No Result
View All Result
المشاهدات 1
تقرير / نشتيمان ماردنلي
روناهي/ قامشلو- “كل ما مررنا به ابتداءً من قصة نزوحنا القسرية إلى نهب وسرقة بيوتنا, لن يقتل روح المقاومة بداخلنا، أرواح شهدائنا حيّة تبعث بنا روح المواصلة والسير على خطاهم مهما بلغ حجم التضحيات, كل أم قدّمت روحاً وفلذة من كبدها قرباناً لهذه الأرض لن يهزمها خسارة بيت”, هكذا عبّرت أمهات الشهداء عن فخرهن بدماء شهدائهم شهداء الكرامة وأكدوا بالسير على خطاهم حتى تحرير آخر شبر من أرض السلام.
بعد العدوان التركي الفاشي والمرتزقة المواليين له من مرتزقة الجيش الوطني السوري ومرتزقة داعش والنصرة على مناطق شمال وشرق سوريا وبشكل خاص على مدينة سري كانيه/ رأس العين مستهدفاً تغيير ديموغرافية المنطقة وتهجير السكان الأصليين بغيرهم من الغرباء, نزح الآلاف من العائلات إلى المناطق المجاورة والبعيدة عن بطش الاحتلال الارهابي قسراً، ومن بين هذه العائلات كانت لصحيفتنا روناهي لقاء مع المواطنة زمرتا ربيع أحمد أم الشهيد “عكيد فواز علي” والمهجرة قسراً مع عائلتها من منطقة “خرابة” بسري كانيه لتعود إلى مسقط رأسها مدينة قامشلو، زمرتا تبلغ من العمر 70 عاماً سردت لنا بعضاً من تفاصيل رحلة العمر المتعبة ممزوجةً بنبرة ثابتة من الاعتزاز والصمود فقالت: “طفولتي التي لا أتذكر منها إلا القليل كانت في مدينة قامشلو, طفولة عشتها بدون أب حيث كان أخي الأكبر يتولى مهمة الأبوة من التربية إلى الإعالة”.
سأبقى مُعتزة طول الأمد بلقبي “أم الشهيد“
أكملت الأم زمرتا حديثها بالقول: “كنت صغيرة بالعمر عندما تزوجت في مدينة سري كانيه، حيث كان يقيم زوجي, من أكثر من أربعين عاماً وهذه المدينة عرفت بكرم أهلها ونقاء أرضها, وأصبحت أماً لثلاثة أبناء وأربعة بنات، وأيضاً فيها أصبحت المعيلة الوحيدة لهذه العائلة بعد فقداننا لزوجي إثر المرض الذي تربص به, جاهدت وتعبت كثيراً وسهرت الليالي بمفردي على رؤوس صغاري لأفتح عيناي يوماً وأراهم قد أصبحوا شباباً يساندونني, إلا أن شمل عائلتي لم يصمد كثيراً أمام الظروف القاسية التي مررنا بها حين توجب على ابني الأكبر في بداية الأحداث في سوريا أي من عام 2011 السفر إلى لبنان لتقديم العون لي ولأخوته بسبب صعوبة المعيشة, لكننا فقدنا التواصل معه, من أكثر من ست سنوات وهو مفقود إلى الآن لا ندري عنه إن كان حياً أم ميتاً”.
وذكرت بأنه مع تفاقم الأوضاع الأمنية أكثر فأكثر في المنطقة انضم ابنها الأصغر إلى صفوف قوات المقاومة والكرامة “وحدات حماية الشعب”، ملبياً نداء الواجب حيث استشهد في مدينة الرقة دفاعاً عن أرضه وكرامة شعبه وشددت “سأبقى معتزة طول الأمد بلقبي أم الشهيد”.
السلام الذي بنيناه يسعون لتدميره خلال ساعات
أضافت أم الشهيد زمرتا حول كيفية نزوحهم القسري من منزلهم بسري كانيه قائلةً: “مع وصول التهديدات للأهالي من قبل المحتل التركي ومرتزقته بترك بيوتهم وإخلاء المنطقة من سكانها كنا على يقين بأن هناك حرباً على الأبواب إلا أنه كان يعز علينا ترك بيوتنا التي بنيناها من شقائنا, ومدينتنا التي تكللت بالسلام إلى سمائها, سرقوا سلامها خلال ساعات وبدأ شن الغارات من قبل المحتل التركي على المدينة بمن فيها من أطفال ونساء وشيوخ واستعمال الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً إلى جانب الأسلحة الثقيلة, تعالت الصرخات بين الأهالي والجيران وتحتم علينا النزوح رغماً عنا لإنقاذ أرواحنا تائهين من منطقة إلى أخرى إلى أن وصل بنا المطاف أخيراً إلى قامشلو”.
الأرض ستبقى أرضنا..
اختتمت الأم زمرتا ربيع أحمد حديثها بالقول: “دائماً ما نشعر بالغربة بعيدين عن أرضنا تلك الأرض التي رويت بدماء الآلاف من شهدائنا ورسمت حدودها بدمائهم الطاهرة، ستبقى وبرغم بعدنا عنها أرضنا, هؤلاء الشهداء الخالدين في الذاكرة ستبقى غايتهم بالانتصار أمام ناظرنا جميعاً لنصل إلى مبتغاهم، ألا وهو النصر والحرية والسلام, وسنبقى متمسكين بأمنية العودة إلى أن نعود إلى ديارنا بسلام”.
وفي السياق ذاته التقينا بأم الشهيد دجوار حميد علي، وهي سلمى جميل كلش البالغة من العمر 45 عاماً والتي حدثتنا عن كيفية نزوحهم القسري من مدينة سري كانيه بالإضافة إلى حديثها عن فقدانها لولدها الوحيد قائلةً: “نزحت إلى مدينة قامشلو بعد وصول التهديدات للمدنيين بإخلاء المنطقة من قبل المحتل التركي, برفقة ابنتي الوحيدتين بعد فقداننا لزوجي إثر المرض وابني الوحيد بعد إصرار منه على تلبية نداء الواجب وانضمامه إلى صفوف وحدات حماية الشعب، حين بلغ من العمر 18 ربيعاً, حيث انضم إلى وحدات حماية الشعب الديمقراطية لمحاربة مرتزقة داعش في مدينة الراوية الواقعة بين مدينتي مبروكة ورأس العين/ سري كانيه”.
شهادته مصدر للمقاومة
أكملت سلمى أم الشهيد حديثها بالقول: “بعد تلك الهجمات المتتالية بين وحدات حماية الشعب ومرتزقة داعش حينها, فقدت الاتصال مع ولدي ولم يصلني منه خبر من وقتها إلى الآن إلا أن أعلن نبأ استشهاده غيابياً, منذ ستة أعوام، وإلى اليوم وأنا أشيع شهيدي بقلبي, إلا أنه مصدر روح المقاومة بداخلنا, شهدائنا فخرنا وهم نجومنا التي ستبقى سماء أرضنا مضيئةً بهم دائماً”.
No Result
View All Result