No Result
View All Result
المشاهدات 1
حاورها/ غاندي إسكندر –
روناهي/ كركي لكي: فنانة من المدينة الخضراء بلد الخير والعطاء عفرين تشبّعت روحها منذ نعومة أظفارها بعبق الفن وعشق الفلكلور والموروث الثقافي بمختلف ألوانه ولكناته، فبدأت خطواتها الأولى من الطرب الكردي الأصيل، وكانت أوتار الآلات تداعب وجنتيها لتبادلها ذلك الحب.
ميترا يوسف فنانة كردية تنحدر بأصولها لمدينة الأسد الميتاني عفرين الجريحة وتحديداً قرية بيلان ولدت ميترا في مدينة الطرب حلب الشهباء وتعيش حالياً في ألمانيا غنت أول مرة في العاشرة من عمرها، ترعرعت في كنف عائلة مُحبة لكل ما هو كردي، فوالدها كان شغوفاً بالاستماع إلى إذاعة يريفان التي تبث الأغاني، والفلكلور الكردي من جمهورية أرمينية وورّث ابنته ميترا عشق الأدب، والفلكلور الكردي وأخذ بيدها لتدخل إلى عالم الطرب الكردي الأصيل، وبعد أن تتلمذت على يد الموسيقار بريشان شاركت في العديد من الحفلات ولاسيما حفلات عيد نوروز كما شاركت في مهرجان أطياف في دار الأوبرا في دمشق، ولها العديد من الأغاني المصورة، ولعشقها للموسيقا تعلمت التقنيات التي تستخدم في غناء الأوبرا، حول مسيرتها الفنية، وجديدها في عالم الفن ورؤيتها للفن الحقيقي كان لنا هذا الحوار:
منذ متى دخلت عالم الفن وكيف كانت البداية؟
كنت كلما أسمع الناي الحزين الذي كان يترجم أنفاس ذاك الإنسان الرائع، وبحالة خارجة عن إرادتي كنت أغني معه بصوت خافت وذلك في مدرسة الأنشطة الطلائعية التي كنت أرتادها لتعلم الرسم في حلب، ذاك العازف كان الأستاذ عبد الرحمن دريعي رحمه الله الذي أثنى على صوتي وطلب اصطحابي إلى مدينة الحسكة لأشارك في مهرجان الطلائع لكن أهلي اعترضوا على سفري آنذاك، كنت أسمع بنهمٍ منقطع وأغني مختلف الأغاني وبلغات مختلفة عربية هندية أرمنية فارسية إضافة إلى لغتي التي أعشقها الكردية، فقد كان الغناء ملجأي أعبّر فيه عن خلجات روحي إلى أن التقيت بالأستاذ الموسيقار بريشان ابن عفرين الحبيبة الذي أمسك بيدي وعلمني ألف باء الموسيقا ودعمني كثيراً وجعلني أشارك في ثلاثة أجزاء من أغاني تيريج عفرين ومن ثم بدأت انطلاقتي الحقيقية بعد مشاركتي بمهرجان أطياف سوريا على مسرح دار الأوبرا في العام 2011م.
نحن نعيش في مجتمع شرقي وهناك ذهنية ذكورية طاغية على الحياة الاجتماعية هل واجهتِ صعوبات بهذا الصدد في عالم الغناء؟
لا شك مثلي مثل أغلب النساء ممن دخلن عالم الفن قد واجهن صعوبات جمة، فكيف لمجتمع تحكمه العادات، والتقاليد البالية، والمتخلفة، ويقوده رجل جاهل تأثر بتلك العادات، وبالموروث الديني الذي وجده حجة لمنع المرأة من ممارسة الفن الذي هو أساساً تعبير عن العاطفة، والمشاعر، كيف له أن يقبل وجود المرأة في هذا العالم الشفاف، لكن وجود عائلة مثقفة عابرة بفكرها للتقاليد وأب واعٍ هي التي جعلتني أتغلب على تلك الصعوبات.
الفن رسالة ماهي الرسالة التي تودين إيصالها للناس من خلال فنك؟
غاية كل الفنون واحدة، وهي الحفاظ على الفكر الإنساني، والروح الإنسانية، والرقي بهما، فالفن مرآة تعكس ذات الإنسان وآلية تفكيره، ومشاعره المختلفة ورغباته المكنونة، وآمال المجتمع، فالفنان هو ابن بيئته، ولسان حالها من خلال الفن يستطيع أن يعبّر عن كل ما يكتنف المجتمع من حب، وكره، وخير، وشر ورحمة، وظلم لكن رسالة الفن لا تقف عند تصوير المجتمع فقط بل رسالته إيقاظ أفراد المجتمع من خلال التوعية، والإرشاد فالفنان كما أسلفت هو ابن بيئته وهو صوتها الهادر فكم من فنان زرع فكراً وغير منهجاً ورسخ إيماناً.
تعريفك للفنان الحقيقي، وهل هناك شروط يحب أن تتوفر حتى يكون المغني ناجحاً؟
الأكثر صدقاً والذي يتعامل بشفافية مطلقة دون تبعية، والصادق، والمتصالح مع ذاته والذي ينظر إلى الأمور دون إملاءات من الآخرين هو الفنان الحقيقي والذي يعمل من أجل الفن لا لأجل المال، والشهرة باختصار هو الذي يعمل بإنسانيته، وكرامته، ويسعى إلى العيش دون الارتزاق وبكون المغني ناجحاً عندما يكون صاحب موهبة فالموهبة هي الأساس لكن يجب أن تصقل بالثقافة، والمعرفة الموسيقية، والاطلاع على أغاني الشعوب الأخرى لتتسع دائرة ثقافته أكثر فأكثر، وهكذا ومن خلال ذلك يفتح لنفسه آفاقا لينطلق بفنه إلى عوالم أكثر اتساعاً، وبذلك يحقق غايته ويحقق نجاحه.
ما هو اللون الغنائي الذي تؤديه ميترا وهل من لون خاص بك؟
ليست لدي مشكلة مع أي لون من ألوان الغناء، فأنا أغني الفلكلور، وأغني الأغنية الثورية، وغيرها من الألوان لكن ما يشدني أكثر هو النمط اللا محدود، أو الحر قد يكون السبب أنني من خلاله أعبّر بحرية وبدون قيود عن أحاسيسي ومشاعري المختلفة.
ما الذي تقدمه المهرجانات للفنان؟
المهرجانات هي أكثر ما توضح ملامح الفن الحقيقي؛ لأنها تقدم الأغنية الملتزمة، والهادفة إضافة إلى تقديم الموروث الفكري، والحضاري وتحيي التراث بشكل جميل غير مشوه.
ماذا تُحضّر ميترا لجمهورها من أعمال فنية قادمة؟
هناك أغنيتين مسجلتين قريباً جدا سيتم إصدارهما، إحداها للفنان، والموسيقار رشيد صوفي أهديها له كشكر، وعرفان لجهوده في مجال الموسيقا، و تكريماً له وهو على قيد الحياة، وأغنية أخرى هي ديو مع الفنان العفريني عبد الرحمن أحمد كذلك هناك أغنية فلكلورية للفنان المرحوم جميل هورو، وأغنية أخرى بأربع لغات بالكردية والعربية، والإنكليزية والألمانية، من كلمات ولحن مغني ألماني يدعى فولفغانغ ديكى.
No Result
View All Result