مهرجان أدب وفن المرأة الخامس.. ساحة تميّز وإِبداع المرأة

تقرير/ هايستان أحمد-

روناهي/ قامشلو: عاد مهرجان أدب وفن المرأة بنسخته الخامسة بالكثير من الأعمال الفنية والأدبية حاملاً معه طاقاتٍ إيجابية لتتشجع المرأة أكثر وتقديم الأفضل، وقد كان المهرجان مليئاً بإبداع ما تتقنه المرأة في شمال وشرق سوريا.

لأن المرأة وجه الحياة السعيدة والمشرقة وشمس المستقبل، تبعث بكل خيط نورٍ آمالاً وحباً ونجاحاً تستمده من الواقع وتعطيه للأجيال القادمة، فهي الشعلة المضيئة دائما وأبداً لأطفالها ومجتمعها فتعطي كل ما تملك من مهاراتٍ وإبداعٍ بودٍ يلونه مشاعرها الحنونة، فبدون المرأة لا حياة أنها سر الوجود وقوته، وعلى مر العصور قدمت النسوة الكثير من الأعمال وساعدت الرجل دون كللٍ وملل، فتألقت بأعمالها وأنارت بها العالم كله، فهي من امتهنت الكثير من الحرف المهمة للعيش وإكمال سيرورة الحياة دون عوائق فزرعت وحصدت وكتبت وحاكت ورسمت بكل إمكانياتها فكان النجاح والاحترام حليفها الدائم، وفي شمال وشرق سوريا تميزت المرأة بشجاعتها وقوتها وإصرارها على النصر وتحقيق الحرية إلى جانب كل الصفات التي تتحلى بها المرأة في العالم، فكانت النسوة في هذه المنطقة رمزاً للمرأة المثالية بكل جوانب الحياة على صعيد العالم كله، فكانت المرأة في شمال وشرق سوريا مقاتلة وعاملة كادحة وأماً مضحيّة.

أعمال متنوعة وغنيّة

وفي قفزة نوعية انتقلت المرأة من الظلام إلى النور وأضاءت الطرق المعتمة وأنشأت مملكة تتباهى بصفات الكرم والشجاعة والعطاء والفكر المنفتح، ولا شك وفي ظل كل هذا الانفتاح من تنظيم نشاطات ومراكز عديدة بلون النساء المتميز.

 ومثل كل سنة قامت رابطة المرأة المثقفة وهيئة الثقافة في شمال وشرق سوريا بالتعاون مع هيئة الثقافة في إقليم الجزيرة بتنظيم المهرجان الخامس لأدب وفن المرأة وذلك في مدينة قامشلو، وتحت شعار “المرأة ..نبض الثقافة” بدأت فعاليات المهرجان ليومه الأول في مركز محمد شيخو للثقافة والفن الكائن في قامشلو بتاريخ 1/3/2020م، وستستمر فعاليات المهرجان على مدار يومين متتاليين، والمهرجان كسابقه تنوع بأعمال المرأة الباهية، فتزينت صالة محمد شيخو باللوحات التشكيلية وملابس صوفٍ حيكت بأيادٍ مبدعة والأعمال اليدوية التراثية منها والعصرية، وكانت الأزياء الكردية النجم اللامع إلى جانب الزي السرياني الفلكلوري والزي العربي، وبحضورٍ لافت تبادل الحضور من أعضاء المؤسسات في المنطقة من شبانٍ وفتيات ونسوة الحديث حول كل القطع الفنية المعروضة.

ينجلي التعب عند إِتمام الأعمال بأجملِ شكلٍ

وقد لفت انتباهنا ابتسامة إحدى المشاركات وهي مسرورة بما يحدث حولها من حدثٍ ثقافيٍ ودود فقد كانت الفرحة تملئها وهي جالسة خلف طاولة حملت تعبها وجهدها وجمال روحها الذي أطلقت له العنان بصنعِ ملابس صوفٍ جميلة ألونها زاهية تنبثق منها روح الأنثى المشرق، وهي “حفيفة الخليف” التي قدمت من ناحية “تل حميس” لمدينة قامشلو من أجل عرض أعمالها في المهرجان، وتبلغ حوالي الأربعين من عمرها، فأشارت إلى مدى سعادتها بمشاركتها بالمهرجان لتظهر هوايتها التي كانت تلازمها منذ الصغر، وعن أهمية المهرجان تحدثت قائلة: “هذا المهرجان جداً مهم ليكون دافعاً للمرأة لتطور أعمالها، وإلى جانب التعب الذي نبذله بحياكة كل قطعة لا توصف ولكنه شعورٌ رائع عند إنجازه وله متعة خاصة، وأدعو كل نساء المجتمع إلى الانخراط بهذه الفعاليات وعرض ما تتقنه أيديهن بكل فخر”.

إلغاء الغناء من المهرجان!

وبعدها بدأ الحضور بالتدفق إلى مسرح المركز الذي تزين بلون وحسِ المرأة لإكمال الفعاليات، وبسبب افتعال الاحتلال التركي بحريق جزيرة إيمرالي التي يسجن فيها القائد الكردي “عبد الله أوجلان”، قام منظمو المهرجان بإلغاء القسم الفني من المهرجان الذي يشمل الغناء والاكتفاء بالأعمال الأدبية بسبب غضب وخوف المجتمع على القائد أوجلان، وقد ألقيت كلماتٍ لهيئة الثقافة والفن في شمال وشرق سوريا ورابطة المرأة المثقفة حثت على أهمية المهرجان لتشجيع المرأة وتحريرها من تلك القيود التي فرضها المجتمع عليها، وتميز قلمها وكتب قصة نجاحها، ولأسبابٍ أمنية وطول الطريق لم تستطع نسوة الرقة والطبقة ومنبج والشهباء الحضور ولكن تم عرض أعمالهم، ومن ثم اعتلت الشاعرة أناهيتا سينو منصة المسرح وألقت قصديتين باللغة الكردية، وتتالت بعدها تقديم الأعمال الفنية، وتضمن برنامج المهرجان ليوميه الأول والثاني “قراءة قصائد شعرية، توقيع كتاب ورود من فم الحرب للكاتبة مريم تمر، عرض مسرحي لسارية باران، وأخيراً توزيع الجوائز على المشاركات”، وانتهى المهرجان بموعدٍ جديد في يومٍ جديد حاملاً معه الأمل والنجاح.

 كان المهرجان زاخراً بالفنون وأدب المرأة وكانت تلك النظرات الناجحة والبراقة تملئ المكان، ولا يمكننا القول ألا أننا نتمنى المزيد من التقدم والنجاح للمرأة وعليها أن تكون قوية بما يكفي من أجل إكمال هذه المسيرة الحافلة بالتألق.