No Result
View All Result
المشاهدات 1
إعداد/ عادل عزيز –
روناهي/ قامشلو- التكافل الاجتماعي هو نمط يمثل العلاقات والروابط بين أفراد المجتمع، ويعني التعاون والتشارك والتقاسم والتراحم في أوقات الشدة والضيق وهو من السلوكيات الحميدة الجيدة والحضارية، التي يتصف بها الإنسان الحسن السوي، إذ أن التكافل والتعاضد يعكس ويجسد التربية والأخلاق العالية العظيمة التي يتحلى بها الإنسان المعطاء والمضحي في سبيل الآخرين، وتدل على أصالته وكرم أخلاقه وتربيته الحميدة.
أصبحت الدول اليوم تتداول إحصائيات عدد الإصابات بفيروس كورونا كوباء عالمي فتاك خطره يتجلى في سرعة انتشاره، لكن لن نتحدث عن تداعيات هذا الفيروس، وإنما سنستغل هذا الموضوع لتسليط الضوء على المجتمع ومدى تكافله في ظل الأوضاع الراهنة التي يعيش فيها العالم بأسره.
الدعوات إلى التضامن والتكافل الاجتماعي
لقد نشطت في الأيام الأخيرة الدعوات إلى التضامن والتكافل الاجتماعي بين المواطنين على المستويات كافة، بدءاً من العائلات الصغيرة إلى الأحياء أو القرى والبلدات، وصولاً إلى المدن والمؤسسات الكبرى، وتمّ إطلاق العديد من المبادرات الفردية والشخصية والمؤسساتية والمختصة من أجل إشاعة أجواء التكافل الاجتماعي والوقوف إلى جانب البعض للتخفيف من آثار وتداعيات الوباء والأزمة الاقتصادية على العائلات الفقيرة والمحتاجة والأشد فقراً، وهي مبادرات لها دورها الكبير والمؤثر في مثل هذه الحالات التي تصيب المجتمعات وتفتك بها.
التكافل تخفّف من الأعباء
أنّ مثل هذه المبادرات في ظل الأوضاع التي يمرّ بها البلد تعدّ من الأسباب الحقيقية للتغلّب على الوباء والأزمات، فإشاعة أجواء التضامن والتكافل في مثل هذه الأجواء تخفّف من الأعباء من ناحية، وتُشعر أن الناس لبعضها، وتفتح أبواب الرحمة الإلهية ولذلك فإن الدعوة مفتوحة لكل من يجد في نفسه قادر على أن يكون شريكاً في مثل هذه الحملات للمبادرة والإسهام ولو بقدر ضئيل أو قليل فهو أفضل من الحرمان، كما أنّ الدعوة موجّهة للعائلات المتعفّفة والفقيرة كي تحافظ على تعفّفها فلا تأخذ إلَا ما هو حاجة أساسية لها يبقيها على صمودها واستمرارها، فهي معركة الجميع في مواجهة هذا الوباء.
مساندة الفقير
في كثير من الأحيان يمكن للإنسان أن يحوّل المحنة إلى منحة، وأمام هذا الوباء الذي فتك بالعالم يمكننا أن نستعيد الكثير من القيم التي لطالما كانت الحصن الحصين لمناعة مجتمعنا، ومنها قيمة التكافل الاجتماعي التي تجعل الفقير يشعر بالغنى في ظل مجتمع لا يتخلّى عنه، والغني يشعر بالراحة النفسية وهو الذي يساند الفقير حتى لا يصل الوباء إلى كل مكان، وبذلك يمكن أن تتحوّل المحنة إلى منحة إنسانية تسمح للإنسان بإعادة استجماع قواه من جديد لمواصلة الصمود في معركة مكافحة الوباء.
وفي هذه الأيام العصيبة التي نمر بها، نتيجة فيروس كورونا المستجد، الذي عم العالم بأكمله، وعكس آثاره السلبية وضرره الكبير على مجمل الحياة الاجتماعية والاقتصادية والعملية والثقافية، فكم نحن بحاجة للتعاضد والتكافل الاجتماعي. وواجبنا أن نتوحد في الهم المشترك، وأن نكون عناصر ايجابية نقف إلى جانب أهلنا وأحبابنا وأبناء شعبنا وتقديم المساعدات للمحتاجين الذين فقدوا مصادر الرزق، كي نجتاز المحنة ونتجاوز المرحلة الراهنة.
No Result
View All Result