الهاشمي يوجه نداءً: كونوا عوناً وسنداً للفقراء والمحتاجين

تقرير/ عادل عزيز –

روناهي/ قامشلو- تسعى جمعية السلام الإنسانية إلى مد يد العون لكل محتاج بحسب إمكاناتها في مناطق روج آفا لسد ثغرة مهمة في المجتمع الذي أصبح الكثير من أفراده مؤخراً يعانون من الفقر والبطالة وظروف معيشية صعبة بسبب انهيار الليرة السورية أمام الدولار وغلاء كافة السلع.

يعد تأسيس الجمعيات الإنسانية والخيرية من أفضل الأعمال التي يقوم بها الإنسان، وذلك لأن نفعها يشمل الفقراء والضعفاء والمحتاجين، والكثير من الناس الذين لا يصلون في حياتهم لمستوى الاكتفاء الذاتي، وذلك من خلال تأمين إحصاء وتوزيع الأموال الخيرية للوصول لحد الاكتفاء للفئات الأشد حاجةً، وتقديم المساعدات المادية، وبذل الجهد للحد من ظاهرة الفقر.

وبهذا الصدد كان لصحيفتنا لقاءً مع مدير جمعية السلام الخيرية “دوران الهاشمي” حيث أكد لنا في البداية بأنه “تسبب احتلال الجيش التركي ومرتزقته لمناطق سري كانيه/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض بتهجير الآلاف من مناطقهم قسراً، واحتياجهم للكثير ليعيلوا أسرهم بعد أن تركوا كل ممتلكاتهم وراءهم نتيجة التهجير، وبمبادرة شخصية شبابية تم جمع التبرعات وتسليمها للمهجرين، ومن ثم تطورت الفكرة والاندفاع نحو التنظيم أكثر فأكثر ليستفيد أكثر عدد من المحتاجين، وعلى هذا الشيء تم تأسيس جمعية السلام الإنسانية وتتبع هذه الجمعية للمؤتمر الإسلامي الاجتماعي الديمقراطي في شمال وشرق سوريا”، بحسب الهاشمي.

حملات على مواقع التواصل الاجتماعي

وتابع الهاشمي بأنه تم جمع التبرعات من خلال النظام الداخلي للجمعية وهي عبر وصولات الاستلام والتسليم للعمل بشكل نظامي وتنظيمي حتى يضمن سلامة العمل، وتابع بالقول: “يتم جمع التبرعات مما يقدمه الناس الخيريين والأصدقاء والمعارف وبعض الأشخاص الموجودون خارج البلاد، ويتم نشر حملات التبرعات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” ومع ظروف حظر التجوال وانتشار وباء كورونا المستجد تم إطلاق حملة لمساعدة الفقراء الذين تتضرروا مادياً بسبب الحظر نتيجة توقف أعمالهم”.

وأكمل الهاشمي بأنه يتم جمع التبرعات وتوزيعها في مدينة قامشلو، حيث تم توزيع ما يعادل (1.7) مليون ليرة سورية وفي منطقة ديريك تم توزيع حوالي (2) مليون ليرة سورية وفي مدينة الحسكة تم توزيع حوالي ما يقارب (500) ألف ليرة سورية وفي مدينة عامودا تم توزيع ما يقارب (300) ألف ليرة سورية، وأضاف قائلاً: “نشاطاتنا مازالت مستمرة وبالرغم من أنها بسيطة وبطيئة بسبب قلة الإمكانات ولكن مع مرور الأيام نأمل أن نوسع من عمل الجمعية لمساندة كل محتاج في مناطقنا”.

هدفنا تحقيق التكافل الاجتماعي

وأردف الهاشمي بأن الجمعية تهدف إلى زيادة ثقافة التكافل الاجتماعي والمساواة اجتماعياً بين الطبقات وتقريب الاقتصاد بين أفراد المجتمع، حتى يتم الحصول على مجتمع يسوده المساواة من الجانب الاقتصادي، ومساعدة الفقراء والمحتاجين المهمشين بالدرجة الأولى في المجتمع والوصول إليهم ومساندتهم سواءً كان مادياً أو معنوياً، مؤكداً بأن المساعدات تقتصر على بعض المبالغ المادية أو لباس أو سلات غذائية.

غياب شبه تام للمنظمات والجمعيات

وطالب الهاشمي من المنظمات الإغاثية والجمعيات الخيرية التي تعمل في شمال وشرق سوريا بمساعدة الفقراء والمحتاجين، والقيام بواجبهم، ونوه بالقول: “في الحقيقة أن أغلب الجمعيات والمنظمات لم يعملوا كما يجب، وكان هناك تقصير من جانبهم باتجاه المجتمع كما كان هناك نقد موجه لهم من قبل معظم المحتاجين”. كما طالب الجمعيات والمنظمات الأخرى بدعم جمعية السلام كونها “جديدة وناشئة” على حد تعبيره.

بالتعاون يتم محاربة الطبقية..

ووجه الهاشمي نداءً إلى الأغنياء وميسوري الحال في الخارج والداخل بأن يكونوا عوناً وسنداً للمحتاجين في هذه المرحلة والظروف الراهنة الصعبة للتخلص من الطبقية المجتمعية السائدة وليسود نوع من المساواة بين أفراد المجتمع، ويحصل الفقير على حقوقه الكاملة وبالتالي محاربة الطبقية وتحقيق إلى نوع من التكافل الاجتماعي.

وختم مدير جمعية السلام الخيرية “دوران الهاشمي” حديثه بضرورة أن يكون جميع أفراد المجتمع وبمختلف طبقاتهم وثقافاتهم جسوراً لبناء الخير والتواصل والمحبة وأن يعملوا يداً بيد من أجل مساعدة الفقراء والمحتاجين وبناء مجتمع متكافل اجتماعياً يسوده المحبة العدل والسلام.

ويذكر بأنه في الآونة الأخيرة وبسبب التدابير التي اتخذت ومنها حظر التجول للحد من انتشار وباء كورونا توقف عمل الكثير ممن يعملون أعمال حرة ويتقاضون أجور عملهم يومياً، وما زاد العبء على كاهلهم ارتفاع سعر كافة السلع بسبب ارتفاع الدولار وانهيار الليرة السورية، فأصبح الكثير من الناس يعانون من الفقر المقبع ومن أوضاع معيشية وإنسانية صعبة في كافة مناطق سوريا، الأمر الذي يتوجب تضامن الأيادي البيضاء والجمعيات والمنظمات مع الإدارة الذاتية لسد احتياجات المحتاجين.