شمال سوريا تحتفل بثورة 19 تموز

مركز الأخبار ـ احتفل الآلاف من أهالي مقاطعة قامشلو بالذكرى السنوية السادسة لثورة 19 تموز، والتي نظموها تحت شعار «كلنا عفرين كلنا مقاومة»، خلال مراسم احتفالية. وأقيمت الاحتفالية في ملعب بلدة رميلان التابعة لمنطقة ديرك في مقاطعة قامشلو، حضرها ممثلون عن الإدارة الذاتية الديمقراطية وممثلون عن التنظيمات السياسية والقوى العسكرية والمكونات «كرد، عرب، سريان». وزين الملعب بأعلام «وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، قوات سوريا الديمقراطية، قوات الأسايش، قوات الدفاع الذاتي وحركة المجتمع الديمقراطي»، وصور قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان ولافتات كتب عليها «كلنا عفرين كلنا مقاومة».
وبدأت الاحتفالية بتقديم مقاتلي قوات الدفاع الذاتي عرضاً عسكرياً، تلاه الوقوف دقيقة صمت، ثم ألقيت كلمات باسم وحدات حماية الشعب، الإدارة الذاتية الديمقراطية في الجزيرة، باسم المكون السرياني وباسم المكون العربي ومؤتمر ستار. وتحدث الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب نوري محمود عن المكتسبات التي تحققت خلال ثورة روج آفا بدماء الشهداء، مستذكراً الشهداء «خبات، كلهات، آرين، أفيستا»، وقال: «حققت وحدات حماية الشعب والمرأة إنجازات عظيمة بفضل تضحيات آلاف الشهداء من أبناء روج آفا وتحمي أراضيها». وأشار محمود إلى أن وحداتهم وقوات سوريا الديمقراطية، أثبتوا جدارتهم في محاربة الإرهاب العالمي المتمثل بمرتزقة داعش الذين احتلوا مناطق واسعة من سوريا والعراق، وأضاف قائلاً: «قواتنا في الوقت الذي تحارب فيه مرتزقة داعش نيابة عن العالم، تقاوم اليوم في عفرين مرتزقة مهندس الإرهاب الرئيس التركي «أردوغان»، وكما حققت وحداتنا الانتصارات في روج آفا ستنتصر على الاحتلال التركي في عفرين وجرابلس وإعزاز والباب أيضاً».
وبيّن الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في إقليم الجزيرة عبدا لكريم صاروخان أن، ثورة 19 تموز اكتسبت قوتها من شعبها المناضل، ولفت صاروخان إلى أن مشروع الأمة الديمقراطية المقتبس من أفكار قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان، الذي يدعو إلى العيش المشترك وأخوة الشعوب أوصل ثورة روج آفا وشعوب شمال سوريا «كرد، عرب، سريان» إلى هذه المرحلة المتقدمة.
وأكد صاروخان إن ثورة روج آفا ستبقى مستمرة، لطالما هناك شبر من أراضي عفرين وباقي المناطق السورية تحت سيطرة الاحتلال التركي، وتابع قائلاً: «لذلك تحرير الأراضي السورية من الاحتلال التركي واجب يقع على عاتق قوات سوريا الديمقراطية وتناضل في سبيل ذلك». وأبدى صاروخان عن استعداد الإدارة الذاتية الديمقراطية لإجراء مفاوضات في سبيل حل الأزمة السورية.
واستذكر نائب الرئاسة المشتركة لهيئة الدفاع والحماية الذاتية في إقليم الجزيرة عبد الأحد كورية وممثل المكون السرياني، شهداء الحرية وبارك ثورة 19 تموز على أبناء المنطقة، وقال إنهم سيستمرون بالنضال حتى تحرير عفرين من الاحتلال التركي وإعادتها إلى أهلها. وأشار الرئيس المشترك لهيئة السياحة والآثار في إقليم الجزيرة حسين علي إلى أن ثورة 19 تموز تؤثر على العالم بشكل خاص، لأنها دعت إلى العدالة المجتمعية بين الشعوب، وأضاف: «لأنها ترتكز على مبدأ العيش المشترك وأخوة الشعوب يشارك فيها كل مكون بطابعه ودينه». وقالت عضوة لجنة العلاقات الدبلوماسية في مؤتمر ستار وليدة بوطي: «لعبت المرأة دور القيادي في ثورة روج آفا، على مختلف الأصعدة السياسية والعسكرية والاجتماعية والثقافية»، وتابعت قائلة: «استطاعت المرأة كسر جميع القيود المجتمعية المفروضة عليها، ولعبت دورها في قيادة المجتمع إلى جانب الرجل في جميع المجالات». وأشارت وليدة إلى أن ثورة روج آفا وصلت إلى هذه المرحلة، بفضل بطولة الشهيدات «آرين ميركان، أفيستا خابور، فيان ودستينا» والتضحية بأنفسهن في سبيل الدفاع عن مكتسبات روج آفا.
وبعد إلقاء الكلمات، بدأت الاحتفالية بتقديم الفرق الفنية المشاركة في الاحتفال «فرقة بوطان، جودي، فرهاد مردي، فنانين من المكون السرياني والعربي» أغاني ثورية وفلكلورية، تفاعل معها الأهالي وسط عقد حلقات الدبكة على وقع تلك الأغاني. وانتهت الاحتفالية بترديد الأهالي للشعارات التي تمجد الشهداء.
وفي كوباني احتفل أهالي إقليم الفرات بالذكرى السنوية السادسة لثورة روج آفا التي انطلقت من كوباني، وفي سياق الاحتفالية ألقيت العديد من كلمات، منها كلمة الرئيسة المشتركة للهيئة التنفيذية لفيدرالية شمال سوريا فوزة يوسف التي باركت فيها حلول الذكرى على جميع مقاتلي الحرية والشهداء وجميع الشعب السوري. وأضافت قائلة: «اليوم نطوي العام السادس للثورة، والتي واجهت على مر الأعوام الماضية هجمات كثيرة استهدفت إرادتنا وحاولت منع الشعب من تحقيق حريته، حاولت منع المرأة والشباب من تحقيق الحرية وفي سبيل تحقيق ذلك شنت الكثير من الهجمات كان آخرها على عفرين التي احتلتها تركيا». وأعربت فوزة يوسف عن ثقتها بأن تكون ثورة روج آفا ثورة لكامل سوريا كما أصبحت ثورة لكامل مناطق الشمال السوري.
وأكدت بأن «المسيرة التي بدأها الشهداء لن يستطيع أحد ولا قوى محتلة أن توقفها، مهما كانت الهجمات كبيرة إرادتنا إرادة الشعوب تبقى أكبر منها».
وفي حديثها عن الحل في سوريا، قالت فوزة يوسف: «ينشرون اليوم الكثير من الأكاذيب حول حدوث مفاوضات بيننا وبين النظام السوري، نقول لشعبنا بأننا لن نتفاوض على شيء يأتي بخطورة على مكتسباتنا وثورتنا وشعبنا، لدينا إرادة للحل والمفاوضات، لن نتفاوض على شيء يفرض علينا، عندما نتفاوض سنتقاسم مع شعبنا كل الخطوات بطرق مناسبة». وأكدت فوزة بأنهم مستعدون للحل والاتفاق لكن ذلك يجب أن يكون بضمانات دولية. وفي ختام حديثها أكدت فوزة يوسف بأن النضال لن يتوقف حتى تحرير عفرين من الاحتلال التركي، لافتة إلى أن النضال سيكون أكبر حتى تحقيق ذلك، بينما تحدث عضو العلاقات الدبلوماسية في حركة المجتمع الديمقراطي صالح مسلم مؤكداً بأن الإرادة الشعبية التي حررت كوباني هي التي حررت منبج والرقة ودير الزور. وأشار صالح مسلم في كلمته المقتضبة بأن الأطراف التي تريد زعزعة الأمن لشمال سوريا لن تنجح كون كل المكونات متماسكة بشكل كبير في سبيل بناء سوريا تعددية ديمقراطية.
وأكد مسلم في ختام كلمته بأنهم ماضون في مشروعهم الديمقراطي لبناء وطن حر وكريم، مشدداً على أن دماء الشهداء التي اختلطت بأرض الوطن هي الدافع الرئيسي لهم ولكافة مكونات شمال سوريا بالاستمرار في هذه النضال. من جانبه أشار الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية رياض الدرار بأن ثورة 19/تموز حققت تكاتفاً وثقة بين الشعوب، وبأن التضحيات التي قدمها شعوب المنطقة خلال هذه الثورة أوصلت الشمال السوري إلى الحرية ودحر المرتزقة.
وتابع درار: «كوباني صمدت وكانت المفتاح للنصر والانطلاقة لتحرير مدن أخرى مثل الرقة ودير الزور، والأهم من ذلك أنها شكلت وحدة بين المكونات».
وقال الدرار في نهاية حديثه بأن العديد من الأحزاب تلتف حول مجلس سوريا الديمقراطية، مؤكداً بأنهم يسيرون في الطريق الصحيح نحو سوريا حرة ديمقراطية.