سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ناجية من الأنفال تكشف أحداث تلك الإبادة

سجن النظام البعثي شازاده حسين من منطقة كرميان بحجة علاقة أسرتها مع الثورة وانضمام أحد أشقائها لصفوف البيشمركة. يسوق البعث زوجها وولدها إلى الأنفال، فيما تنقذ شازداه نفسها وفتاة أخرى بعد تمكنهما من الفرار.
بدأت حملة الأنفال لإبادة الكرد من قبل النظام البعثي سنة 1988 على 8 مراحل متواصلة، ومن ضمنها شهدت منطقة كرميان الأنفال بدءاً من السابع من نيسان سنة 1988، وشملت هذه الحملة جميع قرى وبلدات المنطقة بدءاً من جمجمال وكفري حتى ليلان وكلار ومروراً بزنانه وسنغاو وزنانه وغيرها من البلدات والقرى، حيث أبيدت أكثر من 500 قرية و4 بلدات بشكل كامل، بعد أن نقل النظام البعثي عشرات الآلاف من السناء والأطفال والمسنين إلى صحراء عرعر ومعتقلات دبس ونوغرى سلمان عبر المركبات العسكرية، وقاموا بدفنهم أحياء.
فعل النظام البعثي ما فعله داعش بالأبرياء
ووسط كل تلك المعمعة وصرخات النساء والأطفال، تمكن عدد الأشخاص من الفرار بشتى الطرق والوسائل، من بينهم شازاده حسين، التي تنحدر من قرية بنارغل ضمن حدود منطقة كرميان.
تعرضت شازاده إلى الاعتقال مع والدها في البداية لمدة 3 سنوات في محافظة ديالى، ولقيت هناك أبشع أنواع الظلم والتعذيب.
أثناء وجودها في السجن، تتلقى شازاده نبأ استشهاد شقيقها في إحدى الكمائن للعملاء المتحالفين مع النظام البعثي، وبعد قضاء 3 سنوات في السجن تعود شازاده برفقة والدها إلى القرية، ومع بدء المرحلة الثالثة من الأنفال في كرميان خلال نيسان 1988 يقوم النظام البعثي باعتقال زوجها وابنها والعديد من أقربائها وأنفلتهم، لكن شازاده تتمكن من النجاة برفقة امرأة أخرى.
تحدثت شازاده لوكالة Rojnews حول قصتها نجاتها، مشيرةً في البداية إلى فصل النساء عن رجال القرية بدون أي رحمة ونقلهم بعدها إلى قرية قادر كرم، وأردفت: “كنا نعلم أنهم يأخذوننا إلى الموت، واستطاع حينها بعض الناس الاختباء في منازلهم.”
ولفتت شازاده إلى مشاركة طائرات الهليكوبتر والدبابات والمدرعات في حملة الأنفال آنذاك، وكانت تتقدمهم قوات العملاء المتعاونين مع النظام البعثي، ويطلق المجتمع الكردي على هؤلاء العملاء اسم “الجحوش”.
حيل لإبادة الجميع
أوضحت شازاده أن بعض الأشخاص اضطروا إلى تسليم أنفسهم بسبب تضورهم جوعاً بعد الحصار الذي فرض على القرية، لكنها لم تسلم نفسها، وتابعت بالقول: “بعد مدة دعا الجنود جميع الناس، وقالوا بأنهم يوزعون الطعام، كانوا يريدون إلقاء القبض علينا بهذه الطريقة، لكننا لم نصغِ إلى دعواتهم هذه. بعد ذلك قاموا باعتقال زوجي وأحد أبنائي ونقلوهم عبر سيارة عسكرية، ومن لم أراهم منذ ذلك الوقت”.
وحول ما عاشته في الأنفال وبعد تمكنها من الهروب والنجاة، تحدث شازاده حسين قائلةً: “بعد 14 يوماً تمكنت برفقة امرأة أخرى من الفرار من قرية قادر كرم والوصل إلى عدد من الأصدقاء، لكن الجميع كانوا يخشوننا، بسبب خوفهم من عودة النظام البعثي للبحث عنّا. مكثنا بقدر 9 أيام لدى أحد أقربائي، وأخبروني مرتين بأنهم سيقومون بتسليمي للنظام البعثي إن لم أذهب إلى مكان آخر، فاضطررت بالتوجه إلى خورماتو في البداية، ومن ثم توجهت لمنزل شقيقي في كفري”.