سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أنقرة… سياسة على خُطا القراصنة

تقرير/ رامان آزاد

يلجأ أردوغان في سياق سعيه لتحقيقِ حلمِ “إحياء العثمانيّة”، إلى استحضار رموزَ التاريخِ العثمانيّ، فيجمّلها بما يتوافقُ مع خطته، خلافاً لحقيقةِ أنّ الحقبة العثمانيّة بقرونها الأربعةِ لم تشهدِ تطوراً حضاريّاً أو مدنيّة في ظلِّ حكومة الباب العالي، بل كانت طفيليّة اعتاشت على خيرات الشعوب وثرواتها وأرهقتِ الأهالي بالجباية، وجديدُ أردوغان استشهاده بقرصانٍ عثمانيّ رمزاً للولاءِ وخدمةِ “الدولةِ العلية”.
تُجمعُ خطاباتُ أردوغان العصبيّة الحادة، بين سياساته العدائيّة تجاه السوريين ودول الجوار، وتطلعه إلى مقامِ “السلطان الجديد المزعوم”، وبالتوازي مع عملياتِ تفكيكِ وإعادة صياغةِ الهوية التركيّة، وتبنّي الإرثِ العثمانيّ وسياساتِ الهيمنة والتوسع الإقليميّ لإعادة إنتاجِ “الاستعمار العثمانيّ” في منطقةِ الشرقِ الأوسط.
تحويل دول المنطقة إلى ولايات عثمانيّة
تحاول تركيا الأردوغانيّة الموازنة ما بين تقاليدِ الدولةِ الأتاتوركية الحديثة، وإرثِ الدولةِ العثمانيّةِ، ويطغى على ملامحَ هذه التوليفة الإرثُ القديمُ وفق عدةِ معطياتٍ، فالعثمانيون القدماء والجدد يشتركون بالرغبةِ بالانتقامِ الممنهج، والسعي إلى تهميشِ الشعوب المجاورة، وهذا ما يشكّلُ مكوّناً أساسيّاً في عقليّةِ العثمانيين القدامى والجدد، ولا مكانَ لديهم للحوارِ الحضاريّ بل يعتمدون أسلوبَ الحروبِ لتحقيقِ المكاسبِ السياسيّة.
لا حدود لهوس أردوغان بالتاريخ العثمانيّ، ليعيدَ صياغةَ الهويةِ التركيّةِ بربطها بجذورِ الماضي، والتوجّهِ إلى المناطق التي احتلتها العثمانيّة، نابشاً في ثنايا الرمل عن آثارٍ وهميّةٍ عفا عليها الزمان، ليُوهمَ الآخرين بالقرابةِ والنسبِ، ليبتدعَ مبرراتِ التدخلِ العسكريّ. وإذا كان الغرب قد طرح مشروع تحويل الدول القوميّة بالمنطقةِ إلى دولٍ دينيّةٍ مذهبيّة، فإنّ أردوغان يجهدُ لجعلها ولاياتٍ عثمانيّة تتبعُ له باعتباره سلطانَ العثمانيّة الجديد.
بعدما كانت أنقرة لعقودٍ طويلة تؤدّي دوراً وظيفيّاً بالمنطقةِ، وكانت تلك المهمة الأساسيّة التي أدّاها مصطفى أتاتورك وأورثها للأتراك، انقلب أردوغان على الميراثِ الأتاتوركيّ، ونكص للعثمانيّة، محاولاً تطبيقَ مضمونِ الميثاق المللي، الذي أصدره مجلس المبعوثان العثمانيّ في أيام احتضاره في 28/1/1920، رافضاً حدودَ الدولة التركيّة وفق معاهدة لوزان 1923، ولكن أردوغان خيال جمح أبعدَ من الميثاقِ المللي نفسه، وراح يتطلعُ إلى ليبيا على الضفة المقابلة للمتوسط، حيث ثروات النفط والغاز في البر والبحر، وراح يرسلُ شحناتِ السلاحِ وأدواتِ القتلِ ليمنعَ هذا البلد من الوصولِ إلى شاطئ الأمانِ والسكينةِ، واستبقَ إعلانَ المشيرِ خليفة حفتر معركة تحرير طرابلس الغرب بعقدِ اتفاق في 27/11/2019 مع حكومةِ الوفاقِ الإخوانيّةِ برئاسة فائز السراج، تتضمن عدةَ مجالات (الطاقة والأمن والدعم العسكريّ).
الطابور الخامس ذراع تركيا في ليبيا
لا يختلفُ المشهدُ الليبيّ عن السوريّ بشيء إلا فارقِ المسافةِ، ففي سوريا اعتمد أردوغان على المرتزقةِ لتنفيذ خطته بالتدخل في سوريا والاحتلال، أي بالاعتماد على الطابور الخامس، كذلك عمل أردوغان على تحضيرِ نخبةٍ سياسيّةٍ في طرابلس تمكّنه من نهبِ مواردِ النفط والغاز الليبيّة.
حاول أردوغان استمالةَ الليبيين بالإغراء الماليّ والعقائديّ الإخوانيّ، والجديدُ هو التاريخيّ وعلاقات القرابةِ والنسبِ، وراح ينكّش بالتاريخ العثمانيّ، وفي كذبةٍ فاقعةٍ أشار أردوغان إلى وجودِ أكثر من مليون شخصٍ من أحفادِ الأتراكِ في ليبيا، يريدُ حفتر القضاء عليهم. وقال: “لا أحد بإمكانه أن ينتظرَ منا إشاحةَ وجهنا عن إخوتنا الليبيين الذين طلبوا منا يدَ العونِ… إنَّ نصرةَ أحفادِ أجدادنا في شمال إفريقيا تأتي على رأسِ مهامنا. إنّ أبناءَ كورأوغلو (أتراك ليبيا) سواءٌ عندنا مع تركمان سوريا والعراق وأتراك البلقان وأتراك الأهسكا بالقوقاز، نحن على وعي بمسؤوليتنا التاريخيّة تجاه إخوتنا العربِ والأمازيغ والطوارق في ليبيا، هؤلاء وقفوا بجانبنا بأحلكِ أيامنا بالتاريخ، وعلينا أن نكونَ بجانبهم في هذه الأيام العصيبة”.
تصريحُ أردوغان أثار موجةَ سخريةٍ بالأوساط العامة الليبيّة، ورأى فيه عقيلة صالح رئيس مجلس النواب وسيلةً تستهدفُ ضربَ النسيجِ الاجتماعيّ الليبيّ وإحداثِ فتنةٍ بين المواطنين، وقال الدكتور مصطفى الزائدي أمين عام الحركةِ الشعبيّة الليبيّة: “أردوغان يقول إنّ مليون تركيّ يخوضون حرباً دفاعاً عن طرابلس ناسياً أنّ كمال مصطفى أتاتورك ومن معه سلموا ليبيا إلى إيطاليا في اتفاقيةٍ مخزيةٍ”.
 تاريخيّاً فإنّ الأتراك في ليبيا يُسمّون “كول أوغلي” ومعناها “أبناء العبيد” أو الكراغلة، وتعني كلمة كرغلة ابن السمراء، ويشيرُ المصطلح للدمِ المختلط أو نسلِ جنودِ الإنكشاريّة الذين وُلدوا في شمال إفريقيا. وقيل هم أبناء من انخرط بالجنديةِ العثمانيّةِ. وقد استغلت أنقرة هؤلاء وراحت تمدّهم بالسلاحِ لتنفيذِ الموكلة إليهم في أماكن تمركّزهم في مصراته وطرابلس والزاوية وبنغازي ودرنة، فشهدت هذه المدنُ أعنفَ المواجهاتِ على مدارِ الحربِ الأهليّةِ الليبيّةِ.
صلاح بادي، أحد أبرز أبناءِ الأتراك في ليبيا وهمزةُ الوصلِ الحقيقيّةِ مع أنقرة، ومتزعم ميليشيات “جبهة الصمودِ الإرهابيّة” ورجلُ أردوغان الأول بطرابلس. وقد ظهر في 2012 بين المسلحين وارتبط بعلاقاتٍ مع الإخوانِ في طرابلس، وشارك بصفوف “فجر ليبيا”.
في عام 2014 كان الانقلابُ على الديمقراطيّة، فانتقل بادي إلى تركيا هرباً من الملاحقةِ عام 2015، ثم عاد إلى ليبيا في 2018، وقد وُضِع على قوائمِ المجرمين دوليّاً من قِبل الأمم المتحدة وواشنطن.
ويظهر وسام بن حميد، كأحد أبرز أحفادِ العثمانيين وكان أشدَّ المسلحين تطرفاً، وعبر ولائه لأنقرة تمّت ترقيته إلى قائد في ميلشيا “درع ليبيا1” الإرهابيّة، والتي نفّذت جريمةِ “السبتِ الأسود” في 8/6/2013 والتي راح ضحيتها 40 شاباً وأصيب 154 من المتظاهرين السلميين أمام مقر درع ليبيا الذين احتجوا على سلوك الميليشيات والمطالبة بخروجها من المدينة من المتظاهرين السلميين ببنغازي. وقُتل في 26/11/2016 خلال مواجهاتٍ مع الجيش الليبيّ بقيادةِ المشير حفتر.
ومن أدوات أردوغان أيضاً وزير الداخلية بحكومة الوفاق المدعو فتحي باشاغا، ويُعرف بعلاقته بالميليشيات الإرهابيّة، وعائلته معروفةٌ بأصولها التركيّة وتعيش بمصراته، ويُعدُّ رجلَ الإخوان بحكومةِ الوفاقِ ولديه روابط قوية مع أنقرة، أما عبد الرؤوف كارا قائد قوة الردع الخاصة فعائلته أيضاً من أصول تركيّة، وتسيطرُ ميليشياته على مطار معيتيقة، وتتواجدُ بقوةٍ مسلّحة في طرابلس.
قدوة من القراصنة والسفاحين
لا يملُّ أردوغان من اعتلاءِ منابرِ الخطابِ، واليوم يستهدفُ الليبيين عبر شخص المشير خليفة حفتر ويتهمه بالسعي لتطهير عرقيّ في ليبيا.  وقال أردوغان في كلمةٍ أمام كتلة حزبه النيابيّة في 14/1/2020: “في ليبيا ثمّة أخوة لنا من العرب ضد حفتر، الذي يريد القضاء عليهم. ومن يستهدفهم حفتر في هذا البلد إخوتنا الأمازيغ والطوارق، وأحفاد بربروس وتورغوت رئيس (الأميرال العثمانيّ فاتح طرابلس الغرب).
أردوغان استشهد بشخصين عُرفا كسفّاحين وقطاع طرق، وبقي توصيفهما كذلك بالذاكرة، وتباهى بسجلهم الأسودِ باحتلال أرض الليبيين واستباحة أعراضهم واغتصاب نسائهم، وعلى خطا أجداده يتسترُ أردوغان تارةً بالدينِ وطوراً بالتاريخ العثمانيّ الدمويّ الذي يزخر بالقتلةِ والسارقين ممن تحالف معهم لاجتياحِ البلدان العربيّة وبسط نفوذهم شمال المتوسط.
النظامُ التركيّ يعيدُ سلوك الأجداد الدمويّ بالتمددِ خارج حدود بلاده والإغارة واغتنامِ خيراتِ البلدان الأخرى، فبعد انتهاكِ الجيش التركيّ سيادة العراق وسوريا واستباحة أراضيهما، يقفُ اليوم على أبواب ليبيا لغزوها وسرقة ثرواتها بعدما وافق البرلمان التركيّ في 2/1/2020على التدخل، ويستشهد أردوغان، بالبحّار العثمانيّ، خير الدين بربروس، في سياق حديثه ويقولُ: “ها نحن بصدد اتخاذ خطوات جديدة ومختلفة في كلّ من ليبيا وشرق البحر المتوسط، ونأملُ أن يحققَ جنودنا في شرق المتوسط ملاحم بطوليّة كتلك التي حققها (أمير البحارة العثمانيين) خير الدين بربروس (1478-1546).
وبالتزامن مع إشارة أردوغان نشرت وكالة الأناضول التركيّة تفاصيل عن سيرة خير الدين بربروس وأنّه “أول قائد للأسطول البحريّ العثمانيّ، وأحد أبرز القادة البحريين، والرموز التي ساهمت بتأسيسِ الإمبراطوريّةِ العثمانيّةِ. وفي عام 1502، بدأ وشقيقه عروج بمحاولات فرض السيطرة على البحر المتوسط، حيث اكتسبا شهرةً كبيرةً في تلك الفترة بفضلِ الانتصاراتِ التي حققاها في إسبانيا، وجنوة (جنوب إيطاليا حالياً)، وفرنسا”.
والواقع أنّ خير الدين بربروس يعدُّ أحد القراصنة البحريين وقطاع الطرق، الذين تحالف معهم العثمانيون لضمانِ موطئ قدم في بلدان شمال إفريقيا، وبارك سلاطين العثمانيين أعمال النهب والسرقة ومذابح الأطفال والشيوخ وحوادث اغتصاب النساء مقابل حصتهم من الغنيمة. وساعد بربروس شقيقه عروج بمحاولات فرض السيطرة على البحر المتوسط، حيث اكتسبا شهرة كبيرة وألحق بالإسبان هزائم عديدة بالأخوين بربروس، وكسروا أسطورة “عروج الذي لا يقهر”. وما يُراد عبر استحضار سيرة بربروس هو مسألة الولاء للسلطان العثمانيّ والذي يجسّد أردوغان اليوم.
وفى واقعة ثانية استشهد أردوغان بالسلطان العثمانيّ الدموي محمد الفاتح، وأطلق على جيش الغزو التركيّ في عدوانه على سوريا في 9/10/2019 “الجيش المحمديّ” نسبة إلى محمد الفاتح، السلطان الذي عُرف ببذاءة لسانه، وقتل أخويه ليمنعهما من ولاية العرش وفقاً لموقع عثمانلي، ونفى والده إلى ولاية “أيدين”، ونصّب نفسه سلطاناً على البلاد، ولكن والده مراد استطاع العودة للحكمِ بمساعدة الإنكشاريّة، وأصدر فرماناً بتعيين الابن القاتل محمد الثاني ولياً للعهدِ ليأمنَ من شروره.
اعتلى الابن العاق “الفاتح” أمورَ السلطنة، وأقرَّ تشريعاً بقتلِ الأشقاءِ تحت اسم “قانون البغي”، ليذبحَ بقيةَ إخوته وأولادهم، وهو القانون الذي شرعنَ عملية قتلِ الأشقاء وحكم صراع العرش في الدولة العثمانيّة لمدة قرنين من الزمان، تمّ فيها سفكُ دماءُ عشرات الأمراء.
مجازر العثمانيّة في ليبيا
لن تنجح محاولاتُ أردوغان وإعلامه بتجميلِ الاحتلال العثمانيّ لليبيا وإزالة قصصَ الفواجعِ من الذاكرة، فقد عانى الليبيون منتصف القرن السادس عشر ويلاتِ القتلِ وقطعِ الرؤوسِ في مجازر دامية روتِ الصحراءِ بماء الثورةِ، فدفعتِ الأحرارَ للتمردِ وفضحِ خيانةِ الأتراكِ تحت أوهامِ الخلافةِ المزعومةِ.
وكالة الأناضول بدأت بنشرِ مقالاتٍ مطوّلةً عن الدولةِ العثمانيّةِ وتأثيرها بتاريخ ليبيا، وإظهارها بشكلٍ إيجابيّ، في تكذيبٍ وتزويرٍ للتاريخ والواقع، والتنكر لآلاف الشهداء الليبيين الذين سقطوا دفاعاً عن الدولة الليبيّة ومقاومة المحتلِ التركيّ وأبرزهم المجاهد الليبيّ الشيخ غومة المحمودي.
اعتمدتِ الوكالةُ في روايتها على ليبيين ينتمون للإخوان والإسلام السياسيّ يدينون بالولاءِ للخليفةِ أردوغان. ونشرت حواراً مع القياديّ بإخوان ليبيا وعضو ما يُسمّى “الاتحاد العالميّ لعلماء المسلمين” علي الصلابي، الذي اعتبر أنَّ الاحتلالَ العثمانيّ لليبيا، أسس لدولةٍ حديثةٍ وقويةٍ، والعثمانيين دخلوا ليبيا بطلبِ من أهلها، لتحرير بلدهم من الإسبان ثم فرسان مالطا، الذين حلّوا محلَّ الإسبان عام 1530، ثم قبول حكمهم وسيادتهم على كامل البلاد الليبيّة (1551-1911)، وزعم أنّه ليس باحتلالٍ، مؤكّداً أنَّ الإصلاحاتِ العثمانيّة ساهمت في نهضة ليبيا لاحقاً.
وتناسى القياديّ الإخوانيّ الليبيّ، أكبر مجزرة ارتكبها الغزاة العثمانيون والتي تؤكّدها كتبُ التاريخ والمصادر التاريخيّة، بحقِّ قبيلة الجوازي في مدينة بنغازي بولاية برقة عام 1816، حيث قتل العثمانيّون أكثر من 10 آلاف ليبيّ وقتلوا أفرادَ القبيلةِ الصائمين في رمضان، على خلفيّةِ نزاعٍ بين الوالي العثمانيّ يوسف باشا القرماني وولده محمد، في مشهدٍ يكشفُ همجيّة وبربريّة الأتراك الذين توهموا تميّزهم العرقي فمارسوا عمليات القتل الممنهجة بحق الشعوب الأخرى كالعرب والأرمن والكرد.
كما شهدت مدينة الزاوية مذبحةً في 1840، على يد والي طرابلس العثمانيّ محمد أمين باشا بعد ثورةِ المجاهدِ الليبي غومة المحموديّ، يسميها الليبيون مذبحة “سانية المقتلة”. وفى 26/3/1858، قُتل الشيخ غومة في معركة ضد الاحتلال العثمانيّ بالرصاص ومُثل بجثمانه بقطعِ رأسه، وأمر والي طرابلس بأنَّ يُطاف به في شبكة على جمل في ضواحي المدينة، وبعد يومين قام الثوار بدفنه بطريقةٍ لائقةٍ.
ويحكي التاريخُ أنَّ طرابلس أفلست على يد الأتراك بسببِ النهب المنظم لخيراتها عبر فرض الضرائب الظالمة حتى على المتسولين بالإضافةِ للسرقةِ العلنيّة، وبالنهاية سلموا البلاد إلى بنك روما الذي سلب الأهالي الأراضي والأموال ومهّد الطريقَ أمام الغزو الإيطاليّ، برعايةٍ كاملةٍ من سلطاتِ إسطنبول.
اليوم يعودُ وارثُ سياساتِ السلطنةِ البائدةِ أردوغان إلى ليبيا بعقليّةِ القرصنةِ وشهوةِ الدم والخراب، متحالفاً مع حركات “الإسلام السياسيّ”، وعبر سياسةٍ دعائيّةٍ تهدفُ لتجميلِ الخلافة العثمانيّة وتروّج لتاريخٍ مزيفٍ، في محاولة لتكريسِ مشروعِ العثمانيين الجددِ من خلال حلفائه من جماعاتِ الإرهابِ والإخوان وميليشياتِ التطرفِ، وتجنيد “الطابور الخامس” وزجّ مقاتلين سوريين في معركة ليست لهم، بمواجهة الجيش الوطني الليبيّ.
إن مشروعَ “العثمانيين الجدد” يهدّدُ منطقةَ الشرق الأوسط برمتها، ويحوّلها إلى ويلات تابعة لأنقرة، عبر التدخلِ السافرِ في شؤونها كما في سوريا وليبيا واستخدام أبنائها في معاركها، والمشكلة تكمنُ بقصورِ الجهودِ الداعمةِ للسلامِ والتي من شأنها لجم الجموحِ التركيّ الذي يسعى لإغراق ليبيا بالحربِ الداخليّة وتعزيز التنافر بين شعوبها، وتكريس الفكر الإخوانيّ التآمريّ وتحويل ليبيا إلى بؤرة إرهاب تهدد الدول المجاورة.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle