حشرة النيماتودا.. أعراضها وطرق الوقاية منها

محمد معمي

النيماتودا هي كائنات حية دقيقة الحجم لا تُشاهد إلا بالمجهر تُعرف باسم الديدان الثعبانية؛ دورة حياتها تمر بثلاثة أطوار وهي طور البيضة ثم اليرقة وأخيراً طور الدودة البالغة.

البيض يفقس إلى يرقات (ديدان) صغيرة تنمو وتمر بأربعة أعمار وتنتقل من عمر إلى أخر بانسلاخ جلدها؛ وأول انسلاخ يجري داخل البيضة وبعد الانسلاخ الأخير تصل اليرقة إلى تمام نموها، وتستغرق دورة حياة النيماتودا من البيضة إلى اليرقة ثلاثة أو أربعة أسابيع في الظروف البيئية المناسبة، وأطول

من ذلك بكثير خصوصاً عندما تنخفض درجة حرارة التربة، مع العلم إن اليرقات الصغيرة التي في عمرها الأول؛ وأحياناً الثانية لا تكون قادرة على إصابة النبات أو يعتمد في تغذيتها على المواد المخزنة في البيضة؛ أما اليرقات الأكبر العمر من الثالث والرابع والطور البالغ؛ فهي التي تتغذى على الجذور الحية وبعضها على المجموع الخضري. ويبدو النباتات المصابة متفرقة ضعيفة بصورة عامة، حيث تتجعد الأوراق الحديثة وتلتف على بعضها ثم تبقى قممها ملتصقة بالغمد تتكون عليه سنابل مشوهة وصغيرة عصافاتها متباعدة للخارج ويظهر فيها ثآليل الديدان الثعبانية ويتحول لون الحبوب إلى بنية اللون أو سوداء سميكة الجدران مشكلة ليف قطني؛ وهو عبارة عن يرقات في الطور الرابع تحتوي على الآلاف من يرقات الديدان الثعبانية في طور ساكن؛ تتغذى في البداية على الجذور وعند وجود رطوبة عالية تصعد من التربة بالغشاء المائي المحيط بالورقة لتصيب بعض الأوراق، ثم تنتقل في مرحلة تكوين الحبة إلى السنابل. وإن لم تجد النباتات المناسبة لتغذيتها يتوقف نموها وتكاثرها إلى أن تموت جوعاً، ونشير أن البيوض تظل في حالة سكون بالتربة سنوات عديدة والبيض لا يفقس حتى تزرع الأرض بمحصول مناسب لتغذيتها.

الخسائر التي تسببها النيماتودا لا نستطيع في هذا الوقت أن نجيب على ذلك بالأرقام المادية؛ لأن الخسائر المترتبة عن هذه الآفة في سوريا لم تُقدر بعد؛ نظراً لعدم وجود العدد الكافي من الإخصائيين في النيماتودا؛ وكذلك لعدم الاهتمام بالأمراض المتسببة عنها إلا حديثاً؛ ونستطيع حصر الخسائر فيما يلي:

ـ خسائر مادية مترتبة على نقص إنتاج المحصول وتدني نوعيته كما يحدث في القمح.

ـ خسائر مترتبة عن خفض القيمة الشرائية للإنتاج.

ـ خسائر مادية عن قيمة الأراضي بسبب ضعف إنتاجها.

الأعراض

ـ نقص النمو أو توقفه والتقزم النباتي.

ـ الذبول النباتي السريع في الطقس الحار عند الجفاف.

ـ الاصفرار المنخفض للمحصول وتدني نوعيته.

الوقاية من هذه الآفة

ـ عدم الاستخدام البذار المصاب بالنيماتودا.

ـ استخدام الغربلة الآلية تخفض نسبة الإصابة.

ـ زراعة القمح في تربة خالية من الإصابة في الأراضي المروية.

ـ عدم استخدام طريقة الري بالرذاذ مطلقاً بالأراضي المشكوك بإصابتها؛ وبخاصة في مرحلة تكوين السنابل.

ـ استخدام الدورة الزراعية في الأراضي المروية المصابة وتستبعد زراعة القمح من خمس إلى ست سنوات.

ونظراً لخطورة هذه الآفة الزراعية يجب إقامة دورات تدريبية عن الديدان الثعبانية (النيماتودا) ويحاضر فيها مختصون من كليات الهندسة الزراعية، وأيضاً تجهيز مخبر خاص بالنيماتودا لدراسة وتحليل هذه الآفة؛ وذلك لنشر الثقافة والمعرفة حول هذه الآفة وطرق الوقاية منها ومعرفة الأعراض (النيماتودا طفيلي يصيب الجذور ويتطفل عليها ويعطل الأوبار الماصة فتظهر أعراض نقص التغذية والعطش رغم وجود الغذاء والماء)، وأيضاً على الأخوة الفلاحين مراقبة إنتاجهم من القمح والتأكد من عدم وجود النيماتودا. وفي حال الوجود يجب مراجعة أقرب وحدة إرشادية لاستشارة المختصين الزراعيين واتباع الطرق السليمة للتخلص من هذه الآفة واللجوء إلى اتباع الدورة الزراعية.