ليس بعيد عن مدينة منبج باتجاه الجنوب، وبمسافة عشرة كيلو متر، تقبع قرية قرعة صغير على سفح جبل مرتفع متوجه نحو الشمال. ويبلغ ارتفاع الجبل نحو ستين متراً عن سطح الأرض، ويبلغ عدد السكان حوالي 1100 مواطن، و230 أسرة، و50 لاجئ. ينتسب أفراد هذه القرية إلى عشيرة الدمالخة التي سكنت القرية منذ نحو 100 عام إلى جانب قلة قليلة من عشيرة الجيس، وكان فرداً واحداً لكنهم صاروا 10 أسر حالياً.
وسميت القرية بهذا الاسم نسبة إلى قمة الجبل الصخرية، والتي تبدو للناظر من بعيد، كما لو أنها قرعة خالية من الأشجار والنباتات.
ويمتهن أهل هذه القرية الزراعة والتجارة والتعليم، وتبلغ مساحتها قرابة 800 هكتاراً، وتوجد فيها مدرسة للمرحلة الابتدائية وأخرى للإعدادية وثلاثة مساجد. تشتهر القرية بالزخم المعرفي الهائل لدى أهلها المتعلم، ومدى حرصهم على العلم والمعرفة من وجود 20 طبيب وطبيبة في كل المجالات، فضلاً عن وجود 100 معلم ومعلمة و4 صيادلة و10 مهندسين وعشرات المعاهد المختلفة.
يعمل أغلب أهلها إلى جانب ذلك، في تجارة الحبوب والأغنام. أما أهم ما يميزها، هو وجود خزان الماء الذي يروي مدينة منبج بالماء ويرتفع عن سطح المطاحن 40 متراً مما يسهّل جريان الماء بانسيابية على مدينة منبج، وقد تأسس عام 1985وتم تزويدها بالكهرباء بـ1986وبالماء في1987. وتشتهر القرية أيضاً بوجود آثار أم السرج في السفح الغربي للقرية الذي يفصلها فيما بينهما الطريق العام، وهي آثار رومانية قديمة، ذُكرت في أكثر من مصدر تاريخي، وفيها عين ماء لا زالت تجري حتى الآن.
كما وتشتهر بصناعة دبس العنب، وهي ماركة مسجلة باسم القرية. وتشتهر بزراعة أشجار عديدة أهمها؛ الفستق والعنب واللوز والزيتون، كما هنالك زراعة للخضار بكافة أنواعها.