روناهي/ قامشلو- تتعالى أصوات مناشدات أهالي قامشلو لوضع حل جذري لمشكلة أزمة المياه في المنطقة في فصل الصيف، ومديرية المياه تخطط لتجاوزها هذا العام، فهل سنشهد صيفاً دون مناشدة لحل هذه المعضلة؟!
مع قدوم الصيف تبدأ أزمة المياه في العديد من الأحياء في مدينة قامشلو ويصبح التقنين وتخصيص ساعات الضخ الحل الوحيد لهذه المشكلة، إضافةً إلى الصهاريج الخاصة التي تبيع المياه للمواطنين والتي تكون في غالب الأحيان غير معروفة المصدر وغير متوافقة مع المعايير والشروط المتعلقة بالمياه الصالحة للشرب (مصدر المياه).
تفاقم المشكلة منذ حوالي سبع سنوات..
وبهذا الخصوص أجرت صحيفتنا روناهي لقاءً مع المواطنة “ناديا علي” وهي من حي السياحي بقامشلو، حيث بيَنت لنا بأن هذه المشكلة ظهرت في حيهم منذ حوالي سبع سنوات، مشيرةً بأن صيفهم يمر بدون ماء، وأحياناً يمر ثلاثة أشهر على انقطاع المياه، منوهةً بأنهم يجدون في هذه الحالة شراء الماء هو الحل البديل لحاجة البيت، وتابعت: “عانينا قبل العيد الذي مر مؤخراً من أزمة انقطاع المياه في الحي، حيث قمنا بشراء الماء أربعة مرات على التوالي، وكانت تكلفة التعبئة في كل مرة ثلاثة آلاف ليرة للخزان الواحد وهو مكلف للغاية”.
وأضافت ناديا بأنهم يسهرون طوال الليل من أجل تعبئة خزانات المياه مما يسبب لهم الإرهاق والتعب في الصباح عند الذهاب إلى العمل، وأردفت: “نتمنى في كل عام ألا يأتي فصل الصيف حتى لا نعاني من أزمة المياه والسهر حتى الصباح، ونعيش أيام عصيبة بسبب أزمة المياه الخانقة”.
وختمت المواطنة “ناديا علي” بمناشدة المعنيين للقيام بحل جذري وعاجل لمشكلة انقطاع المياه وأخذ موضوع بجدية للتخلص من شح المياه وآثارها على نفسية المواطن.
هدر الكثير من الماء من قِبل الأهالي
وفي سياق متصل التقينا مع المواطنة (ش. م) وهي من حي الكورنيش، حيث أكدت لنا بأنه منذ سنوات يعانون وبشدة من أزمة المياه والتي لازالت موجودة، ولم يتم معالجة هذه المشكلة حتى الآن، مبينةً بأنهم أحياناً يقومون بشراء الماء من الصهاريج من أجل سد حاجة المنزل من المياه، وأضافت بالقول: “لا نحصل على الماء إلا عند إطفاء (دينمو الماء) من قبل سكان الحارة، ولا ننكر بأن هناك هدر كبير في الماء، بحيث يتم غسل الشوارع والأرصفة وهدر الكثير من الماء من قبل الأهالي”.
وأكدت بأنهم منذ أعوام وفي كل صيف كانوا يسهرون حتى آذان الفجر من أجل الحصول على ماء الشرب، متسائلةً ما إذا سيعانون مع حلول فصل الصيف من نفس المعضلة أم لا؟ كما طالبت بالعدل بين جميع المواطنين بالحصول على الماء كون سكان بعض الأحياء يصلهم الماء والبعض الآخر لا يصلهم، فيضطرون لشراء الماء وهذا يؤثر سلباً على الوضع المعيشي الذي بات صعب للغاية، على حد تعبيرها.
ودعت المواطنة (ش.م) في ختام حديثها إلى وضع حلول جذرية لمشكلة انقطاع المياه في الحي والعمل على إيصال المياه إلى كافة المواطنين.
مشاريع عام 2020 لحل أزمة المياه..
وفي السياق ذاته أوضحت الإدارية في دائرة المياه “بهار شيخ موسى” بأن أزمة المياه قبل فترة العيد بشهر كانت نتيجة الانقطاع المستمر للكهرباء في جميع المناطق مثل؛ كركي لكي وجل آغا ودرباسية وديرك وقامشلو.
وحول أسعار بيع صهاريج الماء قالت بهار: “حتى الآن لم يتم المناقشة حول وضع السعر المناسب للصهاريج، وسيتم رفع تقرير بخصوص هذه الشكوى التي أوصلتها صحيفتكم لنا إلى البلدية”.
ويذكر بأنه يوجد أربع مناهل للمياه في مدينة قامشلو، وهي كالتالي: “محطة العويجة ومحطة الهلالية ومحطة لحدو مسعود على الحزام الشمالي ومحطة الغيبي التابعة لبلدية التنورية ومرتبطة بمحطة المياه في قامشلو”،
وحول أبرز الحلول لهذه المشكلة ومخططاتهم للعام الجاري، ذكرت بهار بأن هناك خمس مشاريع في مخطط عام 2020 لحل أزمة المياه سيتم البدء بتنفيذها في وقت لاحق حتى يتم الموافقة عليها، هو مشروع في الحي الغربي في دوار العباوي، حيث يعاني قاطني هذه المنطقة من نقص المياه، وتم رفع تقرير بذلك إلى مديرية المياه ليتم الموافقة عليه، ومشروع حي اللواء القريب من سوق حطين، حيث يعانون أيضاً من نقص المياه، ومشروع حي الزنود ومشروع تمديد الشبكة والتوصيلات في حي الهلالية ومشروع في حي السياحي كون هذه المنطقة أيضاً تعاني شح المياه في فصل الصيف”.
وختمت الإدارية في دائرة المياه “بهار شيخ موسى” حديثها بالمطالبة من الأهالي بعدم هدر المياه عند غسل الشوارع والأرصفة كون الكثير من الأحياء تعاني من نقص في المياه.
والجدير بالذكر بأن الأحياء التالية: “الكورنيش- السياحي- حي الموظفين – الحي الغربي”، تعاني انقطاعاً شبه متكرر في مياه الشرب بالرغم من ساعات أو أيام التقنين الأمر الذي يدفع المواطنين إلى اللجوء لشراء ماء الشرب من صهاريج خاصة، والتي لا يُعرف مصادر تعبئتها في الكثير من الأحيان إلى جانب تعرض المواطنين لحالات استغلالٍ من قبل أصحاب بعض هذه الصهاريج، والسهر حتى الصباح منتظراً صوت المياه آتياً من حنفيته ليسرع إلى الحصول على بعض الماء.
هذا ومن الضروري اتباع السلوكيات الإيجابية في ترشيد المياه، ومنها أن يبدأ كل شخص من نفسه وعائلته في ترشيد استخدام المياه وتوعية أطفاله وأصحابه وجيرانه بذلك، وألا نفتح صنبور الماء على آخره أثناء الاستعمال، والتأكد من عدم وجود أعطال أو تسريب للماء في منظومة المياه في المنزل أو المكان الذي نعمل فيه، وعدم إهمال إصلاحها إن وجد عطل، والغسل باعتدال.. إلخ.