بتشبثها بالأرض تتحدى الإبادة والتغيير الديمغرافي من قِبل المحتل التركي…

استطلاع/ ليكرين خاني 

روناهي/ كركي لكي- يجب على المرأة أن تكون على قدرٍ عالٍ من الوعي لكي تتمكن من مواجهة التغيير الديمغرافي الذي له تأثير قوي على شخصيتها كونها الأكثر ارتباطاً بالأرض إلا أنها ستبقى على الدوام شوكة بعين العدو، كل هذه النقاط ناقشتها المشاركات في الملتقى حول الإبادة العرقية والتغيير الديمغرافي.

 على هامش الملتقى الذي أقامه مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية في مركز آرام تيكران للثقافة والفن في رميلان يوم الأربعاء الفائت بتاريخ 18 كانون الأوّل الجاري؛ بينت المشاركات في المؤتمر أنهن ضد كل ما تقوم به الدولة التركية المحتلة من انتهاكات في كل من عفرين، سري كانيه/ رأس العين  وكري سبي/ تل أبيض، وكل مدينة احتلتها في سوريا.

فاتورة الحرب تدفعها المرأة لأنها رمز الحياة

وعن الملتقى تحدثت لصحفيتنا عضوة مجلس مقاطعة عفرين نورشان حسين بالقول: “انعقد ملتقى حول الإبادة العرقية والتغيير الديمغرافي في شمال وشرق سوريا، لأن جريمة الإبادات العرقية سواءً كانت ثقافية أو جسدية تُعد من أخطر الجرائم على مر التاريخ، والتي ترتكبها الدول المحتلة والقوى العظمى والتي تحاول من خلالها تنفيذ أجنداتها عبر الشعوب المضطهدة، فهي من أعقد القضايا التي نناقشها حالياً”.

وشددت على أن التغيير الديمغرافي الذي حصل في سوريا بشكل عام وفي شمال وشرق سوريا بشكل خاص يستهدف الشعوب في شمال وشرق سوريا بكافة أطيافه ويعتبر جريمة حرب.

واختتمت عضوة مجلس مقاطعة عفرين نورشان حسين قائلةً: “نحن خلال المنتدى حاولنا أن نناقش التاريخ والأجندات والتداعيات التي نعيشها واستراتيجيات المواجهة كي نتمكن من مواجهة هذه الجريمة الخطيرة، في الحقيقة فاتورة الحرب الكبيرة تدفعها المرأة لأنها رمز الحياة، فيجب على المرأة أن تكون على قدرٍ عالٍ من الوعي لكي تتمكن من مواجهة التغيير الديمغرافي الذي له تأثير قوي على شخصيتها كونها الأكثر ارتباطاً بالأرض، وعندما تُهجّر من أرضها بشكل قسري فإنها تتأثر عاطفياً ومعنوياً بشكل كبير”.

“سنبقى على الدوام شوكة في عين العدو”

وفي خضم الموضوع ذاته أشارت عضوة اللجنة التحضيرية للملتقى ليلى سوار عن أهمية دور المرأة في الملتقى قائلةً: “إن الدولة التركية المحتلة حاولت أن تغير ديمغرافية المنطقة بالإضافة إلى الإبادة العرقية من خلال المرأة وانتهاكاتها الوحشية بحق المرأة نفسها، حيث استخدمت أبشع الطرق منتهكةً فيها حقوق الإنسان في القتل والتمثيل بجثث شهيداتنا اللواتي هنّ مثال للمرأة الحرة في روج آفا وشمال وشرق سوريا، فبأعمالهم اللاإنسانية حاولوا أن يكسروا ويحطموا المقاومة من خلال التنكيل بجسد المرأة الحرة في الشمال السوري”.

وناشدت عضوة اللجنة التحضيرية للملتقى ليلى سوار منظمات حقوق الإنسان أن يتخذوا قرارات جريئة بحق مجرمي الحرب، ويحيلوهم إلى العدالة، واختتمت بالقول: “نحن كنساء شمال وشرق سوريا سنبقى على الدوام شوكة في عين العدو التركي ومرتزقته من خلال تصعيد النضال بكل الطرق المتاحة، فمسألة اقتلاعنا من جذورنا قد عفى عليها الزمن”.

فرض التغيير الديمغرافي بدأ بمحاولة كسر مقاومة المرأة

كما ذكرت في السياق ذاته عضوة المنسقية العامة لمجلس المرأة السورية لينا بركات قائلةً: “الإبادة بحق شعوب المنطقة ليس بالأمر الجديد وليس بالأمر الحديث، فمنذ أن بدأ الغزو العثماني على سوريا وبلاد الشام كان هناك استهداف للأعراق الأصيلة الموجودة في المنطقة من إيزيديين وكرد وأرمن وسريان وآشور، والطوائف الدينية، واليوم نشهد وحشية في هذا الموضوع لم يسبق لها مثيل في العصر الحديث، وخاصةً بعد ظهور مرتزقة داعش الإرهابي الذي قام بجميع الجرائم التي نعلم عنها، واليوم الاحتلال التركي يكمل مسيرة ما بدأ به داعش من إبادة الشعوب واستهداف الأطياف الموجودة في المنطقة”.

وبينت لينا بأنه بالنسبة للمرأة كان لها دور كبير لما قدمته من نضال ومقاومة، فقد نالت نصيبها أيضاً من الإبادة العرقية، حيث تم استهداف النساء بشكل خاص وكان هناك فظاعة في التمثيل بالجثث.

كما وأكدت بأنه عندما يتم استهداف امرأة يتم التمثيل بجثتها كردة فعل من هذه الجماعات المتطرفة الراديكالية التي تنظر للمرأة على أنها عنصر ضعيف، والتي تريد كسر مقاومة المرأة التي أبدتها من خلال وحدات حماية المرأة واستطاعت أن تنظم نفسها في المنطقة، واستطاعت أن تحمي المنطقة.

وأشارت لينا أيضاً بأن التعنيف الجسدي الذي تعرضت له الشهيدة هفرين، واستهداف الشهيدة أمارا وجيجك كوباني بطريقة وحشية، هذه الجرائم تعتبر استهداف لقوة المرأة التي استطاعت أن تنهض بنفسها، وتنظم نفسها ضمن تنظيمات سواءً مدنية أو عسكرية أو سياسية.

واختتمت عضوة المنسقية العامة لمجلس المرأة السورية لينا بركات قائلةً: “يجب أن يحاسب مجرم الحرب أردوغان على ما قام به من مجازر بحق البشرية على أراضينا، وردعه عن التغيير الديمغرافي الذي يحاول فرضه على شمال وشرق سوريا”.