استطلاع /غاندي اسكندر –
منذ أكثر من سبع سنوات لم تتوقف طبول الحرب في سوريا، وباتت الجغرافيا السوريّة نتيجةً لتشابك الأجندات الإقليميّة، والدوليّة مرتعاً لأعتى الحركات الأصوليّة المتطرفة، فقد ذاق الشعب السوريّ خلال هذه الفترة من أهوال هذه الحرب الويلات، وقدّم القرابين وتضحيات جسام، وللأسف لم يقدّم المجتمع الدوليّ حلولاً ناجعة لمأساة السوريّين بل زادها تعقيداً بمؤتمراته الماراثونيّة الفاشلة، وتغاضى عن حلّ المشكلة السوريّة، والتي يجب أن تكون حلولها بيد أبنائها من الداخل من خلال حوار سوري سوري يضع حداً لهذه المأساة التي طال أمدها.
وليس أدرى من السوريّين بآلام المحنة ومضاعفاتها، وهم لا يحتاجون لوصاية عليهم، ولا عاجزون عن الحلّ، إلا الحديث عن المعطل هو الذي يراعي مصالح أطراف إقليميّة ودولية، فيما السوريّون هم صناع الحياة، التي أحيلت إلى مأساة بسبب تدخل أطراف خارجيّة.
حول هذا الموضوع وإيجاد الحلول والنقاشات التي تجري بين مجلس سوريا الديمقراطيّة والنظام السوريّ وآفاق الحل، استطلعت صحيفتنا آراء بعض من المثقفين والسياسيين في كركي لكي فكانت لنا هذه اللقاءات:
الأزمة السوريّة يجب أن تُحل بأيدي السوريّين
حول الدعوة التي وجهها النظام السوريّ لمجلس سوريا الديمقراطية لفتح حوار مع أبناء الشمال السوريّ، تحدَّث الكاتب والمؤرخ برادوست ميتاني قائلاً: الحروب تضيّع القيم والأخلاق لكن لا حروب دائمة، وإن طال الأمد، فقد انتهت حرب المئة عام في أوروبا بعقد صلح بين انكلترا وفرنسا، هكذا هي الحروب، لا بد أن تنتهي بالتفاوض في نهاية الأمر.
إن كلّ مشكلة مهما تعقّدت وتشعّبت لابد أن تكون لها نهاية حتميّة، وكلّ القضايا الخلافيّة في العالم لا تُحلّ عن طريق التعنُّت، وفي الأزمة السوريّة لابد من أن تتوفَّر إرادة شعبيّة للحل وهذه الإرادة تتوفر عندما يتبادل أطراف الصراع الآراء وتتم بينهم المناقاشات، والمسائل الخلافيّة لا بد من أن تكون وجهاً لوجه دون تدخل من أيّ جهة ذات أجندات في مثل هذه ّالمواضيع الشائكة.
وأشار ميتاني إلى أنَّه ومنذ سنوات عدة تشكلت إدارة ذاتية ديمقراطية في مناطقنا، وكانت هذه الإدارة ثمرة دماء آلاف الشهداء الذين ضحو بأرواحهم ودمائهم في سبيل دحر قوى الشر والظلام التي أرادت النيل من شعوبنا ومكتسباتهم، لقد استطاع شعبنا بكلِّ أطيافه أن يدير نفسه بنفسه بعيداً عن سلطة المركز، وأن يؤسِّس أرضية لنظامٍ من الإدارة فرضت واقعاً ديمقراطياً فريداً استناداً على مبدأ الأمة الديمقراطية الذي يساوي بين الجميع من حيث الحقوق والواجبات، ولقي هذا النموذج أثراً طيبا في الداخل ولدى معظم شعوب وحكومات العالم. لذلك يمكننا القول: إن هذه الإدارة الذاتية المنبثقة من الإرادة الجماهيريّة للشعوب القاطنة في شمال سوريا قد اكتسبت صفة الشرعية لهذه الشعوب، وباتت تمثل إرادتهم الحرة. إنَّ أيَّ حلٍّ في سوريا لابدَّ من أن تكون الإدارة الذاتية الديمقراطية ومجلس سوريا الديمقراطية المظلة السياسية لقوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا مشاركة فيه وبقوة، لقد مللنا من المؤتمرات التي عقدت في جنيف وآستانا وسوتشي، والتي باءت بالفشل لأن من كانوا يدعون تمثليهم للشعب السوريّ من المعارضة كانوا يعبرون عن إرادة مشغليهم في تركيا ودول الخليج، وبعيدة كل البعد عن آمال السوريّين وطموحاتهم، بينما الإدارة الذاتية التي استُبعدتْ عن تلك المؤتمرات المُدارة من قبل أعداء الشعب السوريّ قد سلكت في بداية الأزمة منحى الخط الثالث ،ونادت بشعارات الديمقراطية لسوريا ولامركزية السلطة.
وبهذه الكلمات أنهى برادوست ميتاني حديثة حيث قال: لقد تعزَّز الشعور لدى معظم السوريّين أن الحل في سوريا يجب أن يكون سوريّاً صِرفاً، ويجب أن يكون الحوار سوريّاً وعلى الأرض السوريّة، لذلك أحيي الخطوة التي قام بها مجلس سوريا الديمقراطيّة بالتحاور المباشر مع النظام السوريّ في العاصمة دمشق، فالأزمة السوريّة تخصُّ السوريّين ويجب أن تحلّ بأيدي السوريّين، وهم المعنيون فقط بحلّها في العمل والنتيجة ولا أحد سواهم.
الحوار السوريّ السوريّ الحل الأفضل للخروج من تبعات الأزمة