لا يفتأ أردوغان يتغنّى بالأمجادِ الوهميّة لأسلافه العثمانيّين وقال: “لقد جعل أسلافنا من أيّ مكانٍ الناسَ ينعمون بالازدهار، لدينا تقاليد الدولةِ التي أرست بيئةً آمنة وسلاماً في جغرافيا واسعة، تمتدُ من أوروبا الوسطى إلى أفريقيا لقرون”.
خلالَ العدوانِ على عفرين ادّعت وكالةُ الأناضولِ الرسميّة أنّ الجيشَ التركيّ عثر على منزلٍ استخدمه مصطفى كمال أتاتورك مقراً له عندما كان قائداً للجيش السابعِ في فلسطين خلال الحرب العالميّة الأولى ويقعُ في بلدة راجو، وقالت إنّ أتاتورك انتقل في تشرين الأول 1918 إلى حلب ومنها إلى عفرين. وفي 7/7/2018 قال والي هاتاي أردال أطا إنّه أصدر تعليمات بإحياءِ وترميمِ المنزلِ الذي أنشئ عام 1890 بهدفِ تحويله إلى متحفٍ.
إلا أنّ المؤرخَ الليبيّ الشيخ الطاهر الزاوي الذي وُلد أواخر القرن التاسع عشر وعاصر نهايةَ الحقبةِ العثمانيّة في ليبيا، كان قد صحّح ونقح التاريخ وأعاد كتابته على أسسٍ رصينةٍ، ويذكرُ عدمَ استقرارِ الحكمِ العثمانيّ في ليبيا ورفض الأهالي له، وأنّ ذلك كان سببَ الإقالةِ السريعةِ للولاة فتمَّ تعيين 15 والياً خلال أعوام (1855-1881) وختم المؤرخُ الزاوي توصيفه لفترة الحكم العثمانيّ في ليبيا بقوله: “لم يرَ فيها الليبيون من آثار الحكمِ الصالحِ ما يحملهم على ذكره بخير” وهذا الوصفُ الشاملُ للحقبة الشنيعة من 1551-1911 التي يحاولُ أردوغان استعادتها.
انتقد شادي لويس، في تحليل نشره في موقع المدن في 26/5/2017 بعنوان “قيامة أرطغرل: تلفزة الأمة وتتريك الإسلام”، فقال: “ينظر للمسلسل بوصفه رداً فنيّاً على مسلسل “حريم السلطان” الذي لطالما انتقدته قيادات حزب العدالة والتنمية بوصفه تشويهاً لتاريخ الخلافة العثمانيّة وسلاطينها”. فالمسلسلُ موجّهٌ إلى الداخل لخدمةِ خطاب حزب العدالة والتنمية وأيديولوجيته، وسلسلة المؤامراتِ الداخليِّة والخارجيّة ضد بطل المسلسل تؤكّدُ خطابِ الخطرِ الذي لطالما استخدمه أردوغان، وتوسّع في استخدامه بعد الانقلاب الفاشل، وكأنّه يريد أن يقول “إنّ التهديدَ الذي تتعرض له تركيا من الخارج والداخل، هو امتدادٌ لمعركةٍ طويلةٍ وتاريخيّةٍ ترجعُ إلى لحظة تأسيس الأمة نفسها”.
السابق بوست