حكم خلو: “نعمل وفق أُسس التّعايش المُشترك وقبول الآخر”

أكّد عضو هيئة الأعيان في شمال وشرق سوريا حكم خلو أنّ هيئة الأعيان هي لسان حال المجتمع لدى الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا ومؤسساتها، وأشار إلى أنّها تنقل هموم المُجتمع إلى الإدارات والجهات المعنيّة وتحاول الضغط عليها؛ كونها هيئة مُستقلة مدنيّة وليست صاحبة قرار وإنما جهة ضغط لفرض واقع أفضل.

وأضاف: “ما ورد في العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا من مبادئ، كأخوّة الشعوب والتعايش المشترك، ليست بعيدة عن مبادئ هيئة الأعيان؛ كون سوريا تحوي طيفاً واسعاً وثرياًّ من الإثنيات والقوميات والمذاهب والأديان والعشائر، من كرد وعرب وسريان وتركمان وآشور”.

جاء ذلك في حوارٍ أجراه آدار برس معه؛ وهذا نصّه:

ـ هل لكم التحدُّث عن المهام الموكَّلة إلى هيئة الأعيان التي تشكّلت في مناطق الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا؟

تأسّست هيئة الأعيان في شمال وشرق سوريا بتاريخ الـ 2/ 2/2019، وطبعاً الهيئة تضمُّ الوجهاء والشيوخ والأعيان والمثقفين من مختلف رجالات المجتمع، من لهم تأثير في المجتمع على مُختلف مناطق شمال وشرق سوريا، وتتكون قوام الهيئة الإدارية من 35-40 عضواً، وهي المرجعية الأعلى للأعيان، وتتفرع منها مجالس أعيان في مختلف مناطق الإدارات الذاتية والإدارات المدنية في شمال وشرق سوريا، في كل من دير الزور والجزيرة والطبقة والرقة والشهباء.

وتعمل هيئة الأعيان على عقد المصالحات وحل الإشكالات ضمن المجتمع من خلال لجانها الموزعة، وأيضاً هيئة الأعيان، هي لسان حال المجتمع لدى الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا ومؤسساتها، أي تنقل هموم المجتمع إلى الإدارات والجهات المعنيّة وتحاول الضغط علىيها؛ كونها هيئة مُستقلِّة مدنية وليست صاحبة قرار وإنما جهة ضغط لفرض واقع أفضل.

ـ تعمل الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا في عقدها الاجتماعي بالعمل وفق مبدأ أخوّة الشعوب والعيش المشترك؛ كيف تقوم هيئة الأعيان بالتنسيق بين العشائر ومبادئ الإدارة الذاتية؟

ما ورد في العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا من مبادئ، كأخوّة الشُّعوب والتعايش المشترك، ليست بعيدة عن مبادئ هيئة الأعيان؛ كون سوريا تحوي طيفاً واسعاً وثرياً من الإثنيات والقوميات والمذاهب والأديان والعشائر، من كرد وعرب وسريان وتركمان وآشور. ونحن كهيئة أعيان نُؤمن بهذه المبادئ أيضاً وهذه هي الشعارات التي نُنادي بها فكلنا أخوة، وهو خطابنا لكل السوريون كوننا نعيش في جغرافيا واحدة، وبالتالي لا بد من قبول هذه الشِّعارات. وكهيئة نقوم بتفعيل هذا المبدأ وهذا الخطاب من خلال لقاءاتنا معهم في المضافات والمجالس، وقد عقدنا العديد من الملتقيات وشرحنا فيه كل هذه المفاهيم في المجتمع السوري ونحن متفقون على ذلك.

ـ يقول البعض إنّ مفهوم العشيرة في المنطقة كنظام متوارث وفق العادات والتقاليد بات قاب قوسين أو أدنى من التلاشي، لتحل محلّها الأحزاب والحركات السياسية، برأيكم؛ هل لا تزال للعشيرة دوراً قوياً في مجتمعاتنا؟

معظم المجتمعات في الشرق الأوسط وفي سوريا وفي مناطق الإدارة الذّاتية بشمال وشرق سوريا؛ لاتزال تعيش في مجتمعات وأطياف عشائرية، ولا تزال ثقافة العشيرة ومرجعية شيخ العشيرة فعّالة في هذه المجتمعات، بالرّغم من تشكيل الأحزاب والحركات السياسية. ولكن؛ الكثير من هذه الأحزاب لم تملأ هذا الفراغ، فلا تزال الكثير من القضايا والكثير من الإشكالات تحل من خلال مجالس العشائر ومضافات رؤساء العشائر الموجودة هنا، وهناك الكثير من العادات والتقاليد الموروثة التي فيه الكثير من مفاعيل الخير، وهناك أيضاً أمور دخلت في ثقافات العشائر من عادات وتقاليد، وهي عادات دخيلة ولا تليق بإنسانية المجتمع هنا. ومن جهة أخرى هناك تعدّي أو ظلم اتجاه بعض الشعوب. لذا؛ لا بد من تفعيل دور الهيئة لإزالة هذه المظاهر السلبية من هذه المجتمعات التي لحقت بثقافاتها وتصفيتها.

ـ وفقاً للمُعطيات، تلجأ أطراف دولية وإقليمية إلى استخدام العشائر وبخاصة العربية كورقة ضغط؛ بغية إفشال مشروع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، ماذا تقولون في هذا الصّدد؟

العشيرة طيف مجتمعي وله تأثير، وهو هدف لتمرير الكثير من الأجندات، سواء  كان من النظام أو من المعارضة أو من الدول الإقليمية كتركيا وإيران، وحتى الرّوس والأمريكان، يسعون جاهدين لوضعهم في خدمتهم وتمرير أجنداتهم، ونحن أيضاً في شمال وشرق سوريا نعي مصلحتنا تماماً، ونعي بأنه لا بد من العمل وفق التعايش المشترك وقبول الآخر كشعوب، ونبتعد عن الفتنة وتأجيجها بين شعوب مجتمعنا، ونتلافى التصادمات على أساس قومي أو مذهبي أو طائفي، لأن كل هذا لا يخدم مجتمعاتنا، وساحة العشائر هدف لنا نحن أيضاً، ونحن أيضاً ننحدر من عشائر وشيوخ، ولدينا مرجعيّات ولهم تأثير علينا كقادة رأي، ولهم ثقل ووزن في مجتمعاتنا.

ـ ما العشائر التي تنضوي تحت مظلتها هيئة الأعيان في شمال وشرق سوريا؟

تضمُّ الهيئة ممثلين لعدد كبير من العشائر بدءاً من منبج وصولاً لعين ديوار، وهي عشائر كردية، وعربية، وسريانية وآشورية، وأرمنية، وشعوب تعتنق ديانات مُتعدِّدة من إسلام، ومسيحية، وإيزيدية، والكل منضو تحت سقف هيئة الأعيان، حيث هناك شخصيات من العشيرة نفسها تقبل بهيئة الأعيان، وهناك على النقيض من هم يتقبلون أجندات أخرى وبعيدون عنا كهيئة أعيان، إلا إننا كهيئة نؤكد تواجدنا في كل ساحات العشائر ومع  كل الشعوب القومية والدينية والأثنية، ولدينا علاقات طيبة مع الجميع.