جبرائيل مصطفى: “الدولة التركية المحتلة تتحمّل مسؤولية ما يجري في المنطقة”

أكد الناشط الحقوقي وعضو منظمة حقوق الإنسان في عفرين جبرائيل مصطفى إن القصف التركي على قرى في عفرين ومقاطعة الشهباء حصد أرواح عدد من المدنيين خلال شهرين. وأشار إلى أنّ دولة الاحتلال التركي ترتكب جرائم حرب على الأراضي السورية ومع كل أسف تحت أنظار المجتمع الدولي الذي لا يأبه بما يجري، وأضاف: “الدولة التركية تتحمّل مسؤولية الجرائم التي ترتكبها المجموعات المرتزقة في المناطق المحتلة من شمال وشرق سوريا”.

المحتل التركي يستهدف المدنيين في كلِّ مكان

جاء ذلك خلال اللقاء الذي أجرته وكالة هاوار للأنباء معه، حيث تحدث بالقول: “إن جرائم الاحتلال التركي والفصائل التابعة له في شمال وشرق سوريا بشكل عام وعفرين بشكل خاص، هي جرائم ممنهجة وتخالف بهذا القانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف الأربعة وبخاصة المادة الثالثة المشتركة بين هذه الاتفاقيات. لم تتوقف انتهاكات دولة الاحتلال التركي والفصائل التابعة لها بعد احتلالها عفرين، ومنذ دخولنا عام 2020 تضاعفت الانتهاكات وطالت حتى المُهجّرين إلى مقاطعة الشهباء وعلى قرى مقاطعة عفرين التي لم يحتلها الجيش التركي ومرتزقته”.

وأفاد مصطفى أنه خلال شهري كانون الثاني وشباط استشهد عدد من المدنيين في قصف الاحتلال التركي ومرتزقته، وراح ضحية القصف اليومي الذي تشهده مقاطعة الشهباء وناحية شيراوا ستة شهداء مدنيين بينهم أطفال، وجرح 12 مدني، وآخر نتائج هذا القصف كانت مجزرة قرية آقيبة التي ارتكبها الاحتلال التركي في 25 شباط من الشهر المنصرم والتي راح ضحيتها ثلاثة شهداء مدنيين وجرح ثلاثة آخرين.

 هدفها استكمال الاتفاق الملّي بالمنطقة

ولفت مصطفى إلى أهداف الاحتلال التركي من هذه الهجمات بقوله: “الهدف هو تحقيق الاتفاق الملي وتحقيق مشروع مصطفى كمال أتاتورك الإصلاح الشرقي، والذي حاول أن يطبّقه في باكور كردستان. إن هذه المادة بالذات هي من أخطر المواد الذي تبناها أتاتورك وتاريخها غير محدود إلى حين أن تتحقق بالكامل وإن هذه الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال التركي هي استكمال لذلك المشروع التوسعي”.

وبيّن مصطفى نتائج القصف المستمر بقوله: “هذا القصف تسبب في حرمان آلاف الطلبة من الذهاب إلى مدارسهم؛ نتيجة خوف الأهالي والطلبة من القصف، كما أن الأماكن الدينية لم تسلم من القصف، ففي شهر شباط المنصرم من هذا العام تم قصف جامع قرية شيخ عيس في مقاطعة الشهباء. وأثبتت منظمة حقوق الإنسان في مقاطعة عفرين ـ سوريا أن تركيا هي التي تسيطر على المجموعات المرتزقة من النواحي القضائية، التنفيذية والمجالس المدنية والعسكرية، علماً أن المنظمات الدولية والحقوقية قد أصدرت بيانات أدانت تلك الجرائم جملةً وتفصيلاً.”

 المنظمات الدوليّة تعتبر الانتهاكات جرائم حرب

وتابع: “إن المنظمات الدولية قد أصدرت بيانات اعتبرت الجرائم التركية هي جرائم حرب، وأصدرت اللجنة المستقلة لتوثيق الانتهاكات في سوريا ومنظمة هيومن رايتس واتش بياناً في عام 2019 أكدت فيه أن الجرائم التي اُرتكبت في عفرين هي جرائم حرب نفذتها الدولة التركية، والفصائل التابعة لها من حيث القتل والدمار وارتكاب المجازر وإحداث تغيير ديمغرافي فيها، وأدانت هيئة الأمم المتحدة الدولة التركية عما تفعله من انتهاكات في سوريا خلال بيان أصدرته في هذا الشهر”.

وفي نهاية حديثه؛ ناشد الناشط الحقوقي وعضو منظمة حقوق الإنسان في عفرين جبرائيل مصطفى الجهات الدولية المعنية بالتدخل الفوري لإيقاف القصف التركي ومرتزقته بقوله: “نحن في منظمة حقوق الإنسان بمقاطعة عفرين ـ سوريا نناشد المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بالتدخل السريع لوقف القصف التركي على مقاطعة الشهباء وناحية شيراوا وإنهاء الاحتلال التركي وإرجاع أهالي عفرين إلى ديارهم، والذين بلغ عددهم في بداية هجرتهم 300 ألف، والانتهاكات التركية ما زالت تُرتكب في عفرين أمام أنظار العالم”.