شكلت الأزمة السورية التي امتدت لسنواتها التسع تحدياً للشعب السوري الذي كانت في فترة ما مادة الخبز محورها الأساسي الذي لا يمكن تجاهله عند المواطن السوري؛ لارتباط هذه المادة بمعاني الأمن الغذائي عند غالبية المجتمع. في حين كانت مادة الخبز ذاتها لسنوات عديدة تمثل ذروة الصراع السوري، إذ استغلت المجموعات المرتزقة أهمية المادة لممارسة الضغوط المادية والنفسية على سكان المدينة؛ لكون العوائد المالية من بيع الخبز تعود بشكل مباشر للمرتزقة دون أي اعتبارات أخرى تهدد بذلك لقمة المواطن من الارتفاع والابتزاز أيضاً، ناهيك عن فقدانها في كثير من المرات؛ بسبب سرقة محتويات الفرن الآلي الذي كان يشكل العمود الفقري لإنتاج مادة الخبز للمدينة، إضافة لكل ذلك فقدان المقومات الأساسية ومستلزمات إنتاج مادة الخبز؛ كمادة الدقيق والخميرة والأكياس وغيرها لا سيما مادة القمح التي أضحت مفقودة بعدما كان يزودها المزارع للمطاحن محلياً في السابق.
وتقوم الإدارة العامة للمخابز على تأمين المصاريف التشغيلية ومواد الإنتاج الأولية، كمادة القمح الذي يبلغ سعره 200 ليرة سورية بالسوق الحرة مع العلم أن إنتاج قمح مدينة منبج وريفها، والمنتج محلياً لا يغطي إنتاج شهر واحد. وبمقتضى الاستمرار في الدعم تقوم الإدارة العامة للمخابز؛ بجلب مادة القمح من مناطق إقليم الجزيرة في شمال وشرق سوريا فضلاً عن تقديم دعم في أجرة التوصيل والتحميل والتنزيل ثم حين وصول مادة القمح لمدينة منبج وتكلفة طحنه في المطحنة العامة، ومن ثم أجرة تحميله من المطحنة وتوزيعه على الأفران، إلى جانب نفقات أخرى من الأكياس والملح والخميرة والمازوت وأجور العمال وأجور الموزعين حتى يصل إلى أبعد القرى عن طريق معتمدي الخبز، حيث تبلغ في نهاية الأمر تكلفة إنتاج ربطة الخبز في الفرن الآلي قرابة 325 ليرة سورية بينما تباع بسعر 100 ليرة سورية.
السابق بوست