No Result
View All Result
المشاهدات 0
إعداد/ عادل عزيز –
روناهي/ قامشلو- “في زمن كورونا” أصبح متداولاً انتشار العديد من الطرائف عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، ولعلها لم تأت من فراغ، فبعد أن أجبر الحجر المنزلي أفراد الأسرة على الجلوس معاً طوال الوقت، نتج عن ذلك العديد من المشاكل والخلافات العائلية.
طرائف ونكت انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي سلطت الضوء بطريقة “فكاهية” على أن زيادة نسبة الطلاق تعد من النتائج التي قد سنخرج بها بعد الانتهاء من أزمة فيروس كورونا، جراء الخلافات التي تنشب بين الحين والآخر بين المتزوجين، في حين لم يستبعد أخصائيين زيادة عدد هذه المشاكل، معتبرين بأن الأصل هو أن تكون هذه الفترة “فرصة” للتقارب وتقوية الروابط، واجتماع أفراد الأسرة وتبادل الآراء، وإيجاد نشاطات مشتركة.
علاقات مضطربة تفقد الأسرة معناها..
المشاكل الأسرية تعني وجود نوع من العلاقات المضطربة بين أفراد الأسرة والتي بدورها تؤدي إلى حدوث التوترات سواءً أكانت هذه المشاكل ناتجة عن سوء سلوك أحد أفراد الأسرة أو الطرفين الرئيسيين فيها، وتؤدي كثرة الشجار والاختلاف بين الأبوين أو بين الأبناء أو بين الأبناء والأبوين إلى جعل الأسرة في حالة اضطراب، ويفقد الأبناء معنى الأسرة واحترامها والانتماء لها، هذه المواقف ربما تحصل في ظل حظر التجوال كون أفراد العائلة تبقى مع بعض البعض لساعات طويلة ناهيك عن الروتين اليومي لدى بعض العائلات.
إلا أن الواقع المجتمعي في الظروف العادية والطبيعية، ونتيجة الانشغال في العمل والحياة، فرض على أفراد الأسرة أن تكون لهم لقاءات محددة مع بعضهم بعضاً وفي أوقات معينة، فكانت اللقاءات مقتصرةً أغلب الأحيان على ساعات، يتخللها حديث حول يومياتهم أو متطلباتهم الأسرية.
أبرز أسباب المشاكل الأسرية؟
ومن أسباب المشاكل الأسرية التي تظهر في معظم الأسر والتي ازدادت بعد فر ض الحجر الصحي، سواءً كانت بين الأبوين أو بين الأبناء، هو عدم فهم طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة من حيث اختلاف الرغبات وطريقة التفكير، والاهتمامات فيما بينهم وهذا الاختلاف في محلّه، حيث أن العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تقوم على الاختلاف لا على التشابه وإن التركيب العضوي والنفسي عند الرجل مختلف عن المرأة، لذا فأن نقص الخبرة والوعي لدى الأبوين بهذه الأمور تؤدي إلى الخلاف بينهم، وبالتالي ينعكس سلباً على الأسرة كلها.
تجنب الأجواء المشحونة بالمشاكل
إلا أن هناك أسباب أخرى للمشاكل الأسرية، وتشمل التغير الاجتماعي والجهل بخصائص نمو مراحل العمر المختلفة، وهذا النوع من الخلافات قد تحدث في هذه الفترة بالتحديد، ولكن يجب إعادة توجيهها لتصبح فترة لبناء قواعد جديدة صحية مبنية على أن الإنسان دائماً يكون عصبياً في حالة الإجهاد والتعب والضغط النفسي، لذلك، وبالذات في هذه المرحلة الحساسة يجب ألا تكون الأجواء الأسرية مشحونة بالمشاكل.
الأبوان هما القدوة الحسنة للأبناء..
وفي هذه الظروف يجب أن تتجلى القيم والأخلاق الفاضلة، ومنها إيجاد الصبر والحكمة والتكافل والتعاون. فالأسرة يجب أن تكون الحاضنة لهذه الأخلاق الحميدة، وأن تربي الأبناء عليها، ويتوجب على الأبوان أن يكونا قدوة حسنة للأبناء، ففي هذه الظروف الصعبة يجب أن يتجاوز الناس عن خلافاتهم، ويكونون أكثر تسامحاً. ووجود الأسرة تحت سقف واحد لطوال مدة الحجر الصحي يتوجب أن تكون فرصة لتمتين العلاقات بين الزوجين والاهتمام أكثر بالأبناء والتعاون في شؤون المنزل ومتابعة دراسة الأبناء عن بعد لخلق أسرة سليمة، وبالتالي خلق مجتمع سوي.
يجب أن نعمل على تقوية لحمة المجتمع، وقوة الأسرة هي من قوة للمجتمع، ونحن على يقين أننا سنتجاوز هذه الأزمة وسنصبح أكثر قوة ولحمة، وأسرنا أكثر ألفة ومحبة وتماسك، ليروي الصغار في المستقبل كيف أبدعت أسرهم في التعامل مع المرحلة.
No Result
View All Result