سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أين للساسة الكرد من آمال الشعب في تحقيق الوحدة

رفيق إبراهيم –

مطالبة الشعب الكردي القوى والأحزاب السياسية الكردية بلم الشمل وتحقيق وحدة الصف ليست بجديدة، وكل مرة عندما يستبشر الكرد بتحقيق نوع من التوافق والتقارب، يأتي القلة ممن لهم مصالحهم الشخصية أو الحزبية لينسف الحلم الذي يراود الكرد لعقود طويلة من الزمن آملين تحقيقه في كل مرة.
وعندما طرح قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي مبادرته الأخيرة، استبشرنا جميعاً الخير وتحقيق الحلم فيها، وبدأت الاجتماعات واللقاءات الجماعية والفردية المكثفة مع جميع الأحزاب والقوى السياسية الكردية، وكانت صدى تلك الاجتماعات إيجابية في أكثر الأحيان. ما شكل ارتياحاً لدى الشارع الكردي بمختلف تياراته وانتماءاته السياسية وحتى على المستوى العام، ومنذ طرح تلك المبادرة وحتى الآن ينتظر الشعب الكردي الفرج والتوافق ووحدة الصف الكردي.
وبخاصة أن الظروف لم تعد تحتمل التشتت الذي يسعى الأعداء لإثارتها والعمل لتقوية جذوره، وبث الفتنة والنعرات والفرقة بين الأطراف الكردية كي يحققوا ما يخططون له، وضرب المكتسبات التي تحققت في كل مكان من كردستان، ونحن مقتنعون تماماً بأن الأعداء الكرد لديهم سواء، ولا فرق بين من يتحدث الكردية في أي مكان كان، فمخططهم يستهدف الجميع وحتى الكردي الجيدين في نظرهم مفاتيح وأدوات لديهم لتحقق أهدافهم، ومتى تنتهي مصالحهم سيرمونهم على المزابل كما ترمى القاذورات.
وفي الأيام الماضية كانت التصريحات إيجابية حول التوصل إلى نوع من التوافق الذي قد يؤدي في النهاية إلى اتفاق وتصالح ووحدة بين الكرد، لذلك من الواجب والضرورة أن نسعى جميعا وبالدرجة الأولى القوى السياسية وهي المعنية بالدرجة الأولى أن تستجيب لنداءات الجماهير الكردية في كل مكان، وتعمل المستحيل في سبيل هذا المطلب الملح، لطالما يقولون بأن مطالب الشعب الكردي هو هدفهم الأساسي والمنشود. ومطلب تحقيق الوحدة مطلب جماهيري وطني وهي من أولى الأولويات التي يجب أن تكون، لما به من أهمية بالغة الآن، كي نسد الطريق أمام من يسول به نفسه بضرب مكتسباتنا واحتلال أرضنا التي ارتوت بدماء الشهداء، وإفشال مشروعنا الديمقراطي، وتحقيق الوحدة الكردية ستستفيد منه شعوب المنطقة أيضاً، لما لها من قوة كبيرة بإمكانها الوقوف في وجه جميع المخططات التي تستهدف المنطقة وبخاصة من قبل دولة الاحتلال التركية.
ومن هنا أناشد الساسة والقوى الكردية أما كفانا ما حدث ويحدث من قتل وتدمير وتهجير وتغيير ديمغرافي لمناطقنا، إلى متى سيتحكم الآخرين بمصائرنا، وإلى متى سنبقى بيادق وسيوفاً لتحقيق أهداف الأعداء، لقد بلغ السيل الزبى، اعقلوا أيها الساسة فالخطر قادم والأوقات عصيبة فهل وصلت الرسالة!؟.