روناهي/ قامشلو ـ تعتبر مادة الخبز من أهمِّ الأغذية الرئيسيّة لجميع أبناء شمال وشرق سوريا، إلا أنّ مشكلة سوء جودة الرغيف من جهة، والتلاعب بنوعيّة الطحين بخلط أنواع عِدِّة مع بعضها البعض من جهة أخرى؛ أدّى إلى ازدياد الشكاوي على نوعية الخبز. لذلك؛ يضطرُّ أبناء مدينة قامشلو لشراء الخبز السِّياحي الذي ارتفع سعره مؤخَّراً؛مما أثار غضب وامتعاض الأهالي.
ولمعرفة المزيد عن واقع ارتفاع الأسعار في الفترة الأخيرة؛ سلَّطت صحيفتنا “روناهي” الضوء على آراء بعض المواطنين في مدينة قامشلو، بالإضافة إلى الجهات المعنيِّة؛ كما في تقريرنا التالي:
المواطن عبد الغني زوري من سكَّان حي الكورنيش بقامشلو؛ تحدث لصحيفتنا قائلاً: “إنّ الخبز الذي نشتريه من المخبز الآلي غير صالح للأكل. لذلك؛ نضطر لشراء الخبز من الأفران الخاصة “الخبز السياحي”. وإنّ سعره لا يتوافق مع الدخل الشهري، كوني أعمل في أحد محلات الألبسة في سوق المدينة وراتبي لا يتجاوز الـ 90 ألف ليرة سورية. ففي الفترة الأخيرة شهد ارتفاع سعر الخبز في بعض الأفران الخاصة، حيث كان سعر الربطة 200 ليرة سورية، فأصبح في الفترة الحالية 250 ليرة سورية. لذلك؛ نُطالب الجهات المعنية بإيجاد حل سريع لهذه المشكلة؛ كوننا لم نعد نستطيع تأمين أبسط المواد الرئيسية للحياة المعيشية”.
وفي السياق ذاته؛ أفادنا المواطن سلمان خلف بأنّ غياب اللجنة التموينية عن بعض الأفران الخاصّة بالمدينة؛ دفع بأصحابها إلى زيادة سعر مادة الخُبز من تلقاء أنفسهم. لذلك؛ نطالب الجهات المعنية بتحسين جودة الخبز في المخبز الآلي؛ لأننا لا نستطيع شراء الخبز السياحي لارتفاع سعره. أصبحت الأسعار خارج قدرة المواطن وأثَّرت سلباً على الحركة الشرائية في الأسواق، حيث تزيد من أعبائهم الاقتصادية بأضعاف مُضاعفة”.
كما والتقينا بصاحب أفران الشمس للخبز السياحي في مدينة قامشلو عبد الرحيم حسن محمود الذي حدّثنا حول ارتفاع سعر الخبز وجودته قائلاً: “لم يتم رفع سعر الخبز في الفرن، إلا أنّ هناك بعض الأفران أصبحت تبيع ربطة الخبز السياحي بـ 250 ل.س، علماً أنّ ليس هناك أي قرار من الجهات المعنية في ارتفاع سعر مادة الخبز”.
في فرن شمس يوجد ثلاثة أحجام للخبز ومنها “الحجم المتوسط قطره 26 سنتيمتر، ويضع داخل الكيس الواحد ثمانية رغفان، والحجم الكبير قطره 32 سنتيمتر، يوضع فيها سبعة رغفان، وأما بالنسبة للخبز الذي يطلبه مطاعم الشاورما يكون حسب الطلب ويحتوي الربطة عشرة أرغفة من الخبز، وجميعها بوزن واحد، ووزنها 650 غرام، ويباع بسعر 200 ل.س للكيس الواحد. ينتج فرن شمس في اليوم الواحد من سبعة إلى ثمانية طن من الخبز، وكل طن يشمل 1600 كيس من الخبز في الوقت الحالي، وأما في الفترة الماضية؛ فكان ينتج 17 طن من الخبز بدوامين. وتابع محمود: “بالنسبة لمادة المازوت تُأمِّنه الجهات المعنية وهي متوفِّرة بشكل مُستمر للأفران بسعر 102 ل.س للتر الواحد”.
وبالنسبة لجودة الخبز السياحي؛ أكد محمود قائلاً: “الإنتاج ليس بتلك المواصفات الكاملة؛ كون الخبز السياحي بالمواصفات الكاملة سيزيد من سعره. لذلك؛ نقوم بخلط ثلاثة أنواع من مادة الطّحين، حتى يمكننا تغطية نفقات الفرن ببعض الشيء، ومنها تأمين مادة الطحين، الخميرة، الزيت، ورواتب العاملين، بالإضافة إلى المواد الأخرى التي نقوم من خلالها بصنع الخبز”. وأكّد صاحب أفران الشمس للخبز السياحي في مدينة قامشلو عبد الرحيم حسن محمود في ختام حديثه أنّ صيانة آليات الفرن غالية الثّمن، والقطع التي يتم استبدالها يكلف الملايين. وطالب الجهات المعنية بدراسة وضع الأفران وأخذ كافة أمور الفرن بعين الاعتبار وعلى أساسها يجب تحديد سعر الخبز، بحيث يتوافق السعر مع دخل أصحاب الأفران والمواطنين.
وفي السياق نفسه؛ التقينا بإداريّة الأفران والمطاحن في إقليم الجزيرة نورا إبراهيم بخصوص ارتفاع سعر الخبز؛ فأفادتنا قائلة: “تلقّينا عدِّة شكاوي من المواطنين في الفترة الأخيرة حول ارتفاع سعر الخبز ببعض الأفران الخاصة، علماً بأنّ ليس هُناك أي قرار بارتفاع سعر ربطة الخبز. قمنا بتشكيل لجنة تموينية، وسوف يتم تفعيل هذه اللجنة التموينية خلال الشهر لمتابعة جميع المشاكل التي تتعلق بارتفاع سعر الخبز”.
وأضافت: “هناك دراسة شاملة لتأمين مادة الطحين لكافة الأفران الخاصة وتحديد سعر الخبز ليتوافق مع دخل المواطنين وأصحاب الأفران الخاصة؛ كون الخبز يعتبر مادة أساسية للحياة”.