No Result
View All Result
المشاهدات 2
تقرير/ عادل عزيز –
روناهي/ قامشلو- ترك فيروس كورونا الجديد بصمته على كل نواحي الحياة وعلى دول بأكملها، شلت الحدود وأُغلقت، اقتصادات عالمية تباطأت، ومدارس أُقفلت، هذا الوباء يهدد الروابط الاجتماعية ويطلق العنان لشكل خفي من حرب أهلية يكون فيها كل واحد حذراً من جاره، فانتشار الأوبئة يشكل دوماً امتحاناً للمجتمعات البشرية.
نشر الشائعات الكاذبة
“نشر الشائعات حول فيروس كورونا”، من المؤكد أن هذه السلوكيات أخطر على المجتمع من الفيروس نفسه، ففي هذه المرحلة لا يجب إثارة القلق أو الزعر الغير مبرر، وفي الوقت ذاته يجب عدم الاستهانة بالموضوع، فالأمر الذي يسبب قلقاً في المجتمع يخيف الناس أكثر من انتشار الفيروس، ويجب على الجميع تحمل المسؤولية تجاه المجتمع والآخرين.
أثره على العادات والتقاليد
فهذا ليس الوباء الأول في تاريخ الإنسانية الذي يجعل الناس مجبرين على تغيير الكثير مما يفعلونه بشكل آلي، والنظر إلى الكثير من العادات باعتبارها جزءاً أصيلاً من هويتهم، وطرق التعبير عن مشاعرهم ومواقفهم، مثل الزيارات الأسرية، وارتياد أماكن التجمعات البشرية في الأسواق ودور السينما والأندية وبعض المراكز الخدمية التي تقدم خدمات يحتاج إليها أغلبية المواطنين، فضلاً عن الأماكن التي لا غنى عن الذهاب إليها لكل فرد مثل المدارس والجامعات وأماكن العمل، أياً كان نوعه.
تغيير أساليب المصافحة
اليوم ينطق وباء “كورونا” ليقول لبعض المجتمعات إنها في حاجة إلى تغيير أساليب المصافحة، وبعض أنماط العيش، إذ لم يعد من المستساغ أن يقبل الرجال أمثالهم، والنساء أمثالهن، حين يلتقي الجميع، كما جرت العادة، كأن يلقي أحدهم أربع قبلات بالتتابع على خد صديقه أو زميله حين يقابله.
تأثيرات اجتماعية
هناك تأثيرات اجتماعية أعمق من هذا بكثير، حيث سيضطر الناس في أماكن تفشي الوباء إلى التكالب على تخزين السلع، وإظهار تجار الأزمات، الذين يشبهون أثرياء الحروب، وستخلو الأماكن العامة من مرتاديها، وسينخفض التزاور بين الأقارب والأصدقاء إلى أدنى حد، وقد يقتصر على التواصل عبر الشبكات الاجتماعية على الإنترنت، وستكون السلطات على محك اختبار من قبل الشعوب، حيث ستقاس كفاءتها في إدارة الأزمة، ومدى اهتمامها بالناس، وما إذا كانت تمارس تعتيماً أم شفافية.
تبعات سلبية للحجر الصحي
لكن الحجر الصحي له تبعات سلبية إذ قد يؤدي إلى انهيار التواصل الاجتماعي، خصوصاً بالنسبة للأفراد الأكثر تهديداً بالعزلة والوحدة، بينهم المسنون وذوو الاحتياجات الخاصة أو من يعانون من أمراض ويمكن للفرد أن يكون منعزلاً اجتماعياً من دون أن يكشف عن شعوره بالوحدة، كما يمكن أن يكون وحيداً دون أن يكون منعزلاً اجتماعياً. إلا أن الحالتين من شأنهما التأثير سلباً على الصحة العقلية والجسدية. ولكن البقاء في المنزل هو القرار الذي اتخذته الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والكثير من الدول العالمي لدرء خطر فيروس كورونا.
الحجر الصحي يعني تغيير أنماط الحياة الاجتماعية والاقتصادية. وتسجيل عشرات آلاف الإصابات وآلاف الوفيات خصوصاً في صفوف المسنين والأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية، تنصح المنظمات المعنية بالصحة العامة وسلطات البلدان باتباع عادات وتفرض إجراءات بهدف الحد من انتشار “كوفيد-19” الذي أثار الذعر في مختلف المجتمعات، بينما يخشى خبراء من أن احتواءه بات صعباً.
لكن لا أحد يعلم حتى الآن ما إن كان العزل المنزلي المرتبط بالوباء العالمي، سيؤثر على الأشخاص الأكثر عرضة للخطر. ومن سيفلون من أسوأ العواقب، ستتراجع نوعية حياتهم بشكل أو بآخر في ظل إغلاق النوادي والأنشطة الدينية والترفيهية وغيرها.
No Result
View All Result