدة الكردية، لأن أمريكا مقبلة على الانتخابات الرئاسية، وهي تعاني من أوضاع سياسية غير مستقرة، والسياسات الأمريكية لم تأتِ بثمارها في كل من العراق، خط آسيا، إفريقيا، ليبيا، أفغانستان وفلسطين -إسرائيل، فقط هم حققوا بعض النتائج في سوريا، وانتخاب ترامب متعلق بالوضع السوري، ففي السياسة الأمريكية تعتبر السياسة الخارجية هامة جداً، وبعد الانتخابات هناك احتمال كبير أن تبدأ الحرب ضد إيران”.

واختتمت الرئيسة المشتركة للمؤتمر الوطني الكردستاني نيلوفر كوج حديثها قائلة: “من واجب المؤتمر الوطني الكردستاني الذي يشارك في اللقاءات، تحقيق الوحدة، أعضاء أحزاب الوحدة الوطنية الكردية غالبيتهم هم أعضاء المؤتمر وتجاربهم تقع في خدمة الوحدة، المؤتمر يشارك في النقاشات من خلال أعضائه، وجميع الأحزاب بإمكانها تقوية هذه المرحلة بتقديم آرائهم وتجاربهم التاريخية، ويجب إبقاء مسألة عفرين وكري سبي وسري كانيه في إطار النقاشات، فهنالك احتمالات أن يتوسطوا من جهة لجمع الكرد ويقوموا بإرضاء تركيا من جهة أخرى، وإنشاء كيان فعلي للدولة التركية في المناطق المحتلة من روج آفا، ومن الممكن أن يقوموا بتثبيت وجود تركيا في المنطقة مثلما فعلوا في باشور كردستان، ومن الناحية الدبلوماسية يجب رؤية هذا جيداً وعدم السماح لتركيا أو تقديم التنازلات لها مهما كانت الظروف”.