القراءة …ثقافة حياة

أحمد يوسف –

بعد انتهاء الأسبوع الثقافيّ المتميّز، الذي تمثّل بمعرض الكتاب الثاني في مدينة قامشلو، وما رافقهُ من فقراتٍ أدبيّةٍ وفنيّة، لا يسعنا إلا الفخر وتقديم جزيل الشكر للجنود الذين وقفوا وراء نجاح هذا المعرض وتنظيم فعالياته -المعروفين منهم والمجهولين-، أمضينا أياماً جميلة، مفعمة بالألفة والأجواء ثقافيّة بامتياز، وأقول: إنَّ هذا الإنجاز هو ثمرة الحرية والمساواة والعدالة، فلم أعهد قبلاً فعّاليّة بحجم هذه الفعاليّة حيث ترى فيه كلّ الموجودين سواسية، لا رئيس ولا مرؤوس، الكلّ كان مسؤولاً، والكلّ كان رئيساً، والكلّ كان مرؤوساً، نعم إنها الحرية والديمقراطيّة التي حرّرت العقول من الفكر السلطويّ فأنتجت هذه الثمرة الغالية النادرة، وكان لا بدّ من ذكر هذه النقطة للأمانة، ولأنّ هؤلاء –الجنود- يستحقّون الشكر والثناء.
ومع ذلك لا يخلو الأمر من بعض الشوائب قد يغفل عنها أصحاب الشأن بتنظيم المعرض، لكن الصدق-أيضاً- تكاد هذه الشوائب لا تُذكر لأنّها أمور بسيطة يمكن تلافيها بسهولة، فمثلاً إنّ موضوع التعريف بالكُتَّاب الذين كانوا موجودين ومشاركين في المعرض كان أمراً غائباً في هذا المعرض، وكان الأجدر أن نقدّم هؤلاء الكتّاب ونشكرهم أمام الجميع ونعرّف بأعمالهم لنعطيهم دفعاً ودافعاً للاستمرار بالنتاج الأدبيّ وتطويره، وكذلك شاهدنا أدب الأطفال شبه غائب، حيث كان عددُ كتب الأطفال قليلاً جداً، ومنها-على سبيل الذكر لا الحصر- كتابٌ للكاتب عبد المجيد قاسم بعنوان «أدب الاطفال في الثقافة الكرديّة- ولعل البعض يتساءل لماذا كتب الأطفال، أو بالأحرى أدب الأطفال؟
والإجابة هي في هذا الاقتباس الذي يحدد تعريف أدب الأطفال: (يعرف أدب الأطفال بأنّه الكلام الجيد الذي يُحدث في نفوس الأطفال «فنه» سواء أكان شعراً أم نثراً وسواء أكان شفهياً أم تحريرياً، ويدخل في هذا المفهوم قصص الأطفال ومسرحياتهم وأناشيدهم ، ويقول آخرون إن أدب الأطفال هو كل خبرة أدبية لغوية ممتعة وسارَّة بشكل فني يمرُّ بها الطفل ويتفاعل معها، فتساعد على إرهاف حسِّه وتعمل على السمو بذوقه، ونموه المتكامل وتساهم في بناء شخصيته وتحديد هويته وتعليمه فن الحياة).
إذاً فلهذا الأدب دورٌ كبيرٌ في البناء القوميّ والوطنيّ وتحديد شخصية الطفل وتطويرها وتوجيهها نحو كلّ ما هو مميز، لذلك كان الأجدر أن نهتم بهذا الأدب بشكل أكبر وأوسع.
وبشكلٍ عام كان هذا المعرض لافتاً حقاً ولاحظتُ تطوراً كبيراً في النسخة الثانية للمعرض، حتى من ناحية الإقبال من قبل العامة الذين توافدوا بشكل لافت خلال أيام المعرض، كذلك كان التنوع في العناوين والمضمون والمحتوى المتنوع، لقد قلنا: إنّ أكمل وأبرز أهداف هذا المعرض هو تنمية الصلة بين العامّة والكتاب لنحيا بالقراءة، كما جاء شعار هذا المعرض الجميل، وبالفعل لقد كان تجديداً وتأكيداً على هذه الصلة التي لن تنقطع ما دام هناك كهذا المعرِض الذي ساهم ويساهم في تقوية الرابط بين القارئ والكتاب.
أتمنى أن نحافظ على هذه الروح بماء العيون ونعمل كلنا معاً لمزيد من الإنجازات ومزيد من الثقافة… لأننا… بالقراءة نحيا.